برلمان أوروبا يتحدى الملل.. خطط «حزبية» لجعل الجلسات «أكثر متعة»
تريد أحزاب البرلمان الأوروبي مناقشة المواضيع المثيرة للجدل، ومساءلة المفوضين بشكل فعلي، في مسعى لجعل الجلسات "أكثر متعة".
وفي سياق استقطاب متزايد في البرلمان، يتفق البرلمانيون جميعا على أمر واحد: المناقشات مملة للغاية، وحان الوقت لتغيير ذلك، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وطلبت رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا من رؤساء المجموعات السياسية قبل العطلة الصيفية، طرح أفكار لجعل مناقشات البرلمان، التي غالبًا ما تكون فارغة ومملة ومعدة سلفًا، أكثر جاذبية.
وهذا الأمر جزء من جهد طويل الأمد لإضفاء الحيوية على الطريقة التي يمارس بها أعضاء البرلمان الأوروبي السياسة في المجلس.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، حاول البرلمان إجبار المشرعين على الحضور على الأقل منذ بداية المناقشات، من خلال عدم إخبارهم بموعد استدعائهم للتحدث على المنصة، في محاولة لتجنب صورة المقاعد الفارغة.
وحصلت "بوليتيكو" على اقتراحات الأحزاب التي تتراوح بين المزيد من التدخلات غير المخطط لها وأشكال جديدة للمناقشة، إلى زيادة الضغط على السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
وقال المكتب الصحفي للبرلمان: ”سيتم الآن تقييم العناصر المقترحة ووضع التدابير المحتملة التي سيتم اختبارها لمناقشة جديدة“ في اجتماع مقبل لزعماء المجموعات السياسية.
وفيما يلي أبرز المقترحات:
1. القدرة على استجواب المفوضين بشكل حقيقي
تتفق جميع المجموعات على أن المفوضين التنفيذيين يفلتون من العقاب بسهولة بالغة.
لوضع حد لذلك، تقترح مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، اعتماد صيغة أسئلة وأجوبة على غرار لعبة ”البينج بونج“، تتيح لأعضاء البرلمان الأوروبي استجواب المفوضين مباشرةً، بدلاً من الاكتفاء بإلقاء بيانات معدة مسبقاً.
وذكر المقترح في هذا الصدد: ”يجب أن يكون هذا الجزء مرنًا بدرجة كافية بحيث يمكن إضافته إلى جدول الأعمال في وقت قصير، مما يتيح للبرلمان الاستجابة بسرعة للأحداث غير المتوقعة أو الناشئة ذات الأهمية السياسية أو الجيوسياسية“.
وتريد المجموعة تحسين الأدوات المتاحة لأعضاء البرلمان الأوروبي بما يتجاوز ”الخطب الإعلانية البحتة“ لفحص تصرفات المفوضين، عبر استجواب منتظم.
إحدى الأفكار التي طرحتها مجموعة يقودها حزب البديل من أجل ألمانيا "أقصى اليمين"، هي توسيع نطاق نظام البطاقة الزرقاء، وهو أداة تتيح لأعضاء البرلمان الأوروبي الرد على خطاب عضو آخر في البرلمان الأوروبي بشكل عفوي وطرح سؤال، ليشمل ذلك المفوضين أيضًا.
٢. إضفاء الحيوية على أشكال المناقشة
تتفق جميع المجموعات السياسية أيضًا على أنه ينبغي السماح للمشرعين باستخدام نظام البطاقة الزرقاء بشكل أكثر تكرارًا.
وتقترح مجموعة المحافظين والإصلاحيين، شكلًا جديدًا للمناقشة يسمى ”اليمين واليسار“ حيث ”تتحدى المجموعات السياسية ذات الآراء المتعارضة بشأن القضايا السياسية الكبرى - مثل الاتفاق الأخضر والهجرة - مواقف بعضها البعض بشكل مباشر“.
وبالمثل، يريد حزب الخضر إعطاء الأولوية ”للمواضيع المثيرة للجدل“ عند جدولة المناقشات، ويقترح أيضًا شكلًا جديدًا للمناقشة يتم فيه استجواب عضو واحد من أعضاء البرلمان الأوروبي مسؤول عن ملف أو موضوع ما لمدة 60 دقيقة.
وجاء في الاقتراح: ”بعد بيانات افتتاحية قصيرة، يمكن للأعضاء الرد مباشرة، مما يسمح بإجراء حوار حقيقي“.
فيما تدعو عدة مجموعات البرلمان إلى جدولة المناقشات مباشرة قبل التصويت على الموضوع أو الملف، سواء على مستوى الجلسة العامة أو على مستوى اللجان.
٣. تقليل عدد المقاعد الشاغرة
لزيادة الحضور، طلبت العديد من المجموعات من ميتسولا حظر الفعاليات الجانبية خلال أسبوع الجلسات العامة.
هناك فكرة أخرى تتمثل في تقليل عدد المناقشات لتركيز انتباه المشرعين على تلك التي تهمهم حقًا، وتبرز هنا مقترحات للتراجع عن العديد من المناقشات حول الشؤون الخارجية، التي يتمتع البرلمان بسلطة محدودة عليها.
ومع ذلك، لم تتطرق أي من الرسائل إلى اقتراح نظام حوافز وعقوبات لأعضاء البرلمان الأوروبي لحثهم على حضور الجلسات فعليًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز