الفساد وكورونا يهبطان بشعبية حزب نتنياهو لمستوى قياسي
ينظر إلى الفترة حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري على أنها حاسمة لمستقبل الحكومة الحالية
أظهرت استطلاعات حديثة للرأي العام في إسرائيل هبوطا حادا في شعبية حزب الليكود اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولكن لصالح أحزاب يمينية أخرى.
ويقود الفشل في التعامل مع فيروس كورونا ومحاكمة نتنياهو بتهم الفساد هذا الهبوط الذي بات يزداد انحدارا في كل أسبوع.
وكان حزب الليكود شهد انتعاشا في شهر مايو/أيار الماضي بعد تشكيله حكومة وحدة مع حزب "أزرق أبيض" الذي يقوده وزير الدفاع بيني جانتس.
وخلال الشهرين الماضيين أظهر نتنياهو توجها لإنهاء تحالفه مع جانتس عبر التلويح بانتخابات مبكرة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني أو مطلع العام المقبل.
ولكن نتائج استطلاعات الرأي العام باتت تشكل نذير خطر للعديد من القادة في حزب الليكود وأيضا شركاء الحزب من الأحزاب الدينية الذين لا يخفون رفضهم التوجه إلى انتخابات جديدة.
فقد أشار استطلاع نشرته القناة (13) الإسرائيلية إلى حصول حزب الليكود على 29 مقعدا من مقاعد الكنيست الإسرائيلي الـ120 في حال جرت الانتخابات اليوم.
وتمثل هذه النتيجة تراجعا حادا للحزب الذي يسيطر الآن على 36 مقعدا في الكنيست بعد أن كانت استطلاعات الرأي العام تشير في الشهرين الماضيين إلى حصول الحزب على 40 مقعدا.
ويخسر حزب (الليكود) لصالح تحالف (يمينا) اليميني الذي يقوده وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت والذي يحصل على 19 مقعدا ليشكل قفزة كبيرة من وضعه الحالي وهو 5 مقاعد.
وسبق لأقطاب تحالف (يمينا) أن شاركوا في حكومات شكلها نتنياهو ولكن ليس الحكومة الحالية.
أما الخاسر الثاني فهو وزير الدفاع جانتس الذي يهبط حزبه (أزرق أبيض) من 14 مقعدا إلى 8 مقاعد.
وعلى ما يبدو، فإن هذه الخسارة تصب في صالح الشريك السابق لجانتس وهو رئيس المعارضة يائير لابيد الذي يرتفع رصيد حزبه (هناك مستقبل) إلى 19 مقعدا.
وعلى الرغم من هذا الانحدار في شعبية نتنياهو إلا أنه ما زال بإمكانه تشكيل حكومة يمينية من 63 عضوا في حال نجاحه بإقناع (يمينا) بالانضمام إلى هذه الحكومة.
بدورها، فإن الهيئة العامة للبث الإسرائيلي (كان) توقعت حصول إئتلاف يشكله نتنياهو على 61 مقعدا.
ويقول 37% من الإسرائيليين إن نتنياهو هو الأنسب لرئاسة الحكومة فيما قال 19% إن نفتالي بينيت هو الأنسب بمقابل 15% اختاروا يائير لابيد و10 % قالوا إن جانتس هو الأنسب.
ميزانية أو انتخابات
ينظر إلى الفترة حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري على أنها حاسمة لمستقبل الحكومة الحالية.
فيتعين الحصول على ثقة البرلمان لميزانية إسرائيل حتى ذلك التاريخ وإلا فإن الكنيست سيحل نفسه ويتم التوجه إلى انتخابات بعد 3 أشهر.
ويرفض نتنياهو مطلب جانتس بعرض ميزانية لعامين ويصر على ميزانية لعام واحد.
وفي حال عدم تسوية هذا الخلاف فإن الانتخابات، الرابعة منذ شهر نيسان/إبريل 2019 ، تبدوا حتمية.
وقال وزير إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه للقناة الإسرائيلية (13) "أنا لا أفهم تصرف رئيس الوزراء لا من ناحية المصالح السياسية ولا ناحية المصالح القومية".
وأضاف: "إذا ما ذهبنا إلى انتخابات جديدة فإن ذلك سيمثل كارثة اقتصادية".
واعتبر أن إصرار نتنياهو على الانتخابات يعني أنه يدفع الأمور نحو مساومة صعبة مع بينيت بدلا من جانتس.
وقال وزير آخر للقناة الإسرائيلية ذاتها "لن نجني أي مكاسب من الانتخابات".
ومع ذلك فإن المقربين من نتنياهو يلقون بالكرة على جانتس وحزبه.
وقال عضو الكنيست من حزب الليكود، ميكي زوهر، لإذاعة في تل أبيب "إذا لم يوافق حزب (أزرق أبيض) على ميزانية لعام واحد فإنهم سيجروننا إلى انتخابات".
حزب وهمي جديد
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن سعي نتنياهو إلى تشكيل حزب جديد منفصل عن حزبه الليكود استعدادا لانتخابات جديدة.
ورجحت الصحيفة أن يرأس الحزب الجديد رئيس بلدية مستوطنة "موديعين" حاييم بيبيس المقرب من نتنياهو.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو أن من شأن هذه الخطوة أن تمكن الحزب الجديد من الحصول على أصوات ناخبين خاب أملهم من سياسة نتنياهو في التعامل مع أزمة كورونا.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز