مركب نتنياهو بلا غانتس وآيزنكوف.. ما تأثير الاستقالة على الحكومة؟
غداة نجاح الجيش الإسرائيلي في إطلاق سراح 4 رهائن لدى حماس، وإرجائه خطاب استقالته، مضى الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس، في طريقه نحو الانسحاب من الحكومة، التي لطالما انتقدها، فاتحًا الطريق لانهيارها.
قرار الاستقالة الذي أعلنه غانتس زعيم حزب «الوحدة الوطنية» مساء الأحد، قال عنه مراقبون، إنه رغم كونه لن يؤدي لسقوط حكومة نتنياهو، فإنه قد يقنع أقطابا في حزب «الليكود» على رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت على وقف دعمهم لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
ليس هذا فحسب، بل إنها تعزز صفوف المعارضة التي توحدت الأسبوع الماضي في مسعاها لإسقاط الحكومة عبر التوجه إلى انتخابات مبكرة، في المقابل، ستشدد من خناق وابتزاز وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لنتنياهو.
آثار الاستقالة
وتترك استقالة غانتس، وزير الدفاع الأسبق والرئيس الأسبق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وزميله غادي آيزنكوت، الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي، حكومة نتنياهو، التي تخوض حربا على غزة وتستعد لأخرى على لبنان، بدون قادة عسكريين فيما عدا وزير الدفاع غالانت.
وتحرم الاستقالة الحكومة الإسرائيلية بعضا من الدعم الدولي التي كانت تحظى به، لا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية.
فكما كان متوقعا، أعلن بيني غانتس في كلمة إلى الجمهور الإسرائيلي استقالة حزبه من الحكومة التي دخل اليها في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتصبح حكومة طوارئ، ولتتشكل على أثرها حكومة الحرب المقلصة الأعضاء، قائلا: «نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو النصر الحقيقي. ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، لكن بكل إخلاص».
ودعا نتنياهو إلى تحديد موعد لإجراء الانتخابات، مضيفا: «لا تدع أمتنا تتمزق». وفي رسالة مبطنة إلى وزير الدفاع يوآف غالانت تحمل دعوة للتمرد أضاف: «يا وزير الدفاع، أنت قائد شجاع وحازم، وقبل كل شيء – وطني، في هذا الوقت، لا تعني القيادة والشجاعة قول ما هو صواب فحسب، بل فعل ما هو صواب».
ويفتح الانسحاب الطريق أمام مزيد من الابتزاز من قبل حزب «القوة اليهودية» برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وحزب «الصهيونية الدينية» برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لنتنياهو.
وفي هذا الصدد وفي حين كان غانتس يعلن استقالة حزبه، فقد وجه بن غفير رسالة إلى نتنياهو يطالبه فيها بضمه إلى حكومة الحرب، قائلا في رسالته التي اطلعت عليها «العين الإخبارية»: «بوصفي وزيرا في الحكومة ورئيس حزب وشريكا كبيرا في الائتلاف، أطالب بموجب هذا بالانضمام إلى هذه الحكومة، لكي أكون شريكا في تحديد سياسة إسرائيل الأمنية في الوقت الحالي. لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة».
وتتألف حكومة الحرب من نتنياهو وغالانت وغانتس و3 أعضاء مراقبين هم: آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وزعيم حزب «شاس» آرييه درعي.
وبانسحاب غانتس وآيزنكوت منها فإن نتنياهو يتجه إلى حلها، وفقًا لمقربين منه.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: «بخروج الوزير بيني غانتس من حكومة الحرب، يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حلها»، مضيفة: «من المتوقع أن يعود نتنياهو إلى أسلوب عمله السابق، حيث يناقش القضايا الأمنية في منتدى محدود قبل اجتماعات مجلس الوزراء العادية. في هذا المنتدى، يتم اتخاذ القرارات المهمة ومن ثم يحاول نتنياهو الحصول على موافقة مجلس الوزراء عليها».
وكان نتنياهو رد على الفور على استقالة غانتس ببيان قال فيه: «إسرائيل في حرب وجودية على جبهات متعددة، بيني (غانتس)، هذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن الحملة – هذا هو الوقت المناسب لتوحيد القوى (..) سيبقى بابي مفتوحا أمام أي حزب صهيوني يرغب في تحمل العبء والمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا، وضمان سلامة مواطنينا».
ماذا عن المعارضة؟
شكل قرار غانتس، دفعة لأحزاب المعارضة التي بدأت الأسبوع الماضي بتوحيد القوى لإسقاط الحكومة عبر انتخابات مبكرة، فقد اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في بيان أن «قرار غانتس وآيزنكوت بالخروج من الحكومة الفاشلة مهم وصحيح».
وأضاف: «لقد حان الوقت لاستبدال هذه الحكومة المتطرفة والمتهورة بحكومة عاقلة تؤدي إلى عودة الأمن لمواطني إسرائيل، وعودة المختطفين، واستعادة اقتصاد إسرائيل ومكانتها الدولية».
وكان لابيد وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» إفيغدور ليبرمان وزعيم حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر، أعلنوا الأسبوع الماضي عن توحيد القوى، بهدف إسقاط الحكومة، داعين غانتس للانضمام إليهم.
استقالة رئيس فرقة غزة
إلى ذلك، فقد أعلن قائد فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي (143) لقادته عن نيته إنهاء خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي حيث يتوقع انتهاء مهمته في الفترة المقبلة.
وقال آفي روزنفيلد، رئيس فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، في رسالة إلى رؤسائه: «في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فشلت في مهمة حياتي المتمثلة في حماية [المجتمعات الحدودية مع غزة]».
وأضاف: «لقد قررت إنهاء منصبي كقائد للفرقة 143 (فرقة غزة) وخدمتي في الجيش الإسرائيلي، كجزء من مسؤوليتي كقائد»
وروزنفيلد هو ثاني ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي يستقيل بسبب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عن استقالته في أبريل/نيسان الماضي.