نتنياهو وغالانت.. صراع «خفي» على «قلب» واشنطن
يُشار إليهما على أنهما أقوى زعيمين في إسرائيل اليوم، لكن الخلافات بينهما أعمق من علاقة رئيس وزراء بوزير دفاعه
إنهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، اللذان أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى اتساع نطاق الخلاف بينهما.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة الأمريكية، دبّت خلافات بين الرجلين بشأن العديد من القرارات الاستراتيجية الرئيسية، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن مع حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية في الحكم المستقبلي لغزة، والحرب في لبنان.
تعود جذور الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه إلى شهر مارس/ آذار 2022، حين حاول نتنياهو إقالة غالانت عندما أثار الوزير المخاوف بشأن حملة الحكومة لإصلاح النظام القضائي في البلاد، مشيرًا إلى الاضطرابات التي أحدثتها في الجيش.
وأجّج هذه الخلافات نظرة نتنياهو لغالانت باعتباره منافسه القادم على قيادة حزب الليكود، وهو ما كان سببا، بحسب مراقبين، في تأجيل زيارة الأخير إلى واشنطن في اللحظات الأخيرة.
وقال تشاك فريليتش، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق والباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "من الواضح أن نتنياهو يحاول فرض سيطرته وإضعاف غالانت إلى الحد الذي قد يؤدي إلى إضعاف العلاقة مع الولايات المتحدة"
كما لم يكن نتنياهو - الذي تربطه علاقة متوترة بالرئيس الأمريكي جو بايدن- سعيدا بزيارة غالانت لواشنطن، معتقدًا أن البيت الأبيض يحاول تجاوزه ومناقشة الرد على الهجوم الإيراني مع وزير دفاعه، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين مطلعين على الوضع تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة أمور حساسة.
وكتب إيتامار آيشنر، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية: "التقييم السائد هو أن نتنياهو يخشى أن يمنح الرئيس جو بايدن، غالانت تأييده، ويريد رئيس الوزراء أن يُظهر لقاعدته السياسية داخل الليكود أنه يمنع وزير الدفاع من التنسيق مع الأمريكيين".
الرد على إيران
وفيما تتزايد ضغوط الصقور داخل الحكومة الإسرائيلية من أجل رد قوي على إيران، بما في ذلك شن ضربات محتملة، يضغط المعتدلون وإدارة بايدن من أجل عملية أكثر تحفظًا، أملا في تجنب حرب إقليمية شاملة.
وفي هذا الصدد، لفتت الصحيفة إلى أن واشنطن حثت إسرائيل على عدم استهداف منشآت إيران النفطية أو النووية. وكان متوقعا أن يكون ذلك جزءًا من المناقشات مع غالانت، الذي تربطه علاقة عمل وثيقة مع وزير الدفاع لويد أوستن، واللذين التقيا أكثر من 80 مرة خلال العام الماضي.
"خيارات خطيرة"
ولفتت الصحيفة، إلى أن إسرائيل طرحت خيارات مختلفة على الطاولة للرد على الهجوم الإيراني، وكل منها محفوف بالمخاطر.
إذ يمكن أن يؤدي استهداف حقول النفط الإيرانية إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية عشية الانتخابات الأمريكية وإشعال شرارة هجمات انتقامية من قبل مجموعات أخرى مدعومة من إيران.
يضاف إلى ذلك الشكوك بشأن قدرة إسرائيل على القيام بمفردها باستهداف البرنامج النووي الإيراني، حيث نقلت طهران معظم البنية التحتية عشرات الأمتار تحت الأرض بعد عام 2021، عندما استهدفت إسرائيل مجمع نطنز النووي بالقرب من أصفهان، وفقًا لبني سبتي، الباحث في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
وقال سبتي: "الانفجارات الكبيرة تبدو جيدة على شاشة التلفزيون، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها سترسل الرسالة اللازمة، لكنها تظل خيارًا شائعًا لدى المتشددين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت".
أما تشاك فريليتش المسؤول الأمني السابق، فرأى أن الرغبة في القضاء على التهديد النووي الإيراني منتشرة على نطاق واسع في الدوائر الأمنية الإسرائيلية. لكنه وخبراء عسكريون آخرون اتفقوا على أن البلاد ستحتاج إلى الولايات المتحدة - وسيكون من مصلحة إسرائيل الانتظار حتى تصبح واشنطن أكثر انفتاحًا على المساعدة.
وأضاف فريليتش "أعتقد أن إسرائيل يجب أن تُبقي على الأمور تحت السيطرة حتى بعد الانتخابات الأمريكية. وحينها ستكون هناك احتمالية لضرب المواقع النووية".
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز