كتاب جديد يكشف فشل فان جوخ في التحول إلى تاجر أعمال فنية
كتاب يوثق لمجموعة اللوحات اليابانية التي اقتناها فان جوخ، وكيف أنها كانت محاولة ليتحول لتجارة الأعمال الفنية بعد فشله في بيع لوحاته
ليس من الغريب أن تجذب حياة الفنان فنسنت فان جوخ اهتمام المؤرخين وأساتذة الفن بمساراتها المتشعبة وتجاربه الكثيرة التي قادته أخيراً للفن التشكيلي في عمر الـ 27، وبرز فيه كأيقونة ومدرسة فنية ألهمت العديد من الفنانين من بعده. وقد بحثت العديد من الكتب جوانب حياته المختلفة مثل كتاب”رسائل فان جوخ“ الذي تُرجم مؤخراً للعربية وكتاب سيرة فنسنت فان جوخ.
إلا أن كتاباً جديداً من تأليف كريس أولينبيك وبالاشتراك مع لويس فان تيلبورو وشيجيرو أويكاوا، يلقى الضوء على جانب جديد من حياة الفنان فان جوخ لم تناقشه الكتب السابقة، حيث ركزت في معظمها على حياة الفنان المضطربة ومعاناته من القلق والاكتئاب وعلاقته بأفراد أسرته، فيما يكشف أحدث الكتب التي تتناول حياة الفنان الهولندي ويحمل عنوان”رسومات يابانية“"Japanese Prints” عن محاولاته المستمرة ليصبح تاجراً للأعمال الفنية.
ويستشهد الكتاب بأكثر من 600 عمل فني ياباني اشتراها فان جوخ عام 1887 ليتاجر بها ويستقل مادياً عن شقيقه الأصغر ثيو، حيث عرضها في باريس في مقهى صديقته الإيطالية إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً. وبلغ سعر اللوحات 100 فرنك دفع فان جوخ منها 10 للتاجر على أن يستكمل دفع المبلغ لاحقاً، وقد كانا يأملان ببيع كل لوحة بمبلغ 25 سنتيم. وحسب أكسيل روجر مدير متحف فنسنت فان جوخ، فلم يكن فان جوخ هاويا أو جامعا للأعمال اليابانية، فامتلاكه لها كان بهدف التجارة والربح لا لقيمتها الجمالية والفنية.
وفي الكتاب الجديد قدم الكاتب تفاصيل دقيقة عن مجموعة فان جوخ من الأعمال اليابانية، حيث اشترى الفنان رسومات ملونة مطبوعة على الخشب من تاجر للأعمال الفنية في باريس. وتتبع أحد الأبحاث مصير الأعمال الفنية الـ 660 فكشف أن الفنان قدم بعضا منها لصديقته الفنانة إيميلي برنارد، وظهرت اثنتان منها في أحد المزادات العام الماضي. وأهدى شقيقته ”ويليمين“ عدداً كبيراً من اللوحات، وتتوزع 27 منها اليوم بين أفراد عائلته، الذين اجتمعوا في حادثة فريدة من نوعها لمساعدة الباحثين والكاتب في جمع معلومات أكثر عن الأعمال اليابانية وتصويرها ودراستها وعرضها بشكل لائق في المتحف لاحقاً. كما أن 20 من الرسومات اليابانية أُعطيت للطبيب بول جاشيت وعائلته الذي اعتنى بالفنان فان جوخ بعد أن أطلق النار على نفسه، وتتوزع البقية في متاحف عديدة، مثل: متحف فان جوخ، ومتحف اللوفر، والمتحف الوطني للفنون في باريس، لكن اختفت 150 رسمة منها.
تلك الأعمال الفنية التي اقتناها فان جوخ ولم ينجح ببيعها أصبحت لاحقاً مصدر إلهام له، حيث تأثرت العديد من أعماله مثل لوحة ”زهور شجرة اللوز“ بزهور الربيع ذات الحضور البارز في الأعمال الفنية اليابانية. وأثناء العمل على الكتاب، اكتشف المؤلف المشارك لويس فان تيلبورج أعمالا لم تكن معروفة سابقاً لفان جوخ، وهي مسودات تظهر مراكب شراعية على نهر السين وواجهة إحدى المحلات ليلاً في مونتمارتري. وقد وجدها فان تيلبورج في الحقيبة التي حملت الأعمال الفنية اليابانية أثناء تجول فان جوخ في باريس لبيع لوحاته، ويبدو أن المسودات كانت نتاج أفكار وليدة اللحظة رسمها فنسنت فان جوخ على عجل ولم تتح له الفرصة لإكمالها.
يذكر أن فنسنت فان جوخ رسم 900 لوحة خلال عشر سنوات، لم يستطع سوى بيع لوحة واحدة فقط آنذاك، لكن بعد انتحاره بلغ سعر لوحاته مئات الملايين من الدولارات.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg
جزيرة ام اند امز