«اللعنة» و«النعمة».. قصة خريطتي نتنياهو
رافعًا خريطتين إحداهما أطلق عليها «اللعنة» والأخرى «النعمة»، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابا أمام الأمم المتحدة، زعم فيه أن بلاده «تسعى إلى السلام لكنها ستقاتل حتى النصر».
ورفع نتنياهو خريطتين، إحداهما تظهر ما وصفه بـ«الذراع العدوانية» الطويلة لإيران، والأخرى تظهر الإمكانات الإقليمية لتوسيع العلاقات الإسرائيلية العربية. وكانت إحدى الخريطتين تحمل عنوان «اللعنة»، والأخرى «النعمة».
فقبل وقت قصير من الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مقر حزب الله، قال رئيس الوزراء إن ما وصفه بـ«عدوان إيران سيعرض كل دولة في الشرق الأوسط والعديد من الدول في بقية العالم للخطر»، قائلا: «لقد استرضى العالم إيران لفترة طويلة وغض الطرف عن قمعها الداخلي وعدوانها الخارجي».
وأطلق نتنياهو تهديدا صارما لإيران أيضا، بعد أن رفع خريطة تحمل علامة "اللعنة" والتي تظهر الدول المدعومة من إيران باللون الأسود، قائلا: «لدي رسالة إلى طهران، إذا ضربتمونا فسوف نضربكم».
تحذير لإيران
وحذر من أنه «لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه. وهذا ينطبق على الشرق الأوسط بأكمله».
وتعهد بعدم السماح لإيران بالحصول على أو تطوير الأسلحة النووية وطلب من الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، اتخاذ خطوات لضمان عدم تحول إيران إلى قوة نووية.
وتحدث نتنياهو مطولا عن آفاق السلام وفقا لمزاعمه، وقد نظم خطابه حول إمكانية اختيار نعمة أو نقمة، وهو موضوع الجزء الأسبوعي من التوراة يوم السبت.
وفي حين سعت إيران إلى جر المنطقة إلى الوراء ــ (اللعنة) ــ قدم نتنياهو رؤية لما يمكن أن يحققه السلام مع السعودية وبقية العالم الإسلامي.
وأضاف: «هذا هو الخيار الذي نواجهه اليوم: لعنة العدوان الإيراني المتواصل أو نعمة المصالحة التاريخية بين العرب واليهود».
وأوضح نتنياهو أن «إسرائيل اتخذت قرارها بالفعل. لقد قررنا المضي قدما في هذه البركة. ونحن نبني شراكة من أجل السلام مع جيراننا العرب في حين نحارب قوى الإرهاب التي تهدد هذا السلام»، مضيفًا: «إسرائيل تسعى إلى السلام. إسرائيل تتوق إلى السلام. إسرائيل صنعت السلام وستصنع السلام مرة أخرى».
وأضاف أنه لـ«تحقيق شرق أوسط جديد، يجب أن نواصل المسار الذي مهدناه باتفاقيات إبراهيم قبل أربع سنوات. وهذا يعني قبل كل شيء تحقيق اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية».
وقال نتنياهو إن مثل هذا السلام من شأنه أن يعزز الأمن والتجارة في المنطقة، وأضاف: «من شأنه أن يساعد في تحويل الشرق الأوسط إلى قوة عالمية هائلة». ووصف اتفاق السلام المحتمل بين إسرائيل والسعودية بأنه "محور حقيقي للتاريخ، وسوف يؤدي ذلك إلى مصالحة تاريخية بين العالم العربي وإسرائيل، وبين الإسلام واليهودية، وبين مكة والقدس».
وأشار إلى أن «أفضل طريقة لإحباط المخططات الشريرة لإيران هي توسيع نطاق بركات السلام، بدعم وقيادة الولايات المتحدة. (..) يمكن أن يحدث هذا في وقت أقرب بكثير مما يعتقد الناس»، وحث العالم على عدم تفويت الفرصة.
ما هو الخيار الذي ستتخذه؟
سؤال وجهه نتنياهو، مضيفا: «الوقوف مع إسرائيل والديمقراطية، أو إيران والظلام».
ولم يكرر رئيس الوزراء خلال خطابه معارضته لقيام دولة فلسطينية، لكنه انتقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس.
وقال نتنياهو «إنه لا يزال يرفض إدانة أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولا يزال يدفع مئات الملايين من الدولارات للإرهابيين الذين قتلوا إسرائيليين وأمريكيين»، مضيفًا أن زعيم السلطة الفلسطينية يسعى إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة: "ليس حماس، بل عباس».
كما وجه غضبه إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الذي طلب إصدار مذكرات اعتقال ضده وضد وزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال نتنياهو إن «التسرع في إصدار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أحكامه، ورفضه التعامل مع إسرائيل بمحاكمها المستقلة بالطريقة التي تُعامل بها الديمقراطيات الأخرى، أمر يصعب تفسيره بأي شيء آخر غير معاداة السامية الصرفة».
البرنامج النووي
وفيما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني، دعا نتنياهو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إعادة فرض العقوبات على طهران. وزعم أن الإجراءات الإسرائيلية أدت إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني "ربما لعقد من الزمان"، لكنها لم توقفه.
وأضاف نتنياهو أن «إيران تسعى الآن إلى تسليح برنامجها النووي. ومن أجل السلام والأمن في كل بلدانكم، ومن أجل السلام والأمن في العالم أجمع، يجب ألا نسمح بحدوث ذلك. وأؤكد لكم أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها لضمان عدم حدوث ذلك».
ضرب حزب الله
وأشار إلى أن «إسرائيل ستواصل ضرب حزب الله في لبنان حتى يحقق أهدافه»، مضيفًا: في اليوم التالي للخلاف العلني مع الولايات المتحدة وفرنسا بشأن خطة لوقف إطلاق النار في لبنان، لن نرتاح حتى يعود مواطنونا بسلام إلى ديارهم.
وأضاف: سنستمر في إضعاف حزب الله حتى تحقيق كل أهدافنا، دون التطرق إلى الاقتراح الأمريكي الفرنسي. وتحدث نتنياهو بلهجة صارمة طوال خطابه، قائلا إن جماعة حماس في غزة «يجب أن ترحل».
وقال نتنياهو إنه «من غير المعقول» و«السخيف» أن تكون حماس جزءًا من إعادة إعمار غزة وأن إسرائيل سترفض أي خطة تشملها، مشيرًا إلى أن «منح الجماعة الإرهابية دورًا في غزة بعد الحرب سيكون أشبه بالسماح للنازيين المهزومين في عام 1945، بالمساعدة في إعادة بناء ألمانيا».
وتابع: «في عمليات عسكرية مدروسة، دمرنا تقريبا كل كتائب حماس ـ 23 من أصل 24 كتيبة. والآن، لكي نكمل انتصارنا، فإننا نركز على تطهير ما تبقى من قدرات حماس القتالية».
وأكد نتنياهو أن «هذه الحرب يمكن أن تنتهي الآن. كل ما يجب أن يحدث هو أن تستسلم حماس وتضع سلاحها وتطلق سراح جميع الرهائن»، مضيفًا: لكن إذا لم يفعلوا ذلك"، كما تعهد، "فسوف نقاتل حتى نحقق النصر، النصر الكامل؛ وليس هناك بديل له.
aXA6IDMuMjM3LjE1LjE0NSA= جزيرة ام اند امز