أموال القطريين.. سلاح "الحمدين" لخدمة إسرائيل وإخماد غضب الفلسطينيين
إسرائيل تستخدم أموال الشعب القطري عبر نظام الحمدين الحاكم في الدوحة لمحاولة إخماد الغضب الفلسطيني إزاء انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
تستخدم إسرائيل عبر "نظام الحمدين" الحاكم في الدوحة أموال الشعب القطري لمحاولة إخماد الغضب الفلسطيني، وتحديداً على حدود قطاع غزة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون من خلال الإصرار على المشاركة المتزايدة في الاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ففي الأسبوع الثالث على التوالي تشترط الحكومة الإسرائيلية لأجل السماح للسفير في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي المرور بحقائبه عبر معابرها، أن يوقف الفلسطينيون مظاهراتهم عند حدود قطاع غزة.
الفلسطينيون بدورهم يتحدّون الشرط الإسرائيلي والصمت القطري عليه بمواصلة المشاركة الكثيفة في مسيرات العودة قرب حدود قطاع غزة.
- الإعلام العبري يحتفي بدعم "الحمدين" لإسرائيل لوقف غضبة الفلسطينيين
- 2018.. مساع قطرية لوأد القضية الفلسطينية
وقال منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة (فتح)، لـ"العين الإخبارية": "إسرائيل تربط إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة بالهدوء وبالتالي هي تقول صراحة إنه إذا لم يكن هناك هدوء فإنه لن يتم إدخال الأموال القطرية".
بدوره قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية"، إن حركة حماس ذهبت بعيداً مع قطر وصار عندهم وهم بأن "دولة غزة" أصبحت في يدهم.
وأشار مجدلاني إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على أساس الهدوء مقابل إدخال أموال قطرية في غزة وأيضاً محاولة تعزيز الانقسام الفلسطيني وانفصال غزة عن الضفة الغربية.
وأضاف: "في الوقت الذي تضغط فيه سلطة الاحتلال من أجل الهدوء في غزة فإنها تصعد في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، من خلال الاجتياحات والاقتحامات والاستيطان والتهويد".
وتابع مجدلاني: "يندرج هذا الأمر في سياق محاولات فرض صفقة القرن على القيادة الفلسطينية التي ترفضها بشكل مطلق".
كان الجيش الإسرائيلي والسفير القطري العمادي اتفقا قبل عدة أشهر، على آلية لإدخال الأموال القطرية إلى غزة، تبدأ بتقديم العمادي قوائم تفصيلية بأسماء المستفيدين من مساعداته إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، وحال مصادقته عليه فإنه يتم صرف هذه الأموال للمستفيدين.
وبموجب الآلية الإسرائيلية - القطرية فإنه في حال صرف أموال خارج القوائم المصادق عليها من قبل "الشاباك" فإن السلطات الإسرائيلية تمتنع عن إدخال الأموال مجدداً.
كما تنص الآلية على أنه في حال عدم وقف الاحتجاجات الفلسطينية قرب حدود قطاع غزة فإن إسرائيل لا تصادق على إدخال الأموال شهرياً.
وبموجب الاتفاق الإسرائيلي-القطري فإن العمادي يمر بالأموال في سيارته عبر الحواجز الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين وصوله إلى معبر بيت حانون " إيريز"، حيث يجري تسليم الأموال إلى حركة "حماس" التي تقوم بدورها بتوزيع الأموال ضمن القوائم المصادق عليها إسرائيلياً.
وبعد تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية قرب حدود قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة فإن الحكومة الإسرائيلية امتنعت عن المصادقة على السماح للعمادي بإدخال أمواله.
من جهته فقد حذر نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول من أن هذه الأموال التي تدخل بتعليمات أمريكية وعبر إسرائيل تشكل دليلاً على أن ما يجري في القطاع هو حلقة من حلقات ما تسمى "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية وسلخ عزة عن الجسم الفلسطيني.
وأضاف العالول في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية، السبت، أن "هذا توجه أمريكي واضح، حيث يعمل في ذلك كم هائل من الأدوات، خاصة الذين يأتون بالأموال إلى غزة، ويحجبونها عن القدس ومستشفياتها".
ويشار في هذا الصدد إلى أن الدوحة لا تقدم مساعدات للسكان في مدينة القدس الشرقية المحتلة، وقبيل الاحتجاجات الفلسطينية قرب حدود قطاع غزة أيام الجمع تتكرر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن السماح أو عدم السماح بدخول الأموال القطرية.
ولا يخفي المسؤولون الإسرائيليون اشتراط دخول الأموال القطرية بوجوب وقف الاحتجاجات الفلسطينية قرب الحدود أولاً.
كان العمادي أشار إلى هذا الأمر عندما التقطت كاميرا مقطع قصير له، وهو يتحدث إلى أحد قادة حماس في غزة قائلاً "نبي هدوء" أي نريد هدوء، في إشارة إلى دعوة الفلسطينيين لوقف احتجاجاتهم.
وقال الجاغوب: "هذا جزء من الألاعيب الإسرائيلية المعروفة وهي محاولة لوقف الاحتجاجات الفلسطينية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "الهدف الإسرائيلي هو استمرار الانقسام الفلسطيني وتعزيزه وبالتالي فإن الرد على إسرائيل يجب أن يكون بالتأكيد على الموقف الفلسطيني الجماعي بوجوب إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل جميع قضايا الحل النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين".
وتابع الجاغوب: "يجب التأكيد فلسطينيا، وبشكل جماعي، على أن جوهر القضية هو سياسي وهو وجوب إنهاء الاحتلال وعدم الانجرار إلى المحاولات الإسرائيلية لإظهار القضية الفلسطينية وكأنها قضية مساعدات".
وفي تعبير عن رفض شعبي فلسطيني للاشتراط الإسرائيلي، المسكوت عنه قطرياً، فإن الفلسطينيين يواصلون المشاركة بكثافة في الاحتجاجات على الاحتلال قرب حدود قطاع غزة، وقدر الاحتلال الإسرائيلي أن 12 ألف فلسطيني شاركوا في الاحتجاجات، أمس الجمعة.
وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن 59 فلسطينياً أصيبوا في الاحتجاجات بينهم 11 بالرصاص الحي.
وشدد الجاغوب على أن الشعب الفلسطيني معطاء وهو يقدم كل ما في وسعه من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، "حتى لو انحرفت أجندات بعض الفصائل، مثل حماس، فإن بوصلة الشعب الفلسطيني هي القدس وإنهاء الاحتلال ولم يستطع تغيير ذلك لا أموال قطرية ولا تسهيلات إسرائيلية مزعومة".
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg
جزيرة ام اند امز