دواء مذهل للحد من النوبات القلبية ووفيات السرطان
لأول مرة بعد العقاقير المخفضة للكوليسترول، نوع جديد من الأدوية يمكن أن يحد من آلاف الإصابات بالنوبات القلبية والوفيات بسبب السرطان.
لأول مرة بعد العقاقير المخفضة للكوليسترول، نوع جديد من الأدوية يمكن أن يحد من آلاف الإصابات بالنوبات القلبية والوفيات بسبب السرطان.
ويصف العلماء هذا الاكتشاف بأنه يشكل عصرا جديدا في العلاجات التي تعمل بشكل مختلف تماما عن العلاجات التقليدية.
وحسب صحيفة تليجراف البريطانية، يقلل هذا العلاج الجديد canakinumab من خطر الإصابة بالنوبة القلبية إلى الربع، علاوة على خفضه فرص الوفاة بسبب السرطان إلى النصف، كما أنه يحمي من الإصابة بالنقرس والتهاب المفاصل.
في السابق كان يتناول ملايين البالغين الأدوية الخافضة للكوليسترول لتقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية، لكن نصف النوبات القلبية تحدث لأشخاص لا يعانون من ارتفاع الكوليسترول على الإطلاق.
والآن توصل العلماء إلى أن تقليل التهابات الجسم يمكن أن يقي من العديد من الأمراض التي لها تأثير بالغ جدا على وفيات السرطان.
ويعطى canakinumab عن طريق الحقن كل 3 أشهر، ودعا الخبراء إلى مزيد من التجارب العاجلة لفحص أكثر حول تأثير العلاج على السرطان.
ويقول بول ريدكر، الأستاذ بكلية الطب جامعة هارفارد، الذي عرض نتائج العلاج الجديد في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في برشلونة، إن canakinumab يفتح جبهة ثالثة في الحرب ضد أمراض القلب.
وفي الدراسة، تتبع الباحثون 10 آلاف مريض بالنوبة القلبية وتم إعطاؤهم الدواء الجديد الذي يستهدف الالتهابات في الجسم، وسيخضع الناجون منهم إلى فحص آخر بعد 5 سنوات، رغم تناولهم للعقاقير المخفضة للكوليسترول.
وتوصلت الدراسة، التي استمرت 4 سنوات، إلى أن هؤلاء الذين خضعوا للعلاج الجديد شهدوا انخفاضا في النوبات القلبية بنسبة 24%، وفي الخناق الصدري بنسبة 17%، وفي وفيات السرطان بنسبة 51%.
وتُعَد الالتهابات إحدى الاستجابات الطبيعية للإصابات أو العدوى في الجسم، لكنها تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبحسب الخبراء، ترتبط مستويات الالتهابات المرتفعة بمجموعة من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر وتشمل السرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي، هشاشة العظام، والنقرس، وهي الأمراض التي قلت بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين تناولوا الدواء الجديد.
وتبلغ تكلفة الدواء الجديد، الذي يعمل عن طريق حجب جزء من جهاز المناعة يُعرف بـ"إنترلوكين 1"، 40 ألف جنيه إسترليني سنويا مقارنة بـ20 ألف جنيه إسترليني هي تكلفة تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول سنويا.
لكن العلماء يقولون إن سعره ربما ينخفض إذا تم استخدامه على نطاق واسع، فضلا عن أن تكلفته الحالية لا تضاهي ملايين الجنيهات التي تنفق على العمليات الجراحية اللازمة لبعض مرضى القلب.