نيجيرفان بارزاني.. رجل المهام الصعبة رئيسا لكردستان
إقليم كردستان العراق يعيش حالة جمود تامة منذ 8 أشهر بعد فشل الأطراف السياسية الكردستانية في تشكيل حكومة الإقليم الجديدة.
عامان من الجمود السياسي عصرا كردستان العراق، بعد أن ظل الإقليم بدون رئيس له، منذ رحيل مسعود بارزاني، في 2017، حتى فوز نيجيرفان برزاني بهذا المنصب اليوم.
- نيجيرفان برزاني يفوز برئاسة إقليم كردستان العراق
- قيادي كردي: "حرس إيران" يحشد مليشياته على حدود كردستان العراق
ويعيش إقليم كردستان العراق، حالة جمود تامة منذ 8 أشهر، حين فشلت الأطراف السياسية الكردستانية في التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن تشكيل حكومة الإقليم الجديدة، بعد انتخابات برلمانية في ٣٠ سبتمبر/أيلول ٢٠١٨.
ويؤدي نيجيرفان بارزاني، الذي حصل على ٦٨ صوتا من مجموع أصوات ٨١ نائبا من النواب الحاضرين في الجلسة، اليمين القانونية في ١٠ يونيو/حزيران المقبل، في مراسم رسمية تحضرها وفود سياسية عراقية وأجنبية.
ويعد نيجيرفان بارزاني أول رئيس للإقليم ينتخب بطريقة التصويت من داخل البرلمان، بعد إقرار البرلمان قانون إعادة تفعيل مؤسسة الرئاسة وآلية انتخاب الرئيس حتى إقرار دستور للإقليم.
ونيجيرفان بارزاني وهو الابن الأكبر لإدريس مصطفى بارزاني، شقيق الزعيم الكردي مسعود بارزاني، ولد في منطقة بارزان التابعة لمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان ١٩٦٦، هاجر مع عائلته إلى إيران عام ١٩٧٥، بعد توقيع العراق لاتفاقية الجزائر مع طهران وانهيار ثورة أيلول الكردية، ودرس العلوم السياسية في جامعة طهران.
وفي عام ١٩٨٩ أصبح نيجيرفان عضوا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وانتخب نائبا لرئيس وزراء إقليم كردستان عام ١٩٩٦، وتولى في عام ١٩٩٩ رئاسة حكومة الإقليم.
وبعد توحيد إدارتي إقليم كردستان (إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل ودهوك مع إدارة الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية)، وتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية بين الجانبين تولى نيجيرفان بارزاني رئاسة حكومة الإقليم الموحدة عام ٢٠٠٦، ومن ثم انتخب نائبا لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وأعيد انتخاب نيجيرفان رئيساً للوزراء مرة أخرى للأعوام ٢٠١١-٢٠١٣، وتسلم المنصب مجدداً خلال الفترة الممتدة من عام ٢٠١٣-٢٠١٨.
نجح نيجيرفان، خلال السنوات الماضية التي تولى فيها رئاسة حكومة كردستان العراق في الحفاظ على وحدة الإقليم، ولعب دورا بارزا في التقارب بين الأحزاب السياسية، وأطلق مبادرة لحل المشاكل الداخلية، كما لعب دورا بارزا في معالجة الأزمة الاقتصادية إثر العقوبات التي فرضتها حكومتا نوري المالكي وحيدر العبادي في بغداد على الإقليم إثر الخلافات السياسية بين الجانبين.
ويعتبر بارزاني رجل اقتصاد، حيث تمكن الإقليم خلال السنوات الماضية وبفضل سياسته من جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، ورغم الأزمات التي واجهها كردستان العراق داخليا وخارجيا تمكن أن ينفض عن نفسه غبار الأزمة الاقتصاد ويخرج منها.
ولم يتوقف بارزاني عند هذا الحد؛ بل لعب دورا رئيسيا في الحفاظ على العلاقات مع بغداد، خصوصا عقب تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي، فالعلاقات بين بغداد وأربيل تشهد تحسنا ملحوظا في ظل استمرار الجانبين بمفاوضاتهما لحلحلة المشاكل العالقة بينهما.
وينتظر نيجيرفان بارزاني ملفات عديدة في منصبه الحالي لن تكون جديدة بالنسبة له، وفي مقدمتها ملف المشاكل السياسية في الإقليم، التي تتطلب دورا أكبر له للتقارب بين الأطراف الكردستانية وتوحيد مواقفها بالداخل والخارج، وسط تحدٍ أكبر يتمثل في التدخلات الإيرانية التي تسعى إلى تمزيق الإقليم وتحويله إلى معسكرات لمليشياتها.
ويحل الملف الاقتصادي وكيفية التعامل مع إيران وتركيا والحكومة العراقية في المرتبة الثانية، إضافة إلى ملفات حل مشاكل المناطق المتنازع عليها مع بغداد وملف توفير الخدمات، وسيشاركه في حل هذه الملفات قريبا ابن عمه مسرور بارزاني الذي رشحه الحزب الديمقراطي لتولي رئاسة الحكومة الجديدة في الإقليم.