راتقات شباك الصيد.. مشهد ريفي ألهم فان جوخ ورواد مزاد فرنسي
لوحة للعبقري الراحل فينسنت فان جوخ، أشعلت أخيرا مزادا في باريس وبيعت بما يفوق 7 ملايين يورو، تعرف على قصة تلك اللوحة وخصوصيتها
في رسالة لشقيقه ثيو فان جوخ، أسهب الرسام الهولندي الأشهر فينسنت فان جوخ في حديثه عن مدى تأثره بمشهد الفلاحات في الريف الهولندي، وهن يتحركن بنشاط في الحقل ويغطين رؤوسهن بالأقمشة البيضاء.
كان لهذا التأثر والانطباع أثر على عدد من أعمال فان جوخ، وتحديدا في لوحة بعنوان Women Mending Nets in the Dunes " "راتقات شباك الصيد على كثبان الرمل"، وإن كان الرسام الراحل لم يكن يعلم أن هذه اللوحة ستشعل بعد أكثر من قرن الأرقام الفلكية لمحاولة اقتنائها.
هذا ما حدث قبل يومين، حيث أثار الرسام الهولندي الراحل فنسنت فان جوخ عاصفة في إحدى قاعات المزادات في فرنسا، وهو الحضور الأول للرسام العبقري في فرنسا منذ عشرين عاما. كان هذا وحده كفيلا بإشعال المزاد قبل أن يبدأ، وكان المزاد حول لوحة "راتقات شباك الصيد على كثبان الرمل"، التي تعود لعام 1882، وتصنف اللوحة ضمن المدرسة الواقعية وفيها يحاكي فان جوخ الريف في لاهاي، ويُصور عددا من النساء اللاتي يعملن على رتق الشباك التي تستخدم في الصيد.
وتعد اللوحة من أولى اللوحات التي قام فان جوخ برسمها في حياته الفنية، ورغم أنها أقل شهرة نسبيا من أعمال أخرى له، إلا أن حُمى المزاد الباريسي وصلت باللوحة لما يفوق 7 ملايين يورو (سبعة ملايين و65 ألف يورو)، وذلك لصالح جامع أعمال فنية أمريكي.
ونظمت دار "أرتكوريال" للمزادات في باريس هذا المحفل، وتنافس جامع الأعمال الفنية الأمريكية مع أحد المنافسين ليتعدى السعر الذي كان مقدرا للوحة ما بين 3 و5 ملايين يورو، ما يعني زيادة تتعدى 2 مليون يورو، وهو ما جعل الدار تصرح بأن السعر الذي تم بيعه بها "قياسي".
واعتبرت دار المزاد أن هذه لوحة تمثل فترة مهمة في تطور فنسنت فان جوخ. إنها بداية مسيرته والفترة التي اكتشف فيها كل إمكانات الرسم ولا سيما كيفية الرسم بالزيت.
وتعد اللوحة هي اللوحة الوحيدة التي رسم فيها فان جوخ منظرا طبيعيا في المرحلة القصيرة التي عاش فيها في لاهاي، ولكن كان لها عظيم الأثر في مسيرته الفنية. وتعود أهمية اللوحة كذلك إلى أنها تشتمل على كثير من العناصر الفنية التي باتت من العلامات المميزة لأسلوب فان جوخ، بما في ذلك استخدام السحب الكثيفة والغربان المحلقة، وهي الثيمات الفنية التي تكررت فيما بعد في أعماله.