«حاضر في دفتر الغياب».. ستارمر بين ترف الرحلات وترميم العلاقات

"كير ليس هنا أبدًا".. عبارة بات يتداولها البريطانيون في إشارة إلى سفر رئيس الوزراء الدائم خارج البلاد.
وذكرت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية، أن تكلفة الرحلات الخارجية لستارمر، الذي تولى رئاسة الوزراء في يولي/تموز الماضي، بالطائرات الخاصة بلغت ما يقرب من 700 ألف جنيه إسترليني في أول ثلاثة أشهر له في 10 داونينغ ستريت.
وقالت الصحيفة إن تلك التكلفة تخطت بنحو 161 ألف جنيه إسترليني تكلفة رحلات أسلافه الثلاثة ريشي سوناك وبوريس جونسون وليز تراس مجتمعين خلال الفترة المكافئة منذ عام 2021.
وبصفة عامة، فإن ستارمر سافر إلى الخارج في مهام رسمية في أول ستة أشهر من توليه السلطة أكثر من أي من أسلافه الثلاثة، وقضى وقتًا أطول في الخارج أكثر من أي منهم.
وتسببت هذه الرحلات باتهام ستارمر بالنفاق بعد سفره بطائرة خاصة إلى ألمانيا رغم أنه سبق وهاجم سلفه ريشي سوناك لنفس السبب.
ووفقا لسجلات الحكومة، فإن ستارمر سافر على متن طائرة خاصة إلى برلين لمشاهدة نهائي يورو 2024 مع أحد أفراد الأسرة، الذي رافقه في رحلة أنفق عليها من الأموال العامة.
وكشفت "ميل أون صنداي" أن تكلفة رحلة ستارمر إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة بلغت 236020 جنيهًا إسترلينيًا أي ما يقرب من ضعف تكلفة سفر ليز تراس إلى نفس الحدث في عام 2022.
وفي عام 2021، بلغت تكلفة رحلة رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون 188000 جنيه إسترليني حيث سافر بطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وفي المجمل، بلغت تكلفة رحلات كير ستارمر بين شهري يوليو وسبتمبر/أيلول الماضيين، 697.198 جنيهًا إسترلينيًا.
وشملت هذه الرحلات زيارات إلى باريس لحضور حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية، وواشنطن العاصمة لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) فضلا عن زيارات ثنائية إلى روما ودبلن وبرلين.
وبالمقارنة، بلغت تكلفة رحلات جونسون وتروس وسوناك في نفس الأشهر من عام 2021 إلى عام 2023 نحو 536085 جنيهًا إسترلينيًا.
وقال لوك تريل، مدير شركة استطلاعات الرأي"More in Common" إنه "من المدهش أن الأشخاص في مجموعات التركيز لدينا منذ الخريف أثاروا مخاوف من أن كير ستارمر يبدو دائمًا في الخارج"، مضيفا: "ربما الأهم من ذلك أن كير لم يقم بعمل جيد في شرح سبب استفادة البريطانيين من رحلاته".
من جانبه، قال النائب المحافظ بول هولمز: "هذا هو قمة النفاق من جانب حزب العمال الذي تحدث عن الرحلات الجوية عندما كان في المعارضة".
وفي هذا السياق، بلغت تكلفة رحلات وزير الخارجية ديفيد لامي أكثر من 900 ألف جنيه إسترليني من يوليو إلى سبتمبر الماضيين، لكن مصدرا حكوميا قال إن هذا الرقم يتماشى مع تكاليف السفر التي تحملها وزراء الخارجية السابقين ديفيد كاميرون وجيمس كليفرلي.
وقال مصدر في داونينغ ستريت: "منذ توليه منصبه في يوليو الماضي، عمل رئيس الوزراء وحكومته بلا كلل لإعادة بناء الجسور الدبلوماسية التي أحرقها المحافظون خلال 14 عامًا من الفوضى والانحدار الذي أضعف نفوذ بريطانيا في الخارج".
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "تتطلب وظيفة وزير الخارجية منه السفر إلى الخارج لتحقيق مصالح المملكة المتحدة، ويظل وزير الخارجية ملتزمًا بضمان الطريقة الأكثر فاعلية من حيث التكلفة للسفر".
aXA6IDE4LjIyNi4zNC4yNDEg جزيرة ام اند امز