كتاب جديد لـ جيمي بيرنز عن سيرة الأسطورتين الكرويتين كريستيانو وميسي
للمؤلف بيرنز كتاب شهير عن سيرة دييجو مارادونا، وعدة كتب أخرى عن فريقي ريال مدريد وبرشلونة، وكذلك كتاب عن تاريخ الكرة الإسبانية.
مع انطلاق مباريات كأس العالم روسيا 2018، كشف النقاب عن عدد كبير من الكتب المتخصصة في مجال كرة القدم. صدر حديثا كتاب "كريستيانو وليو" للمؤلف البريطاني جيمي بيرنز، الذي اشتهر بكتابة سير أخرى لأساطير في كرة القدم وكشف تفاصيل حياتهم وسر نجاحهم.
وصدر للمؤلف بيرنز كتاب شهير عن سيرة دييجو مارادونا، وعدة كتب أخرى عن فريقي ريال مدريد وبرشلونة، وكذلك كتاب عن تاريخ الكرة الإسبانية، إلا أنه كشف في حوار له مع جريدة "الشرق الأوسط" أن سبب اختياره الكتابة عن "كريستيانو وميسي" هو أنهما "أعظم لاعبين في عصرنا الحالي؛ لأن المرء لم يشهد من قبل تنافساً بهذا الشكل بين لاعبين على هذا المستوى من الأداء في تاريخ كرة القدم".
وتابع: "في حالة ميسي، لدينا لاعب ظل يسحر جميع من يراه على مستوى تنافسي في كرة القدم منذ كان في السادسة عشرة من العمر حتى الوقت الحالي، الذي بلغ فيه 30 سنة. فقد بدأ يلعب وهو في السادسة عشرة من العمر في أهم فرق كرة القدم، في برشلونة، إلى جانب لاعبين أكبر منه سناً، وفي نادٍ مهم للغاية، يضم لاعبين رفيعي المستوى ومتميزي الأداء".
ويلفت: "إذا نظرت إلى أدائه الموسم تلو الآخر، والهدف الذي يسجله بعد الآخر، وما حصل عليه من جوائز، والطريقة التي يسدد بها الأهداف، بل والتي يساعد بها الآخرين في إحراز الأهداف، ومساهمته في فريقه، ستدرك أن استمراره بهذا الشكل وحفاظه على ذلك المستوى معجزة. ونحن نشاهد الآن مباريات كأس العالم في طورها الأول، نتساءل: هل سيحقق ميسي ما ظل يراوغه حتى هذه اللحظة، وهو ما سيصل به إلى مستوى دييجو مارادونا، بل وقد يجعله يتفوق عليه، وهو الفوز بكأس العالم؟".
وعن موهبة كريستيانو، يقول المؤلف: "عندما بدأت هذا المشروع، كنت أدرك نمط التناقض بين اللاعبين، ومدى اختلاف شخصيتيهما. التعليق على كريستيانو بأنه أناني ونرجسي، ولا يفكر سوى في ذاته، ليس عادلاً، هناك بعض من تلك الجوانب في شخصيته، لكن هذا الشخص قد ولد في بيئة فقيرة للغاية، وعانت أسرته من ظروف مأساوية، وكان والده مدمناً على الكحول. لقد وصل إلى المكانة التي حققها بإصراره على أن يكون الأفضل".
يشير المؤلف في حواره مع "الشرق الأوسط" اللندنية إلى أهمية الأخذ في الاعتبار بأن كريستيانو ذهب إلى جزيرة صغيرة في المحيط الأطلسي تسمى "ماديرا" ليست لها علاقة معروفة بكرة القدم، ثم ذهب إلى "بورتو" و"مانشستر يونايتد"، وهو نادٍ من أهم نوادي دوري الدرجة الأولى (الممتاز)، خلال فترة مجد فيرجسون، ثم إلى ريال مدريد، الذي يعد واحداً من أهم النوادي في العالم، وقد أثبت ذاته أينما ذهب. كذلك قدم أداء جيداً في منتخب البرتغال، ورغم عدم مشاركته في المباريات النهائية، فإنه ألهمهم بالفوز ببطولة أوروبا منذ عامين.
ويتوقف المؤلف قليلا أمام آراء الخبراء ووصف ميسي بأنه "أعظم لاعب كرة قدم"، قائلا: "لا يمكن البتّ في هذا الأمر، فأسلوب ميسي وشخصيته يختلفان تماماً عن أسلوب وشخصية رونالدو"، مؤكدا: "لا يوجد ما يساعد على التمييز بينهما من حيث الإحصاءات".
يقول جيمي بيرنز: "ميسي بلا شك موهبة كبيرة، فحركاته في التعامل مع الكرة، ورؤيته في الملعب، غير مسبوقة، ولا نظير لها".مضيفا: "حين لا يلعب ميسي، يبدو فريق برشلونة وكأنه نصف فريق. ومن الواضح أن الأرجنتين في كأس العالم تعتمد كثيراً على ميسي".
ويرى المؤلف أن الآراء تتباين حول ما إذا كان هو أفضل لاعب في عصرنا أم لا؟ فهو لم يفز ببطولة كأس عالم، وهذا عامل مهم، إلى جانب عامل آخر ينبغي وضعه في الاعتبار، وهو أنه كان دائماً يلعب في الدوري الإسباني فقط، ولم يخض منافسات في أي دوريات أخرى تتضمن تحديات أكبر مثل دوري الدرجة الأولى. كذلك هناك عامل ثالث، وهو أنه كان محاطاً دائماً بلاعبين يتمتعون بمواهب كبيرة، ولم يلعب أبداً في فريق مستوى لاعبيه أقل منه.
وفي تحليل لأسلوب ومهارات كريستيانو يقول المؤلف: "الطريقة الفنية كلمة مناسبة للحديث عنه، لكنني أعتقد أن هناك عنصراً آخر شديد الأهمية، وهو كونه رياضياً. إنه شخص يعمل منذ سن صغيرة بجد واجتهاد على تحسين لياقته البدنية، وبناء جسمه، والاستعداد للركض بالكرة بسرعة هائلة، ولديه قدرة فائقة على التعامل مع كرات الرأس العالية، والحصول على الكرة في الهواء. إنه قوي البنية، وما يذهلني حقاً هو أن كريستيانو، وهو الآن في الثانية والثلاثين من العمر، يبدو أكثر لياقة عما كان عليه منذ 4 أعوام".
وفي رد دبلوماسي حول سؤال المحررة عن "من الأفضل... كريستيانو أم ميسي؟" قال: "أترك هذا الأمر لقرائي بعد انتهائهم من قراءة الكتاب. سبب ذلك هو أن الكتاب يعد سيرة مزدوجة، وما أحاول القيام به هو إظهار عبقرية كل منهما".
وأضاف: "أعتقد أن هذا وقت مناسب لنشر كتابي؛ لأن هناك شعوراً بأننا نقترب من نهاية حقبة. عليك مشاهدة كريستيانو في "ريال مدريد" خلال الموسم الماضي، وميسي في "برشلونة"، فأداء كل منهما مذهل، وكان إحرازهما للأهداف رائعاً، لكن أحدهما في الثانية والثلاثين، بينما الآخر سيبلغ الواحدة والثلاثين. هناك سؤال واضح، وهو: لكم عدد من المواسم سيتمكنان من الحفاظ على أدائهما المتميز؟ أنا أعتقد شخصياً أن هذا أحد الأمور التي تثير الاهتمام في بطولة كأس العالم الحالية، لأننا سواء رأيناهما مرة أخرى في كأس العالم أم لا، لا أظن أنهما سوف يظلان يتمتعان بالقدرة البدنية اللازمة لتقديم المستوى نفسه من الأداء، أو المشاركة في منتخبي بلديهما في بطولة كأس العالم المقبلة. المثير للاهتمام هو أن علينا الاحتفاء بمشاهدة اللاعبين خلال الأسابيع المقبلة، وربما لموسم مقبل آخر.
ويتابع: "مع ذلك، ما زلت أعتقد أنهما يستطيعان مفاجأتنا بأدائهما، فمن كان ليتصور لوهلة أن كريستيانو سوف يحرز هدفاً فجأة، مثلما فعل في مواجهة فريق يوفنتوس في دوري الأبطال، وأن يسجل ميسي تلك الأهداف في المباريات الأخيرة من الدوري الإسباني".
وحول ما الذي ننتظره ونتوقعه من كريستيانو وميسي في المباريات المقبلة، أجاب المؤلف الإنجليزي: "يشارك في بطولة كأس العالم الحالي أهم وأكبر متنافسين في كرة القدم من حيث الإحصاءات والأداء والتحمل والمرونة. لقد شهدنا 10 سنوات، قام خلالها اللاعبان بتقديم أداء متميز في المباريات، فقد تجاوزا وتحديا كل الإحصاءات. وبطبيعة الحال، فإنهما من بين لاعبين كُثر نشاهدهم، لكن للاثنين ملايين المتابعين والمشجعين حول العالم. إن هذا تشجيع يتجاوز حدود الأمم والثقافات والأعراق. لقد متّع اللاعبان كثيراً من المشجعين حول العالم لمدة 10 أعوام. ومن المأمول أن يقدما مزيدا من الأداء الممتع، وهذا هو ما أتطلع إليه".
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA= جزيرة ام اند امز