الهولنديون يتوجهون للاقتراع وسط حيرة "الفوضى والاستقرار"
مسائل مستجدة مثل تدفق اللاجئين على أوروبا والأزمة مع تركيا وتأثير ذلك على مستقبل هولندا شكلت عوامل جديدة في اختيار المرشحين
يتوجه الهولنديون، الأربعاء، إلى مراكز الاقتراع لاختيار الأحزاب التي ستشكل حكومتهم القادمة في الانتخابات التشريعية، وسط ضبابية كبيرة في الرؤية حول الأكثر فرصة في الفوز.
ويواجه الكثير من الهولنديين ترددا في الاختيار؛ حيث استجدت عليهم مسائل جديدة دخلت في الحسابات الانتخابية، ومنها مشكلة اللاجئين والهجرة، والأزمة السياسية التي نشبت بين هولندا وتركيا هذا الأسبوع.
واشتعلت الحملات الدعائية بآراء المتنافسين حول تأثير اللاجئين والهجرة وازدواجية الجنسية على مستقبل هولندا وقيمها الأوروبية، وهي نفس القضايا التي تشعل أيضا الحملات الدعائية في دول أوروبية تستعد لانتخابات تشريعية هذا العامل، وهي فرنسا وألمانيا.
ويدلي الناخبون بأصواتهم وهم في طريقهم إلى العمل أو المدرسة؛ إذ إن هذه المراكز أقيمت في محطات القطارات والمحلات التجارية وحتى في بيوت أفراد.
وستغلق مراكز الاقتراح مساء، وينتظر صدور التقديرات الأولية للنتائج عقب ذلك، بينما ما زال عدد قياسي من الناخبين لا يعرفون أي مرشح سيختارون عند التصويت.
وفي محاولة أخيرة لجذب الناخبين، تواجه رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، رئيس الحزب الشعبي الليبرالي والديموقراطي، ومنافسه الشرس النائب جيرت فيلدرز، رئيس حزب الحرية، مساء الثلاثاء، في مناظرة تلفزيونية.
وقال روته: "إذا كان الناس بحاجة إلى قائد فالأنظار تتوجه إليّ".
وحاول مرشح الإبقاء على الوضع القائم تحويل الاقتراع إلى معركة مع فيلدرز، قائلا إن أمام الهولنديين أحد خيارين: إما الفوضى أو الاستقرار.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت نتائجها الثلاثاء إلى أن الحزب الشعبي الليبرالي والديموقراطي الذي يقوده روته بات يتقدم بفارق كبير على حزب فيلدرز، حزب الحرية، بعد أن كان الأخير لفترة هو المتقدم.
وسيحصل حزب رئيس الوزراء على ما بين 24 و28 مقعدا من أصل 150 في مجلس النواب في البرلمان، لكنه بعيد جدا عن الأربعين مقعدا التي يشغلها في البرلمان المنتهية ولايته، حسب الاستطلاعات الأخيرة.
أما حزب الحرية الذي تصدر اللائحة لأشهر، فلن يحصل على أكثر من 19 إلى 22 مقعدا، تليه الأحزاب التقليدية، مثل حزب النداء المسيحي الديموقراطي والتقدميين في حزب الديموقراطيين-66.
ويمكن لحزب النداء المسيحي الديموقراطي الذي هيمن لفترة طويلة على الحياة السياسية في هولندا، أن يصبح أيضا أكبر حزب في البلاد ومن شبه المؤكد أن يشارك في الحكومة.
وخلال الحملة اقترح هذا الحزب إلزام التلاميذ بترديد النشيد الوطني، وأعاد فتح الجدل حول مسألة ازدواج الجنسية.
ووعد هذا الحزب، مثل حزب روته، بالامتناع عن التعاون مع جيرت فيلدرز.
ويتلخص برنامج فيلدرز، الذي يقع في صفحة واحدة، بإغلاق الحدود أمام المهاجرين ومنع بيع القرآن وإغلاق المساجد في بلد يشكل المسلمون 5% من سكانه.
وقد جلبت له أفكاره دعما كبيرا خلال أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا منذ عام 2015، لكن عددا كبيرا من الهولنديين يرون أنه يبالغ فيها.
ويرى خبراء أنه إذا خرج حزب النداء المسيحي من الاقتراع كأكبر حزب سياسي في البلاد، فيفترض ألا يشارك فيلدرز في الحكومة؛ إذ إن غالبية الأحزاب الأخرى ترفض التعاون معه.
ويلزم النظام الانتخابي الهولندي النسبي بشكل شبه كامل، الحزب الفائز على تشكيل تحالفات حكومية.
وما عقد المشهد السياسي، اندلاع أزمة سياسية في نهاية الأسبوع الماضي بين لاهاي وأنقرة بعد منع السلطات الهولندية وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات دعائية وسط الجالية التركية، مؤيدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويشارك في الانتخابات 28 حزبا، وهو عدد قياسي.
وفي مشهد مشرذم إلى هذا الحد، يمكن أن يستغرق تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد أشهرا.
الفترة القياسية حتى الآن بلغت 208 أيام.
وسيولد نتيجة اتفاق بين 4 أو 5 أحزاب.
وبينما يواجه العماليون تراجعا غير مسبوق، تشير استطلاعات الرأي إلى دعاة حماية البيئة سيحصلون على عدد من المقاعد أكبر بأربع مرات من التي يشغلونها حاليا.
وخلال المناظرة، قال زعيم حزب البيئة، يسي كلافر، (30 عاما) إن بلاده تحتاج إلى "نوع جديد من القادة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز