"التأمينات والإفتاء".. صراع جديد يزيد انشقاق تحالف الحوثي- صالح
تحالف الحوثي وصالح يعيش فترة هي الأسوأ منذ تحالفهما قبل عامين في الانقلاب على السلطة باليمن
يعيش تحالف الحوثي وصالح فترة هي الأسوأ منذ تحالفهم قبل عامين في الانقلاب على السلطة باليمن، فالحكومة المزعومة التي جمعتهم بالشراكة السياسية المنفردة، تحولت إلى صداع يشق رأسهم يوما بعد آخر.
وبعد صراع امتد لأكثر من أسبوع على هيئة التأمينات، الجهة ذات الإيرادات التي يريد كل طرف أن تكون تحت قبضته، خلصت جلسات مشاورات بعدم إصدار أي طرف منهم أية قرارات داخل الوزارات والمؤسسات، نظرا لما تسببه من حساسية وتقرب الوضع من الانفجار.
فبعد أن صمّم أنصار صالح على التمسك بـ"التأمينات"، وعدم الرضوخ للقرار الصادر من قبل الوزير الحوثي طلال عقلان بتغيير مديرها الحالي علي الشعور، شعر الحوثيون بالهزيمة، فلجأوا إلى إفشال عودة "الشعور" إلى مقر عمله، الأربعاء، بعد أسبوع من احتلال مسلحين لمكتبه من أجل فرض المدير المعين من قبل الحوثين عبدالسلام المحطوري.
وتحول الصراع إلى إفشال كل طرف للقرارات الصادرة من حليفه، فبعد أن قام رئيس الحكومة المزعومة، عبدالعزيز بن حبتور، بإصدار توجيهات بعدم اعتماد القرارات الصادرة من الوزراء الموالين للحوثي، أصدر القيادي الحوثي، صالح الصماد، رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي"، توجيهات بتجميد كل القرارات الصادرة من حكومة "بن حبتور" منذ تشكيلها في نوفمبر الماضي.
ووفقا للمذكرة، التي اطلعت عليها بوابة "العين" الإخبارية، طالب الصماد، الحكومة بـ"ضبط الأداء المؤسسي ومنع أي تدخلات في أعمال أجهزة الدولة المختلفة من قبل أي طرف والالتزام الكامل والصارم بتوجيهات المجلس السياسي".
وتوعد المجلس، الذي يدير مناطق الانقلابيين بأنه سيعمل بآلية حازمة خلال المرحلة القادمة، وأنه لن يتهاون تجاه أية مخالفات، وخصوصا عقب رفض الحوثيين للقرارات الصادرة عنه، وإصرارهم على التمسك بقرارتهم.
ووفقا لمصادر بوابة "العين" الإخبارية، فقد جاء التوجيه الأخير، عقب تهديد من المخلوع علي عبدالله صالح بفض الشراكة رسميا مع الحوثيين في حال لم يتم الالتزام بالقرارات ومؤسسات الدولة، وعدم تدخل ما يسمى بـ"اللجنة الثورية" الحوثية بإصدار قرارات في المؤسسات.
وامتد الصراع على هيئة الإفتاء التي غلب عليها التواجد الحوثي بتعيين 5 من أصل 6، حيث رفض حزب صالح السيطرة الحوثية المطلقة، وأجبر الحوثيين على سحب القرار والاتفاق على تشكيلها مجددا من العلماء المشهود لهم بالكفاءة، وفقا لموقع "المؤتمر نت" التابع لحزب المخلوع.
وأقر الصحفي نبيل الصوفي، المقرب من صالح بالصراع الدائر، وقال في منشور على فيس بوك: "كما في نهم، صار في قلب صنعاء جبهة أخرى، هي جبهة أصحاب الصميل"، في إشارة لأصحاب الهراوات والقوة.
ويرى مراقبون، أن تزايد حدة الصراعات بين الحوثيين وصالح، سببها الحصول على مكاسب سياسية والظهور بموقف الأقوى في حال انطلقت أي جولة مشاورات قادمة أو تسوية سياسية مرتقبة للأزمة اليمنية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي وضاح الجليل، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، إن كل طرف يحاول أن يقدم نفسه بأنه هو من يحقق الانتصارات.
وذكر الجليل، أن الصراعات سببها رغبة كل طرف بالاستحواذ على كل ما يمكن السيطرة عليه من مراكز النفوذ والقوة والمال العام ونهب مقدرات الدولة.
ويعتقد "الجليل"، أن تحالف الحوثي وصالح سينفض سواء في تحقيق طموحاته ومكاسبة من خلال الانقلاب، أو هزيمته الكاملة من قبل التحالف العربي والحكومة الشرعية.
وانعكست الصراعات بين الحوثيين وصالح بشكل سلبي على تحالفهم العسكري، حيث تكبدت قواتهم في الساحل الغربي لليمن، خسائر فادحة من القوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي، بعد دحرهم من جبل النار الإستراتيجي، وتطويقهم في قاعدة "خالد بن الوليد"العسكرية، في مفرق مديرية موزع.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز