كرة قدم بقواعد جديدة.. 10 أمور قد يغيرها كورونا
10 أمور قد يغيرها فيروس كورونا بعد عودة كرة القدم للاستئناف خلال الفترة المقبلة، مثل توسيع الممرات الخاصة بدخول اللاعبين إلى أرض الملعب.
ما إن توقفت المنافسات الرياضية في شتى أنحاء العالم في شهر مارس/آذار الماضي، حتى ظهرت العديد من المقترحات التي ترسم سيناريوهات جديدة لعودتها خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل الخسائر المادية الفادحة التي تتكبدها المؤسسات الرياضية بسبب هذا التوقف.
وبينما يدور العالم في فلك البحث عن إجابة لسؤال واضح: متى يعود النشاط الرياضي؟، ظهر سؤال جديد، كيف تعود هذه المنافسات؟ لا سيما مباريات كرة القدم التي تتسم بالكثير من الاحتكاكات والتقاربات بين اللاعبين في الفريق الواحد، وكذلك مع المنافسين.
ومن أجل هذه المشكلات التي قد تكون عقبة في طريق عودة المباريات خلال الفترة المقبلة، ظهرت العديد من الاقتراحات التي تطالب بتعديل بعض القواعد المتبعة في مباريات كرة القدم بشكل استثنائي لحين تجاوز تلك الأزمة.
قبل دخول الملعب
بداية الاقتراحات تتعلق بما قبل بداية المباريات، لا سيما إلغاء حافلة الفريق، ووصول اللاعبين للاستاد عبر سياراتهم الخاصة، وهم يرتدون الزي الرياضي الخاص بالمباراة.
ويمنع هذا المقترح التقاء اللاعبين في غرف خلع الملابس، حيث تكون المسافات بينهم محدودة، لاسيما وأن هذه الغرف تشهد أيضا استعمال اللاعبين لنفس الأدوات، والاستحمام الجماعي، ما قد يساعد على انتقال الفيروس عبر الأسطح.
وظهرت مقترحات بريطانية بضرورة إجراء فحص سريع للاعبين قبل النزول من سياراتهم، للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.
استعدادات الملاعب
توسيع الممرات الخاصة بدخول اللاعبين إلى أرض الملعب، حيث لا يتجاوز بعضها حاجز المترين، وهي المسافة التي يجب أن تفصل بين شخصين وفقا لقواعد التباعد الاجتماعي التي نشرتها منظمة الصحة العالمية في وقت سابق.
الأمر نفسه سينطبق على مقاعد البدلاء، حيث ستكون بحاجة إلى مقاعد يصل طولها لـ14 مترا لتضم 7 لاعبين، بالإضافة إلى مقاعد أخرى قد يصل طولها إلى 40 مترا من أجل الجهاز الفني والطاقم الطبي والإداري الموجود خارج الملعب.
المقترح الأبرز بالتأكيد يتمثل في لعب كل المباريات بدون حضور الجماهير، خوفا من تفشي الفيروس بين الجماهير الموجودة في الملاعب.
روابط الدوريات العالمية في الوقت الحالي.تعمل على استئناف الموسم بدون حضور الجماهير بالفعل، على رأسها روابط الدوريات الإنجليزي والإسباني والإيطالي.
قبل بداية المباراة
من ضمن المقترحات التي تم طرحها ارتداء اللاعبين الذين يلعبون على أرض الملعب للقفازات، وهو من أجل تفادي لمس الكرة أثناء رميات التماس.
وكان هناك مقترحا ألمانيا كشفت عنه مجلة "دير شبيجل"، بضرورة ارتداء اللاعبين للكمامات أثناء المباريات، لكن هذا الاقتراح تم رفضه على ما يبدو، بعدما قالت وزارة العمل الألمانية إنه لا يمكنها إجبار اللاعبين على ذلك.
لكن في كل الأحوال، بات من المقترحات المتفق عليها أن يرتدي الجالسون على مقاعد البدلاء الكمامات والقفازات، لتفادي نشر الفيروس.
ومع دخول الملعب، لن يكون بمقدور اللاعبين المصافحة قبل وبعد المباريات، وهو الأمر الذي طبقته رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز قبل توقف المسابقة في مارس/آذار الماضي، وكذلك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في دوري أبطال أوروبا.
وبالإضافة إلى منع المصافحة، لن يكون بمقدور حكام المباريات أو اللاعبين إجراء القرعة قبل بداية المباريات عن طريق العملة المعدنية، حيث إن الفيروس قد ينتقل عن طريق الأسطح.
كما لن يكون اللاعبون قادرون على التقاط الصور الجماعية كما جرت العادة قبل انطلاق المباريات، وذلك من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
تعديلات فنية
المقترحات السابقة يمكن تفعيلها ببساطة، وبدون الحاجة إلى تدخلات في قانون اللعبة ذاتها، لكن سمة مقترحات على العكس تماما، مثل إلغاء رميات التماس لتفادي لمس الكرات باليد، على أن تلعب بالقدم بشكل استثنائي على طريقة كرة الصالات، أو تعقيم يد اللاعبين بشكل مباشر بعد لعب رميات التماس.
المقترح السابق ضمنه الكاتب الصحفي البريطاني أليستير كامبل، ضمن مقالة نشرها بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، تضمنت مقترحات أخرى، لكن بعض المدربين مثل المصريين طارق العشري وحلمي طولان اقترحا عدم التدخل في اللعبة.
من بين المقترحات التي تعتبر تدخلا في فنيات كرة القدم، إلغاء التدخلات بين اللاعبين، باعتبارها تخل بضرورة وجود مترين كحد فاصل بين كل لاعب والآخر، لكن هذا الاقتراح لم يجد صدى باعتبار أن الاحتكاكات عنصرا أساسيا في كرة القدم، سواء من خلال التدخلات أو فرض الرقابة اللصيقة، أو حتى من خلال الازدحام في منطقة الجزاء خلال الركلات الركنية.
لكن يمكن استصدار تعليمات بمنع اللاعبين من الاحتفال جماعيا بعد تسجيل الأهداف، إذ أن ذلك سيؤدي إلى تقليص المسافات المطلوبة للحفاظ على التباعد الاجتماعي.
الكاتب البريطاني كامبل اقترح إلغاء حوائط الصد في الركلات الحرة، لأنها ستؤدي إلى عدم الحفاظ على التباعد بين اللاعبين.
تقليص عدد اللاعبين على مقاعد البدلاء كان من ضمن المقترحات أيضا، حيث يتم تخفيضهم إلى 5 بدلا من 7، ليكون بإمكانهم التباعد فيما بينهم.
ووفقا لنفس القاعدة، سيتم تقليص عدد أعضاء الأطقم الفنية والطبية والإدارية الجالسين على مقاعد البدلاء من 10 إلى 5 فقط، ما يسهم في حل المعضلة التي تمت الإشارة إليها بخصوص العدد الكبير الذي سيجلس على مقاعد البدلاء خلال المباريات.
ومن ضمن المقترحات زيادة عدد التغييرات في كل مباراة من 3 إلى 5، لا سيما أن العودة المفاجئة للاعبين سيكون لها تأثير على لياقتهم البدنية، ولأن معظم الدوريات ستعود غالبا في فترة الصيف.
اللاعبون توقفوا عن ممارسة التدريبات الجماعية منذ منتصف مارس/آذار الماضي في معظم أنحاء العالم، في ظل الحظر المفروض بسبب انتشار الفيروس.
رفض فني
المدرب المصري المخضرم حلمي طولان، انتقد التعديلات الفنية المقترحة، لا سيما ما يتعلق بعدم وجود حوائط بشرية أو غيرها من التعديلات التي تهدف إلى تقليل الاحتكاكات،
وطالب مدرب فريق إنبي المصري ببعض الحلول الأخرى خارج الملعب، مثل تعقيم غرف خلع الملابس بشكل جيد، وجعلها جيدة التهوية، والإبقاء على مسافة مناسبة بين اللاعبين خلال إلقاء المحاضرات، والكشف عليهم قبل انطلاق المباريات.
الأمر نفسه أكده المدرب المصري طارق العشري، حيث اعتبر أن تلك التعديلات تخل بأساسيات كرة القدم، ولا يمكن تطبيقها بالشكل المُقترح، مطالبا بتقليص عدد الملاعب التي يتم اللعب عليها للحد من السفر في ظل انتشار الفيروس.
البرتغالي جورفان فييرا، المدير الفني الأسبق للمنتخب العراقي ونادي الزمالك، قال للعين الرياضية، إن معظم الاقتراحات تبدو دربا من الخيال لا يمكن تحقيقها.
وتابع: "كرة القدم سوف تعود قريبا، ولكن ليس بهذه المقترحات، إنها، منح مسافة بين كل لاعب والآخر أمر مستحيل في كرة القدم، لأن كرة القدم تقوم بالأساس على الالتحامات والمراقبة الفردية".
وتساءل المدرب البرتغالي: "كيف يمكن للاعب أن يتدخل على الآخر، وكيف يمكن له قطع الكرة، كرة القدم لعبة لها قواعد خاصة، ولا يمكن أن تُلعب بتلك الطريقة".
معضلة قانونية
تطبيق التعديلات الفنية المقترحة وإدراجها في قوانين كرة القدم قد يتطلب الكثير من الوقت، لا سيما في حالة عودة المسابقات خلال الفترة المقبلة، حيث يمثل تعديل القوانين في منتصف الموسم معضلة قانونية.
"العين الرياضية" تواصلت مع محمد فضل الله، المستشار الرياضي الدولي، حيث قال: "من الممكن تغيير قوانين كرة القدم في منتصف الموسم خلال الفترة الحالية، في ظل القواعد القاهرة المفروضة على الجميع بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث إنه بمثابة حالة استثنائية".
فضل الله أشار إلى أنه لن يكون من الممكن تغيير القواعد التي تخل بالقواعد الفنية لقانون اللعبة، مثل إلغاء حائط الصد، أو تغيير قواعد لعب رميات التماس، أو ما إلى ذلك.
وأضاف خبير اللوائح الرياضية أنه من الممكن أن يتم تغيير اللوائح التي لا تخل بقواعد اللعبة الفنية، مثل زيادة عدد التغييرات بشكل مؤقت خلال الفترة المقبلة.