"إيرباص" الجديدة A220.. "تنافسية الصناعة" المغربية
إنجاز جديد يصنعه المغرب في صناعة الطيران العالمية، وتحديدًا في تصنيع طائرات إيرباص، عبر تعزيز مكوناتها الصديقة للبيئة والمناخ.
140 مكونًا مغربيًا في إيرباص "إيه 220"
وتضمّ طائرة "إيرباص" الجديدة من طراز A220 أكثر من 140 مكوّناً تمّ تصنيعها في المغرب، كما كشف هادي عاكوم، نائب رئيس المبيعات لأفريقيا وبلاد الشام في شركة تصنيع الطائرات الأوروبية، آملاً في تلقي طلبية شراء لهذا الطراز، الذي يخدم الرحلات الإقليمية القصيرة، من الخطوط الملكية المغربية "بعد تجاوزها التداعيات الناجمة عن أزمة كورونا".
كلام المسؤول في "إيرباص"، جاء خلال عرض الطائرة لأول مرة في المغرب مساء الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 20222؛ حيث أضاف في مقابلة مع قناة "الشرق" للأخبار، "A220 تضم 140 جزءاً مصنوعاً في المغرب، وتتميز بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 25%، كما تقل انبعاثاتها من أكسيد النيتروجين بنحو 50% مقارنة بالجيل السابق، وهي مصنعة لسوق الطائرات المتوسطة من سعة 100 إلى 150 مقعداً".
وعلى الرغم من تواجد "إيرباص" في المغرب منذ عام 1951 إلا الخطوط الملكية المغربية لا تفضل طائراتها، حيث يتشكل أغلب أسطولها من طائرات "بوينغ" الأميركية. في المقابل، تتعامل الشركة الأوروبية مع الجيش المغربي منذ عام 1991.
وتراهن "إيرباص" على تلقي طلبية من الخطوط الملكية المغربية بعد تجاوزها تأثيرات إغلاق الحدود خلال جائحة كورونا، وارتفاع أسعار الوقود على توازنها المالي، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أنها ستسجل مع نهاية العام خسائر بـ2.7 مليار درهم.
وأشار ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص لأفريقيا والشرق الأوسط، إلى أن الشركة تتعامل مع أكثر من 100 مورد في المغرب وتوفر 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وتحقق أكثر من مليار يورو كعائد سنوي لقطاع صناعة الطيران في المملكة، ما يمثّل ما بين 60 إلى 80% من القطاع.
وبدوره، أكد المدير العام لشركة صناعة الطائرات الأوروبية "إيرباص" غيوم فوري "أنه ليست هناك طائرة تحلق في السماء لم يصنع المغرب أحد أجزائها".
صناعة الطيران المغربية.. ريادة وإنجازات على مدار عقدين
تُعتبر صناعة الطيران من أهم القطاعات في المغرب بـ142 شركة صدّرت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022 ما قيمته 17 مليار درهم (1.6 مليار دولار)، ويرتقب أن تتجاوز في نهاية العام سقف 20 مليار درهم (1.8 مليار دولار) لأول مرة.
وخلال العقدين الماضيين، شهد قطاع صناعة الطائرات في المغرب نموا متصاعدا ليشكل بذلك قصة نجاح.
وبحسب بيانات رسمية صادرة خلال 2022، تصنع المملكة حاليًا 41% من أجزاء الطائرة، وتصنع أيضا أجزاء الأقمار الصناعية.
ومنذ عام 2005 وحتى 2022 حققت السياسات الصناعية المتعاقبة (بمجال صناعة الطائرات) في المغرب تراكمات كبيرة جدا.
استثمارات تتدفق
وخلال عقدين (بين أعوام 2000 و2019) أُحدثت 142 شركة، في مجال صناعة الطيران بالمملكة، يعمل بها 17.5 ألف موظف مؤهل، 40.6% منهم نساء، بينما تقدر صادرات القطاع بـ1.9 مليار دولار، ونسبة الإدماج بأكثر من 38%.
وكانت شركة "لو بستون" الفرنسية، أعلنت في 10 فبراير/شباط 2021، افتتاح مصنع لها في المغرب، لإنتاج أجزاء ميكانيكية ذات تقنية عالية لصناعة الطيران، بمدينة الدار البيضاء.
وفي 9 أغسطس/آب 2021، أعلنت السلطات المغربية أنها شرعت "في الترويج لإمكانيات قطاع الطيران المغربي لدى المستثمرين الأمريكيين".
وفي الـ31 من الشهر ذاته، أفادت وزارة الصناعة والتجارة بتوقيع عقد مع شركتين بلجيكية وسويسرية، متخصصتين في مجال الطيران، لتدشين مصنع لتجميع هياكل طائرة "PC-12" بالدار البيضاء. وقالت الوزارة، في بيان آنذاك، إن "شركتي (سابكا) البلجيكية و(بيلاتوس) السويسرية، وقعتا عقدا للتجميع الكامل لهياكل طائرة (PC-12)، عبر تشييد مصنع على مساحة 16 ألف متر في الدار البيضاء، باستثمار يبلغ 180 مليون درهم (18 مليون دولار)".
و"PC-12" طائرة فريدة من نوعها تستطيع الهبوط على مدرج غير مهيأ، ومنذ قيامها برحلتها الأولى في 1994، استطاعت أن تبقى الطائرة الأكثر مبيعا ضمن فئتها حتى اليوم، حيث تم بيع أزيد من 1800 نسخة منها.
وختامًا، إن الدخول في السلسلة العالمية لتركيب الطائرات كان هدفًا سطره المغرب، وذلك يتم عبر مراحل، فكل دولة تتخصص في مجال معين، وحصة المغرب بدأت تتوسع فأصبحت له قيمة مضافة، ولم يعد يهتم بتركيب أجزاء الطائرات فقط، بل بادر إلى خلق وحدات للتصنيع تطورت لتصبح فروعا لشركات عالمية.
لقد وفر المغرب للشركات المصنعة مناخا ملائما للاستثمار، ما جعل قطاع الطيران يتطور بسرعة مهمة جدا، ويساهم في تحسين الميزان التجاري.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز