48 ساعة من المفاوضات الشاقة.. تعرف على الموقف الحالي لتخفيضات أوبك+
المفاوضات تدور حول أكبر تخفيضات في التاريخ بتقليص الإمدادات العالمية 15% تساهم في خفض التخمة النفطية الضخمة في المعروض.
ضغطت كبرى الدول المنتجة للنفط من أجل وضع اللمسات النهائية على اتفاق لتخفيضات نفطية كاسحة في اجتماع مجموعة العشرين.
وتهدف هذه الدول لرفع الأسعار المنهارة من جراء أزمة فيروس كورونا مع تحمل روسيا والسعودية نصيب الأسد في حين أبدت الولايات المتحدة استعدادا للمساعدة.
وتراجعت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 20 عاما، إذ أدت تدابير عالمية للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا إلى انهيار الطلب على الخام في ذات الوقت الذي ضخت فيه موسكو والرياض مزيدا من النفط.
توصلت الرياض وموسكو وحلفاؤهما، الذين يشكلون معا مجموعة أوبك+ غير الرسمية، اتفاقا لكبح إنتاج الخام بما يعادل 10% من الإمدادات العالمية في محادثات مطولة جرت الخميس وقالوا إنهم يريدون أن يخفض الآخرون 5% أخرى.
لكن جهود إبرام الاتفاق واجهت عقبة عندما أصرت المكسيك أنها لن تخفض إنتاجها إلا ربع القدر الذي طالبتها به أوبك+، وإن كان الرئيس المكسيكي قال إن واشنطن عرضت القيام بتخفيضات إضافية من جانبها.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة المكسيك عن طريق تعويض "بعض النقص".
وأضاف أن واشنطن تتوقع تعويضا.
وكانت أسواق النفط مغلقة الجمعة في الوقت الذي عقد فيه وزراء طاقة مجموعة العشرين اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، رتبته السعودية، لكن الأسعار لم تصعد بعد اجتماع تخفيضات الخميس.
ورغم أن المفاوضات حول أكبر تخفيضات في التاريخ، فإن تقليص الإمدادات العالمية 15% لن يصرف التخمة النفطية كثيرا في وقت يشهد انهيار الطلب 30%.
وتتصدر خطة خفض تحالف أوبك+ جدول أعمال اجتماع الجمعة المنعقد عن بعد لوزراء طاقة مجموعة العشرين بعد أن توصلت موسكو والرياض ودول أخرى، في إطار مجموعة أوبك+، لاتفاق بعد محادثات مطولة الخميس، لكنه تعثر عندما رفضت المكسيك المبادرة.
وتسببت إجراءات كبح انتشار فيروس كورونا في نضوب الطلب على الوقود للطائرات والسيارات، مما يضغط على ميزانيات الدول المنتجة للنفط ويعصف بصناعة النفط الصخري الأمريكية الأكثر تأثرا بانخفاض الأسعار بسبب تكاليفها الأعلى.
وأبلغ وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت محادثات مجموعة العشرين "ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض".
ويتضمن اتفاق أوبك+، المشروط بانضمام المكسيك، حجب 10 ملايين برميل يوميا، وتقول مصادر في أوبك+ إن 5 ملايين برميل يوميا إضافية ينبغي أن تأتي من خفض إنتاج الولايات المتحدة وآخرين.
وأشارت النرويج وكندا، وكلاهما خارج أوبك+، إلى أنهما قد تخفضان الإنتاج في حالة تنفيذ اتفاق.
وقال برويليت إن إنتاج الولايات المتحدة قد يهبط بين 2 و3 ملايين برميل يوميا بنهاية 2020.
ورغم أنه ليس خفضا رسميا، فإنه أكبر وعلى مدى فترة زمنية أقصر مما أشار إليه المسؤولون الأمريكيون في السابق.
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن تحركا يشمل الآخرين "لا مناص منه"، رغم إقراره بأن القانون الأمريكي يمنع المنتجين في الولايات المتحدة من الانضمام لتكتل يستهدف توجيه الأسعار.
وأجرى ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات اليوم تناولت سوق الطاقة.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول الخميس إن الدول المستوردة للنفط يمكن أن تقدم بعض الدعم الإضافي خلال محادثات اليوم عن طريق الإعلان عن مشتريات إضافية للخام لاحتياطياتها الاستراتيجية.
وتابع: لكن عندما تمتلئ طاقة التخزين العالمية برا وبحرا بسرعة فائقة، فلن يكون بإمكان الكثير من المستوردين الشراء.
وقال بيرول، في بيان الجمعة، إن لديه الأمل في أن محادثات مجموعة العشرين سوف "تساعد في إعادة بعض الاستقرار الضروري جدا لأسواق النفط".