نتنياهو متهربا من الفساد: أنا أو الدولة الفلسطينية
رئيس الوزراء الإسرائيلي اعتبر أن الاتهامات الموجهة له بالفساد هدفها إزاحته وجلب حكومة تقبل بإقامة دولة فلسطينية
رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بقائه وحكومته اليمينية سدا منيعا أمام إقامة دولة فلسطينية.
وقال لعدة آلاف من مؤيديه في تجمع الخميس: "يريدون انسحاب إسرائيل إلى خطوط 1967 وإقامة دولة فلسطينية على مشارف مدينة كفار سابا، أصدقائي، سيخيب ظنهم لأن هذا لن يحدث".
وبدا التجمع غير المسبوق بمشاركة آلاف من نشطاء حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده نتنياهو بمشاركة المئات من نشطاء اليمين من الأحزاب الإسرائيلية الأخرى بمثابة مؤتمر انتخابي.
وكان زعيم "الليكود" في الكنيست الإسرائيلي دافيد بيطان، دعا إلى التجمع مساء الأربعاء، للتعبير عن الدعم لنتنياهو الذي تحقق معه الشرطة الإسرائيلية بتهم الفساد.
وحضر التجمع الغالبية العظمى من وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست من "الليكود"، وبادرهم نتنياهو بالقول "إنني أحبكم".
وأضاف نتنياهو: "قال لي أحد الحكماء: بيبي (اسم الشهرة) إنهم لا يريدون إسقاطك فقط، إنهم يريدون إسقاطنا جميعا، الليكود والمعسكر القومي، إنهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من هزيمتنا في صناديق الاقتراع؛ ولذا فإنهم يحاولون تجاوز الديمقراطية وإسقاطنا بدون انتخابات".
وأشار نتنياهو إلى أنه كان يعني بذلك اليسار الإسرائيلي والإعلام المناهض له.
ولأن المشاركين في التجمع هم من اليمين فقد خاطبهم نتنياهو بالشعارات التي يحبون سماعها فقال: "لدينا عامونة ولدينا ديمونة".
وعامونة هي بؤرة استيطانية أخلتها الشرطة الإسرائيلية من وسط الضفة الغربية مطلع العام الجاري بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية لوجودها على أرض فلسطينية خاصة.
أما ديمونة فهي مدينة في جنوبي إسرائيل يتواجد فيها المفاعل النووي الإسرائيلي.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه "في أحد المقالات في صحيفة (هآرتس) تم تقديم عرض واضح: فقط انسحب من يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) وسنتركك وشأنك".
ورد على ذلك بقوله: "جوابي هو: لا، شكرا لكم، إذا ما أراد اليسار أن يواجهنا ببرنامجه السياسي والاقتصادي فإن من المفيد أن يفعل ذلك في صناديق الاقتراع، وفي الانتخابات القادمة، بعون الله وبمساعدتهم، سنحصل ليس على 30 مقعدا وإنما 40".
وكانت هذه أبرز إشارة من نتنياهو إلى رغبته بالتوجه إلى الانتخابات المبكرة.
ويقول مراقبون في إسرائيل إن نتنياهو يهيئ اليمين من أجل العودة إلى الانتخابات لتوجيه الأنظار عن تحقيقات الفساد الجارية معه، وأيضا خلق قاعدة صلبة ضد إدانته؛ ما سيكون له تأثير على المحققين معه والقضاء.
وكان العديد من قادة أحزاب اليمين في إسرائيل عبّروا في الأشهر الماضية عن معارضتهم التوجه إلى الانتخابات خشية خسارة مقاعد لهم في الكنيست.
وطرح عدد من قادة الأحزاب اليمينية اختيار عضو من حزب (الليكود) من أجل استبدال نتنياهو في رئاسة الحكومة في حال إدانته بالفساد بدلا من التوجه إلى انتخابات، ولكن الأخير اعتبر ذلك "مؤامرة".
وتنتهي فترة الحكومة الحالية في مطلع العام 2019.
ويرى مراقبون أن التحقيق مع نتنياهو قد يمتد لأسابيع وربما أشهر، وهي الفترة التي يريد استغلالها لتأمين الموافقة على الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وما زال اليمين الإسرائيلي هو المهيمن على الساحة السياسية في إسرائيل دون بروز أي منافس حقيقي قادر على تشكيل حكومة جديدة.
وتشير استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي إلى أن حزب (الليكود) ما زال هو الأقوى في إسرائيل والأكثر قدرة على تجنيد أكثر من 61 مقعدا في الكنيست المتألف من 120 عضوا.
وتحقق الشرطة الإسرائيلية مع نتنياهو بشبهة الفساد والتي تتضمن المنفعة من رجال أعمال والتآمر ضد صحيفة "إسرائيل هايوم" مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" المنافسة أرنون موزيس.
وكان نتنياهو طالب صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالتوقف عن نشر التقارير الناقدة لسياسات حكومته، مقابل إصدار أوامر بتخفيف منافسة صحيفة "إسرائيل هايوم" لها.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg جزيرة ام اند امز