صدمة في نموذج ثلاثي الأبعاد: نفرتيتي بيضاء
الدراسة التي أجراها، أيدان دودسون، رجحت أن الملكة الفرعونية كانت بيضاء البشرة خلافا للاعتقاد السائد بأنها كانت ذات بشرة إفريقية سمراء.
في صدمة للجمهور.. ظهرت نسخة ثلاثية الأبعاد لتمثال رأس الملكة المصرية الفرعونية نفرتيتي ببشرة بيضاء عرضها برنامج "توداي شو" على شبكة "إن بي سي" الأمريكية، وأثارت هذه النسخة جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
الدراسة التي أجراها، أيدان دودسون، عالم مصريات في جامعة بريستول البريطانية، رجحت أن الملكة الفرعونية كانت بيضاء البشرة خلافا للاعتقاد السائد بأنها كانت ذات بشرة إفريقية سمراء.
وكان لنفرتيتي دور بارز في التاريخ الفرعوني، إذ انتزعت مكانة دينية متميزة عندما نصبت كاهنة تقدم القرابين للإله آتون.
أغلب من انتقدوا البحث استندوا إلى أن النموذج المعروض يُزيف الشهادات التاريخية، على حد قولهم؛ لأنه مخالف بشكل صارخ للتمثال النصفي الحقيقي للملكة المصرية، الذي عُثر عليه في مقبرة أمنحتب الثاني في وادي الملوك في أواخر القرن السابع عشر.
التصور ثلاثي الأبعاد لتمثال الملكة نفرتيتي، نحتته الفنانة المتخصصة في الأعمال التاريخية، إليزابث دانيس، في حين صمم فنانون من بيت الأزياء والموضة الفرنسي "كريستيان ديور" مجوهرات شبيهة بتلك التي كانت ترتديها نفرتيتي، وهو الأمر الذي استغرق نحو 500 ساعة.
وحصل الدكتور أيدان دودسون، عالم المصريات في جامعة بريستول، على تصريح من وزارة الآثار المصرية بإزالة الغطاء الزجاجي الواقي لمومياء نفرتيتي وفحصها بتقنية البعد الثالث (3D).
وأثارت النسخة المقلّدة للتمثال سخرية واستهجان الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من جانب ذوي البشرة السمراء، الذي اعتبروا العملية مؤامرة غربية من "ذوي البشرة البيضاء" تستهدف الحط منهم باعتبار الملكة الفرعونية رمز للشرق وذوي البشرة السمراء.
وسخرت متصفحة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تدعى أليكسيا مكاي، من اللون الجديد لبشرة نفرتيتي، وقالت في تغريدة لها: "هذا هو الوجه الحقيقي للملكة نفرتيتي الذي اكتشف في مصر. نعم إنها امرأة سمراء، المصريون كانوا جميعا سمر البشرة شعبا وملوكا وملكات".
وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية قد طلبت من جامعة بريستول توضيح ملابسات لون البشرة الذي ظهرت به نفرتيتي في نموذجها ثلاثي الأبعاد. وجاء رد الجامعة على لسان الدكتور أيدان دودسون نفسه بالقول إن النحات اتخذ صورا لنساء مصريات في الوقت الحالي مرجعا له لتحديد لون البشرة، لافتا إلى أن الأضواء الباهرة في أستوديو التصوير جعلت لون بشرة نفرتيتي يظهر أكثر بياضا مما هو عليه في الحقيقة.