131 مليار دولار في 6 أشهر.. العالم يدفع فاتورة غضب الطبيعة

ساهمت حرائق الغابات في لوس أنجلوس في جزء كبير من الخسائر العالمية التي تجاوزت 131 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، وفقا لتقرير جديد صادر عن شركة التأمين العالمية ميونيخ ري (Munich Re).
على مستوى العالم، جاءت الخسائر البالغة حوالي 131 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، أقل قليلًا من 155 مليار دولار التي سُجِّلت في نفس الفترة من عام 2024، بعد احتساب التضخم، لكنه لا يزال أعلى من المعدلات التاريخية المعتادة.
وشهد النصف الأول من عام 2024 زلزالًا كبيرًا في اليابان يوم رأس السنة، إلى جانب عواصف رعدية عنيفة في الولايات المتحدة أسفرت عن أكثر من 1250 إعصارًا.
ومن إجمالي الخسائر البالغة 131 مليار دولار في عام 2025، تم دفع تأمين بقيمة 80 مليار دولار، وهو ثاني أعلى مبلغ تأمين يُسجّل في النصف الأول من أي عام منذ بدء التوثيق عام 1980. ويُعد النصف الأول من عام 2011 الأعلى على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى زلزال وتسونامي مدمرين ضربا اليابان.
أغلى كارثة
وتُعد حرائق الغابات في لوس أنجلوس أغلى كارثة طبيعية هذا العام، حيث بلغت خسائرها الإجمالية 53 مليار دولار، منها 40 مليار دولار تم دفعهم كتأمين.
ووفقًا للعلماء، ساهم تغير المناخ في تأجيج الحرائق من خلال رفع مؤشر خطورة الطقس الناري، مما جعلها أكثر شدة ودمارًا. ووقعت أربع موجات من العواصف الأكثر تكلفة في شهور مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار، وأسفرت عن خسائر إجمالية تُقدَّر بـ19 مليار دولار، منها 14.6 مليار دولار مؤمَّن عليها.
ومن الكوارث الكبرى الأخرى في 2025، زلزال ميانمار الذي ضرب في 7 مارس/آذار بقوة 7.7 درجة، وأودى بحياة ما يُقدر بـ4500 شخص، وتسبب في خسائر بقيمة 12 مليار دولار، لكن القليل فقط من هذه الخسائر كان مؤمَّنًا عليه.
كوارث مناخية
وقال توبياس غريم، كبير علماء المناخ في ميونيخ ري: "علينا أن نقر بأن الخسائر في تزايد، وأن نوضح أن لتغير المناخ دورًا متصاعدًا باستمرار". وأشار غريم إلى أنه مع انتقال مزيد من السكان إلى مناطق عالية الخطورة مناخيًا، واشتداد الظواهر الجوية، فإن الخسائر مرشحة للارتفاع المستمر.
ووفقًا لميونيخ ري، فإن 88% من إجمالي الخسائر، و98% من الخسائر المؤمَّن عليها خلال 2025، جاءت نتيجة كوارث مناخية مثل الحرائق والعواصف. أما الزلازل فمثلت 12% من الخسائر الإجمالية، و2% فقط من الخسائر المؤمَّن عليها حتى الآن هذا العام.
وقال غريم إن صناعة التأمين غطت "خسائر مؤمَّن عليها" بقيمة تفوق 100 مليار دولار في سبعة من السنوات الثماني الماضية، مضيفًا: "عادةً ما يكون النصف الثاني من العام أكثر كلفة، بسبب ذروة موسم الأعاصير بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني".
وقال توماس بلانك، عضو مجلس إدارة ميونيخ ري: "أفضل وسيلة لتجنب الخسائر هي تنفيذ تدابير وقائية فعّالة، مثل تعزيز متانة الأبنية والبنى التحتية لتتحمل الكوارث الطبيعية... هذه الإجراءات تُسهم في إبقاء أقساط التأمين ضمن حدود معقولة، حتى في المناطق عالية الخطورة. والأهم من ذلك: يجب عدم السماح بالبناء الجديد في المناطق المعرضة للمخاطر".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg
جزيرة ام اند امز