جدارية "مثيرة" في مطار نيودلهي تحيي لغة في "طي النسيان"

ما إن تدب قدماك مبنى الركاب بصالة رقم 3، بمطار أنديرا غاندي في العاصمة الهندية، حتى تخطف أصابع اليد المعلقة أنظارك إلى رحلة من الفضول.

هي ليست فقط لوحة فنية انتصبت في جدارية نحاسية، أو حركات قد تأخد الكثيرين إلى أبعد من معنى، بل مثلها مثل كل الإيماءات البشرية، تحمل في كل يد قصة ورمزية، وحتى شفاءٌ من كل عليل.

• لحظة اصطدام طائر بطائرة سعودية.. قرار فوري من قائد الرحلة (فيديو)

"الهاسترا مودراس"

الجدارية التي صممتها الشركة الهندية Incubis Consultants، وشركة Landor Associates للعلامات التجارية ومقرها الولايات المتحدة، مصممة على شكل إيماءات معبرة باليد.

تُسمى الجدارية "الهاسترا مودراس"، وتهدف في المقام الأول إلى التواصل، وغالبا ما يتم استخدامها في الرقصات الكلاسيكية الهندية، وحتى في اليوغا والفنون البصرية والشعر والمسرح.

ويؤكد القائمون على تصنيع وتركيب هذه اللوحة أنهم تجنبوا أي فكرة دينية في إيماءات اليد المختارة، مشيرين إلى أنها تمثل رمزية مفتوحة وليس فلسفة دينية. 

يقول البعض من أهل نيودلهي الذين التقطتهم "العين الإخبارية" أطراف الحديث حول تلك اللوحة التي تثير فضول الكثيرين، إن لغة المودراس كانت مفهومة من قبل جميع الهنود، ولكن لسوء الحظ أصبحت الآن قطعة من المعرفة الباطنية، لا يفهمها إلا المختصون. 

فماذا تعني هذه الإيماءات؟

يُعتقد أن هذه الإيماءات ترتبط بممارسات جسدية وعقلية وروحية تبعث الهدوء في النفس من خلال التأمل الذي يمنح الجسم الطاقة والتعافي.

ويوجد حوالي 28 "مودراس" كتبها نانديكشفارا، وهو حكيم هندوسي من القرن الثاني ومُنظّر للحرف المسرحية.

يُؤمن هذا الحكيم الذي اقتفت "العين الإخبارية" أثر كتاباته في مصادر هندية، أن الراقص يجب أن يؤدي الأغنية بالحنجرة، ويعبر عن معناها من خلال حركات اليد، ويتتبع مشاعرها بعينيه.

- فأينما كانت اليد تتبعها العيون.

- وحيثما تذهب العيون يتبعها العقل

- وحيث يوجد العقل يوجد التعبير

- وحيث يوجد التعبير يأتي المزاج أي تقدير الفن.

وبالتالي تساعد "المودراس" الراقصين على التعبير عن قصتهم وروايتها. وفي حين أن هذه الإيماءات تنتمي إلى عائلة الرقص فإن بعضها ينتمي إلى اليوغا أيضا.

معانٍ ودلالات

في ناتياشاسترا، وهو دليل كلاسيكي عن نظرية وممارسة الجماليات الهندية (المسرح، الموسيقى، الرقص، الشعر.. إلخ)، تتعدد الرمزية والدلالات لهذه الإيماءات.

"مايورا" 

مع التقاء الإصبعين الإبهام والبنصر، تتشكل حركة "مايورا" التي تعني الطاووس، وكثيرا ما تُستخدم لتصوير طائر، ولكن في أشكال الرقص الكلاسيكي الهندي.

ويمكن استخدامها أيضا في تزيين جبين النساء والرجال والأطفال بـ"التيلاكا" (النقطة الحمراء)، أو حتى وضع الكحل في العين، أو مسح الدموع.

ويُعتقد أن هذه الحركة تساعد على زيادة الصبر والتسامح والتركيز، وتقليل الضعف.

"أكاش"

عندما يلتقي الإبهام مع الأصبع الأوسط، فهذه المودراس تسمى "أكاش"، وتتم ممارسة هذه الحركة أثناء التأمل الذي يساعد في استبدال المشاعر السلبية بأخرى إيجابية. ويكون الغرض منه هو المساعدة على التركيز وتحقيق الطاقات الأخرى في أجسامنا أيضا.

"جيان مودراس"

تتشكل هذه الحركة من خلال ضم طرف السبابة مع طرف الإبهام، وتُستخدم في حالات الأمراض النفسية، حيث تجلب السعادة، وتنمي العقل، وتشحذ الذاكرة.

"شونيا مودراس"

عندما يتم وضع الإصبع الأوسط تحت قاعدة الإبهام ويضغط الأخير عليه تبقى الأصابع الثلاثة الأخرى مستقيمة، وهذه الوضعية تخفف أمراض وآلام الأذن.

"أبان مودراس"

عند توصيل طرف الإبهام بطرف الإصبع الأوسط والبنصر، مع إبقاء الإصبع الآخر مستقيما، تساعد هذه الحركة في تطهير الجسم من خلال إخراج الفضلات من الفم والعينين والأذنين والأنف وغيرها، كما أنها تساعد عند انسداد البول والإمساك.

"برانا مودراس"

مع توصيل طرف الإبهام بطرف الإصبع الخنصر والبنصر وإبقاء الإصبعين الآخرين مستقيمين، يساعد هذا الأمر في ضخ النشاط إلى الجسم، ومقاومة جميع أنواع الأمراض.

"فايو مودراس"

يتم تشكيل هذه "المودراس" عن طريق وضع طرف السبابة أولا على قاعدة الإبهام ثم الضغط اللطيف بالإبهام على هذا الإصبع.

وتكمن الفائدة هنا في العلاج من أمراض مثل التهاب المفاصل، والرجفة في مرض باركنسون.

" بريثفي مودراس"

عند ضم طرف الإصبع الإبهام والبنصر، يتم تقوية الجسم ويشعر المرء بالسعادة.

"جال شاماك مودراس"

يتم تشكيل هذه الحركة عن طريق وضع طرف الإصبع الخنصر أولا على قاعدة الإبهام ثم الضغط اللطيف بالإبهام على هذا الإصبع.

إذ تقلل هذه الحركة من احتباس الماء في الجسم، وسيلان الأنف.

" سوريا مودراس"

عند وضع طرف البنصر على قاعدة الإبهام ثم الضغط اللطيف بالإبهام على هذا الإصبع، فإنها تعمل على تخفيض وزن الجسم، وتعالج أعراض عسر الهضم والإمساك.

" لينجا مودراس"

مع تشبيك أصابع اليدين معا، وإبقاء الإبهام الأيسر لأعلى (محاطا بالإبهام الأيمن والسبابة) تساعد هذه الوضعية في علاج البرد والسعال.