محطة زابوريجيا النووية.. أوروبا تخشى صراع السيطرة والكوارث الإنسانية

أصبحت محطة زابوريجيا النووية ساحةً لمعركة استراتيجية بين روسيا وأوكرانيا، مع إصرار الجانبين على أحقيتهما في السيطرة عليها.
تسيطر القوات الروسية على المحطة - الأكبر في أوروبا - منذ مارس/آذار 2022، مدعيةً ضمها بشكل دائم بعد استفتاءات مرفوضة دوليًا، بينما تعتبرها أوكرانيا جزءًا لا يتجزأ من سيادتها، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
تنتج المحطة، التي كانت توفر 20 % من كهرباء أوكرانيا قبل الحرب، طاقةً تكفي لإضاءة دولة بأكملها، لكنها تحولت إلى قاعدة عسكرية روسية وقنبلة نووية موقوتة تهدد استقرار القارة العجوز.
من رمز للازدهار إلى مصدر للرعب: تحولات مأساوية
قبل الحرب، كانت المحطة التي بُنيت في ثمانينيات القرن الماضي رمزًا للتفوق التكنولوجي السوفياتي، ثم تحولت بعد استقلال أوكرانيا إلى عمود فقري لاقتصادها:
تنتج المحطة 5,700 ميغاواط (20% من كهرباء أوكرانيا، و6% من احتياجات أوروبا). ويعمل بها 10 آلاف عامل، مع 40000 وظيفة غير مباشرة لسكان مدينتي نيكوبول وإنرغودار المجاورتين. ومكّنت أوكرانيا من تقليل اعتمادها على الغاز الروسي عبر تصدير فائض الكهرباء إلى بولندا والمجر.
اليوم، يعيش من تبقى من السكان تحت وطأة القصف اليومي، بينما تحولت بلدة إنرغودار إلى مدينة أشباح بعد فرار 80 % من سكانها.
ووفقًا لـ"يوري باهونو"، المسؤول العسكري في نيكوبول، قُتل 79 مدنيًا وأصيب 400 آخرين منذ بدء العملية الروسية، بينما دُمّرت آلاف المنازل والبنى التحتية.
البيت الأبيض يدخل المعادلة: مصالح أم ضمانات أمنية؟
أثارت تصريحات أمريكية حول "نقل السيطرة على محطة زابوريجيا للملكية الأمريكية" ردود فعل متضاربة، بينما رأى بعض الأوكرانيين فيها فرصة لإنهاء الاحتلال، حذر خبراء من استبدال الهيمنة الروسية بأخرى أمريكية.
ومن جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انفتاحًا محدودًا للتعاون، مشددًا على أن الاستعادة الكاملة للمحطة شرطٌ لأي تفاوض.
تحذّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن استمرار الاقتتال حول المحطة يهدد بحدوث تسرب إشعاعي، خاصة مع التقارير عن تدهور أنظمة التبريد بسبب الإهمال الروسي. والتخزين العشوائي باستخدام ساحات المحطة كمستودعات للأسلحة والذخيرة. والاتهامات المتبادلة بقصف المنشآت الحيوية، ما يعرض المفاعلات لخطر الانهيار.
مستقبل غامض: سيناريوهات مرعبة
يرسم الخبراء 3 مسارات محتملة: الأول يتمثل في استعادة أوكرانية عسكرية قد تُطلق مواجهة مباشرة كارثةً نوويةً تضرب أوروبا، أو صفقة دولية بوساطة أممية لإنشاء "منطقة منزوعة السلاح"، لكن روسيا ترفضها دون اعتراف بضمها، وربما بقاء الوضع الراهن كما هو لتتحوّل المحطة إلى "تشيرنوبل جديدة" – خاملة قادرة على التفجير بأي لحظة.
aXA6IDE4LjExNy4xNzEuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز