الإساءة للنبي.. النسخة الأصلية من رسمة «أقامت الدنيا» بمزاد علني
فيما يبدو بداية لفصل جديد من التوتر، ينتهي مزاد إلكتروني على النسخة الأصلية لرسم كاريكاتيري مسيء يمثل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أثار نشره قبل سنوات موجة غضب عارم.
والرسم الذي نشرته صحيفة يلاندس بوستن ضمن مجموعة من 12 رسما في سبتمبر/أيلول 2005 تحت عنوان "وجه محمد"، تعتبر على نطاق واسع في العالم الإسلامي مسيئا، ولا يبالي باحترام عقائد ومشاعر الآخر.
وطالما حذر الأزهر الشريف، أقدم جامعة في العالم الإسلامي، من أن الرسوم المسيئة لا تقل خطورة عن الإرهاب، مشددا على أن حرية الرأي والتعبير لا يمكن أن تكون مبررا للإساءة إلى الأديان.
وقالت دار المزادات، إن صاحب الفكرة رسام الكاريكاتير كورت فيسترغارد احتفظ بالرسم الأصلي لسنوات "وهو الآن رسميا يُطرح للبيع للمرة الأولى"، وفق فرانس برس.
وافتتح المزاد في 25 فبراير/شباط، ومن المقرر أن ينتهي الساعة الرابعة بعد الظهر (15,00 ت غ)، على ما قالت الدار التي تحمل اسم كورت فيسترغارد.
وعمل فيسترغارد منذ منتصف الثمانينيات لدى الصحيفة كرسام. وتُوفي في 2021 عن عمر 86 عاما بعدما أقام في مكان سرّي لأكثر من 15 عاما تحت حماية الشرطة.
وبحسب صحيفة بيرلنغسكيه، طُبع الرسم مرة في السابق من دون أن يثير الكثير من الجدل.
وعندما نشرته صحيفة يلاندس بوستن في 2005 مرت الرسوم الكاريكاتيرية دون أن يلاحظها أحد تقريبا في البداية. لكن بعد أسبوعين خرجت مظاهرات منددة في كوبنهاغن وقدم سفراء الدول الإسلامية في الدنمارك احتجاجا.
وخرجت احتجاجات واسعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ضد هذه الرسوم في فبراير/شباط 2006. ومع تكرر نشر الرسوم، خرجت دعوات من دول عربية لاحترام الديانات، والبعد عن الإساءة، مع التأكيد أن حرية التعبير لا يمكن أن تشمل الإساءة لمعتقدات الغير.
كما لعبت تنظيمات إرهابية على وتر الغضب العارم في العالم الإسلامي من هذه الرسوم، خاصة بعد إعادة نشرها في مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة في باريس، إذ قتل إرهابيون في عام 2015، 12 شخصا في مقر المجلة التي أعادت نشر الرسوم في 2012.
وفي 2020 قُتل مدرس التاريخ والجغرافيا الفرنسي سامويل باتي، بالقرب من مدرسته الثانوية في إحدى ضواحي باريس بعدما عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) خلال حصة دراسية حول حرية التعبير.
وقبل ذلك بعشر سنوات، وبالتحديد في أوائل 2010، اعتقلت الشرطة الدنماركية صوماليا يبلغ 28 عاما مسلحا بسكين في منزل فيسترغارد. وقالت الشرطة إنه كان يخطط لقتل الرسام.
رسام الكاريكاتير الدنماركي تُوفي بعد صراع طويل مع المرض في يوليو/تموز 2021 عن عمر ناهز 86 عاما، وفقا لصحيفة "بيرلينجسكي".
وذكرت الصحيفة الدنماركية أن الرسام تلقى عدة تهديدات بالقتل، وكان هدفا لمحاولات اغتيال، ورغم أنه في البداية اختبأ، لكنه قرر بعد ذلك أن يعيش علانية في منزل محصن بشدة.
الرسام الدنماركي كان يعيش في سنواته الأخيرة مع حارس شخصي في عناوين سرية، وفي حديثه لوكالة "رويترز" للأنباء عام 2008، قال إنه "لا يشعر بأي ندم على رسمه".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز