خبير لـ"العين الإخبارية": 4 أهداف وراء زيارة نتنياهو إلى أفريقيا
من بينها محاولة إضعاف تأييد القضية الفلسطينية
نتنياهو يريد كسر تأييد أفريقيا للفلسطينيين وفتح أسواق للشركات الإسرائيلية وأيضاً فتح الأجواء أمام الطيران وإبعاد الأنظار عن اتهامه بالفساد
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تحقيق 4 أهداف من زيارته إلى تشاد، التي قال إنه اتفق خلالها مع رئيس تشاد إدريس ديبي على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المجمدة منذ عام 1972.
ويريد نتنياهو أولا توثيق علاقات إسرائيل مع دول أفريقيا لوقف دعم هذه البلدان للفلسطينيين في الأمم المتحدة، وثانيا يريد بهذه العلاقات فتح أسواق جديدة للشركات الإسرائيلية في أفريقيا، وثالثا فتح أجواء تشاد أمام الطائرات الإسرائيلية لتقصير فترة سفرها إلى أمريكا اللاتينية، ورابعا حرف الأنظار عن اتهامه في قضايا فساد.
وقال محمد السيد، الخبير في الشأن الإسرائيلي، لـ"العين الإخبارية" إن نتنياهو يسعى "منذ فترة إلى محاولة التقرب من الدول الأفريقية عبر تعزيز العلاقات معها واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي جمدت علاقاتها في سنوات السبعينيات، وذلك من أجل الحد من التأييد الأفريقي للفلسطينيين في المؤسسات الدولية".
وأضاف أن إسرائيل تريد التغلغل في قارة أفريقيا، مستغلا في ذلك التأييد الأمريكي والانشغال العربي وانقسام الفلسطينيين داخليا.
وأشار السيد إلى أن العلاقات الإسرائيلية مع أفريقيا تفتح أسواقا جديدة للصناعات الإسرائيلية، خاصة الأمنية، موضحا أن "الشركات الإسرائيلية كانت موجودة منذ فترة في الأسواق الأفريقية ولكن بأسماء غربية، وبلا شك فإن توثيق العلاقات السياسية لإسرائيل مع هذه الدول سيمكّن الشركات الإسرائيلية من العمل رسميا وهو ما سيوسع من نطاق نشاطها".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن نتنياهو يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع رئيس تشاد على فتح الأجواء في بلاده للطائرات الإسرائيلية بما يختصر فترة طيرانها إلى أمريكا اللاتينية.
ومع قرب الانتخابات العامة الإسرائيلية في التاسع من شهر أبريل/نيسان المقبل فإن نتنياهو يوظف هذه الاتصالات السياسية لصالحه.
ولفت السيد إلى أن نتنياهو كثف في الآونة الأخيرة من اتصالاته السياسية على مستويات متعددة وهو يستفيد من حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إنجازات اتصالاته الخارجية، لأنها تصرف الأنظار عن الاتهامات الموجهة إليه محليا بالفساد.
وكان نتنياهو وصل، الأحد، في رحلة جوية إلى تشاد استمرت 8 ساعات، وهي الأولى على الإطلاق لمسؤول في منصبه إلى الدولة الأفريقية ذات الأغلبية المسلمة.
التقارب الإسرائيلي مع أفريقيا
وكان تقارب إسرائيل مع أفريقيا في صلب سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي منذ أواسط عام 2016.
وقال نتنياهو آنذاك، إن "إسرائيل تعود إلى أفريقيا وأفريقيا تعود إلى إسرائيل"، لافتا إلى أن أحد أهدافه هو "كسر التأييد الأتوماتيكي لدور أفريقيا للفلسطينيين في مؤسسات الأمم المتحدة".
ومنذ ذلك الحين، فإن تصويت الدول الأفريقية في مؤسسات الأمم المتحدة لا تعكس تغييرا في الموقف تجاه الفلسطينيين، وهو ما دفع نتنياهو للقول العام الماضي إن "الأمر سيستغرق عدة سنوات".
وقام نتنياهو، منذ أواسط عام 2016، بـ4 زيارات إلى أفريقيا، حيث كانت الأولى في يوليو/تموز وشملت أوغندا، وكينيا، ورواندا وإثيوبيا، وفي يونيو/حزيران 2017 زار ليبيريا، أما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فقد زار كينيا، حيث تعد زيارته الحالية الرابعة.
وكان نتيناهو يأمل في عقد قمة إسرائيلية-أفريقية في نهاية عام 2017 غير أن الجهود الدبلوماسية الفلسطينية والعربية أدت إلى إفشال عقد القمة.
ثاني دولة أفريقية تستأنف علاقاتها مع إسرائيل
بهذه الزيارة باتت تشاد الدولة الأفريقية الثانية التي تستأنف علاقاتها مع إسرائيل منذ بدء تحرك نتنياهو في أفريقيا، إذ تم في يوليو/تموز 2016 الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كينيا.
وتطلب إسرائيل من الدول الأفريقية دعمها سياسيا في مؤسسات الأمم المتحدة، بالمقابل فإنها تعدها بمساعدات في مجال الزراعة والمياه والتكنولوجيا.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن دولا أفريقية تشتري السلاح من إسرائيل، لكن دون كشف موثق عن صفقات الأسلحة هذه لرفض وزارة الدفاع الإسرائيلية الإعلان عنها.
وفي هذا الصدد قال موقع (تايمز أوف إسرائيل)، اليوم الأحد، إنه "يتوقع إبرام اتفاقيات سلاح في تشاد، ولهذا الصدد فإنه يرافق نتنياهو وفد من وزارتي المالية والدفاع".
وأشار الموقع ذاته إلى أن رحلة نتنياهو الجوية إلى تشاد لمسافة 3 آلاف كيلومتر ستستغرق 8 ساعات ذهابا ومثلها إيابا.
اتهامات الفساد
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد في 3 ملفات أساسية تحقق فيها الشرطة الإسرائيلية منذ أكثر من عام.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول قضائي كبير أن "المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت تبنى توصية النيابة العامة وقرر تقديم لائحة اتهام بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تنسب له الارتشاء في ملف 4000".
وأشارت محطة التلفزة الإسرائيلية إلى أنه "من المتوقع استدعاء نتنياهو إلى جلسة استماع منتصف الشهر المقبل".
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية تنسب لنتنياهو في هذا الملف التواطؤ مع مالك شركة "بيزك" للاتصالات وموقع "والا" الإخباري آنذاك شاؤل الوفيتيش من أجل منح الشركة امتيازات بمبالغ ضخمة مقابل تغطية إيجابية لنتنياهو في الموقع.
ويقول نتنياهو إن فتح هذا الملف قبيل الانتخابات يهدف إلى التأثير على نتائجها في ضوء نتائج استطلاعات الرأي العام التي تظهر تقدم حزب (الليكود) بقيادة نتنياهو على الأحزاب الإسرائيلية الأخرى.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز