كيف ضرب كورونا نجوم الرياضة؟
العين الرياضية تستعرض تأثير فيروس كورونا المستجد على الرياضيين على مختلف الجوانب الفنية والبدنية والمادية والنفسية.. تعرف على التفاصيل.
كانت الرياضة دائماً وأبداً هي النبراس الذي ينير حياة الناس ويخفف عنهم آلامهم ويحقق لهم جزءاً من أحلامهم، لذا يحظى الرياضيون الذين يحققون هذه الأحلام بمكانة خاصة لديهم، يهتمون بهم ويدعمونهم، ويتمنون أن يبقوا على عهدهم في تقديم أوجه السعادة لهم، ولكن "ما كل ما يتمنى المرء يدركه".
"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، شطر من بيت قاله المتنبي قبل 11 قرناً، وطبقه فيروس كورونا الذي أصاب العالم، وفي القلب منه الرياضيون، نهاية العام الماضي، حيث باتوا عاجزين عن استكمال أدوارهم، وإسعاد جماهيرهم بسبب انتشار هذا الفيروس.
إصابات الرياضيين تؤجل المسابقات
رغم الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد، مطلع العام الحالي، فإن الرياضيين لم يكونوا متأثرين بشكل كبير، حيث كانت الإصابات بعيدة عنهم، ولكنها سرعان ما بدأت تضرب الرياضيين، الواحد تلو الآخر.
البداية كانت من إيفانجيلوس ماريناكيس مالك نادي أولمبياكوس اليوناني، حيث أعلن النادي إصابته بفيروس كورونا، عقب أيام من مواجهة أرسنال الإنجليزي في إياب الدور ثمن النهائي من الدوري الأوروبي.
وبعد فترة قصيرة من إعلان أولمبياكوس، أعلن نادي أرسنال إصابة مدربه الإسباني مايكل أرتيتا بالفيروس، ليتلوه نادي تشيلسي، الذي أعلن إصابة لاعبه كالوم هودسون أودوي، وهو ما دفع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لاتخاذ قرار بتأجيل المسابقة، يوم 13 مارس/آذار الماضي.
وفي إيطاليا، أعلن نادي يوفنتوس إصابة مدافعه دانييلي روجاني بالفيروس يوم 12 مارس/آذار الماضي، بعد نحو 4 أيام من مواجهة إنتر ميلان في الدوري الإيطالي، ويومين من قرار تأجيل المسابقة بشكل رسمي.
روجاني لم يكن اللاعب الوحيد الذي تعرض للإصابة في يوفنتوس، حيث أصيب أيضاً كل من الأرجنتيني باولو ديبالا والفرنسي بليس ماتويدي، بالإضافة إلى العديد من نجوم "الكالتشيو"، من بينهم 7 لاعبين من سامبدوريا، و3 من فيورنتينا، بالإضافة إلى باولو مالديني المدير الرياضي لنادي ميلان، ونجله دانييل.
أما في إسبانيا، فقد كان نادي فالنسيا البؤرة الأساسية للفيروس، حيث أعلن النادي إصابة 35% من عناصره به، عقب أيام من مواجهة أتالانتا، في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، على ملعب سان سيرو، التي اعتبرها الكثيرون أنها كانت سبباً في تفشي الفيروس في إيطاليا وإسبانيا.
لاعبو ريال مدريد كانوا مهددين أيضاً بالتعرض للإصابة، بعد تأكد إصابة أحد لاعبي فريق كرة السلة، يوم 12 مارس/آذار الماضي، حيث كانوا يستخدمون نفس الأدوات الرياضية، وهو ما اضطر رابطة الدوري الإسباني لإعلان تأجيل المسابقة هي الأخرى.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد في ريال مدريد، حيث تعرض رئيسه الأسبق فرناندو مارتين للإصابة بالفيروس أيضاً، فيما لقي رئيسه الأسبق الآخر لورينزو سانز مصرعه بسبب الفيروس أيضاً.
ومع ارتفاع عدد المصابين بالفيروس على مستوى الرياضيين، وتأجيل معظم المسابقات المحلية، اضطر الاتحاد الأوروبي هو الآخر لتأجيل المباريات الـ4 الأخيرة في إياب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لأجل غير مسمى.
وبعيداً عن كرة القدم، كان رودي جوبرت لاعب فريق يوتا جاز، أول لاعب يتعرض للإصابة بفيروس كورونا في الدوري الأمريكي لكرة السلة، لتقرر الرابطة تأجيل المسابقة لأجل غير مسمى، يوم 12 مارس/آذار الماضي.
وفي 12 مارس/آذار الماضي، تأكدت إصابة أحد سائقي فريق مكلارين بفيروس كورونا، قبل ساعات من انطلاق سباق أستراليا للفورمولا 1، ليتقرر تأجيله إلى مايو/أيار المقبل، قبل أن يلحق به سباقا البحرين وفيتنام.
الرياضيون العرب
وعلى المستوى العربي، كان حاتم المسحل نائب رئيس نادي الاتفاق، أول من يتعرض للإصابة بفيروس كورونا على المستوى الرياضي في السعودية، ليلحق به هاشم الهاشم لاعب فريق الهدى، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة السعودي، ليكون أول لاعب يتعرض للإصابة بالفيروس في المملكة.
عبدالقادر محمد فرح نجم منتخب الصومال السابق، كان أول لاعب كرة قدم عربي يلقي مصرعه بسبب فيروس كورونا المستجد، وذلك في أحد المستشفيات بالعاصمة البريطانية لندن.
كما كان عثمان تيجاني لاعب رياضة الجيدو، أول رياضي جزائري يتعرض للوفاة بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.
في المقابل، كان وليد عبدالله مدرب حراس نادي المدينة المنورة، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة، أول رياضي مصري يتعرض للإصابة بفيروس كورونا.
أقارب الرياضيين
لم يكن الرياضيون وحدهم هم من عانوا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث تسرب الأمر إلى أقاربهم، بداية من ديبالا، الذي أعلن أنه تعرض للإصابة هو وصديقته أوريانا ساباتيني.
وبعد أيام قليلة من إعلان صديقه في "البيانكونيري" دانييلي روجاني إصابته بفيروس كورونا، أعلنت صديقته يتشلا بيرسيكو تعرضها للإصابة بالفيروس أيضاً.
وبعد وفاة لورينزو سانز رئيس نادي ريال مدريد الأسبق، أكدت تقارير صحفية إسبانية إصابة نجله باكو بالفيروس، وهو ما تعرض له جورج، نجل جاري لينيكر أسطورة توتنهام الإنجليزي الأسبق، رغم عدم إصابة والده.
وأخيراً كانت دولورس سالا والدة الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، هي الضحية الجديدة لفيروس كورونا من أقارب الرياضيين، بعدما أعلن النادي السماوي مصرعها بسبب الفيروس، الإثنين.
أزمة مادية
توقف معظم المسابقات الرياضية حول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا تسبب في أزمات مادية طاحنة، سواء لروابط الدوريات المختلفة، أو للأندية ذاتها.
صحيفة "تليجراف" البريطانية أكدت أن الدوري الإنجليزي الممتاز سيخسر نحو 1.137 مليار جنيه إسترليني، حال إلغاء المسابقة في الموسم الحالي.
وأشارت الصحيفة أن تلك الخسائر ستتوزع بين 762 مليون جنيه إسترليني، قيمة الغرامات التي ستفرضها القنوات المحلية صاحبة حقوق بث المسابقة على الرابطة، و200 مليون جنيه إسترليني بسبب الحضور الجماهيري، بالإضافة إلى 175 مليوناً بسبب الحقوق الإعلانية والتسويقية.
في المقابل، أكد الخبير الاقتصادي الإيطالي ماركو بيليناتسو أنه إذا لم يتم استئناف موسم الدوري الإيطالي، فإن الخسائر ستقدر بـ250 مليون دولار.
أما في إسبانيا، فأكدت صحيفة "ماركا" أن رابطة الدوري الإسباني ستخسر نحو 957 مليون يورو، حال عدم استكمال المسابقة خلال الموسم الحالي، بينما سيتقلص هذا الرقم إلى 648 مليوناً حال استكمال المسابقة بحضور الجماهير، فيما سيكون 303.4 حال عدم حضور الجماهير.
الخسائر المادية التي ستلحق بروابط الدوريات الأوروبية لن تؤثر فقط عليها، حيث امتد تأثيرها إلى الأندية التابعة لها، وهو ما وضح من سعي الكثير منها إلى تخفيض رواتب اللاعبين لتفادي تلك الأزمة.
نادي برشلونة الإسباني أعلن في وقت سابق موافقة لاعبيه على تخفيض 70% من رواتبهم من أجل مساعدة النادي على تجاوز الأزمة، وهو الأمر نفسه الذي يفكر ناديا أتلتيكو مدريد وإسبانيول في اللجوء إليه.
وبعد تخفيض رواتب برشلونة، بات الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق هو المتضرر الأكبر، حيث إنه يتقاضى شهرياً 8.3 مليون يورو، ما يعني أنه سيفقد نحو 5 ملايين يورو شهرياً، وهو المبلغ الأكبر بين جميع لاعبي برشلونة.
وفي إيطاليا، وافق لاعبو يوفنتوس الإيطالي على خفض رواتبهم بنسبة 30% من أجل مساعدة النادي على تخطي الأزمة المالية، وهو ما أبدى أنطونيو كونتي المدير الفني لفريق إنتر ميلان، استعداده ولاعبيه للقيام بمثله.
البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي، بات الخاسر الأكبر من نخفيض الرواتب في الفريق، حيث أكدت التقارير أنه سيتخلى بشكل شخصي عن 3.8 مليون يورو خلال الـ4 الأشهر المتبقية، وهو ما يزيد على نسبة الـ30% من راتبه خلال تلك الفترة.
كما قام لاعبو سبارتاك موسكو الروسي بالتنازل عن 40% من رواتبهم، بينما لم يقم أي نادٍ إنجليزي بتخفيض رواتب لاعبيه، حيث اكتفت بعض الأندية بتخفيض رواتب الموظفين، في ظل رفض اللاعبين تخفيض رواتبهم.
أزمة اللياقة
المشكلة المادية لم تكن هي الوحيدة التي تواجه اللاعبين بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث ترتبت عليها مشكلة أخرى، وهي مشكلة اللياقة البدنية، بعد توقف التدريبات خشية انتشار الفيروس.
الأندية حاولت تجنب تلك الخطورة من خلال منح اللاعبين برامج رياضية وغذائية للعمل عليها خلال الفترة التوقف، من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية عند العودة للمنافسات.
ومع طول فترة التوقف، بدأت العديد من الأندية في اللجوء إلى التدريبات الجماعية عبر الإنترنت، للتأكد من خضوع لاعبيها للبرامج المخصصة، وكان في مقدمة تلك الأندية ليفربول وتوتنهام الإنجليزيان وبايرن ميونيخ الألماني.
مؤخرا، بدأت بعض الفرق في العودة للتدريبات الجماعية في الملاعب، ولكن من خلال مجموعات متفرقة، مع الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي لمحاولة الحد من انتشار الفيروس.
أزمة نفسية
وفي حالة تجاوز الأزمتين المادية والبدنية، سيكون على الرياضيين التغلب على أزمة جديدة، وهي الأزمة النفسية التي عاشوها خلال الفترة الماضية بسبب فترة التوقف غير الطبيعية.
الأمر أكده جاري ليفين الطبيب السابق لمنتخب إنجلترا وفريق أرسنال الإنجليزي، حيث قال في تصريحات نقلتها صحيفة "الصن" البريطانية، إن هذا التوقف سيكون له أبلغ الأثر على اللاعبين من الجانب النفسي، وهو ما يصعب من فكرة العودة للمنافسات.
وأوضح: "هذا أمر غير مسبوق، أحياناً يتوقف البعض بسبب الإصابة وفي أحيان أخرى بسبب المرض، أو لأسباب فنية، لكن المباريات تتواصل، أما أن يتم إيقاف كل الرياضات مرة واحدة فهو أمر لم يحدث من قبل".
وأضاف: "من منظور رياضي، فإن اندفاع الأدرينالين يتوقف، ومن ثم تتراجع الرغبة التنافسية التي كانت موجودة بشكل منتظم لدى هؤلاء اللاعبين".
الأمر كان واضحاً من تصريحات بعض اللاعبين الذين عبروا عن شعورهم بالضيق بسبب فترة التوقف الحالية، وعلى رأسهم كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي أكد أن هذا التوقف سيجعله يفكر في تأجيل الاعتزال لمدة عامين، بسبب الشعور السيئ الذي ينتابه خلال فترة الابتعاد عن ممارسة كرة القدم.
البلجيكي الآخر رادجا ناينجولان لاعب وسط فريق كالياري الإيطالي، أكد هو الآخر أنه يشعر وكأنه يبلغ من العمر 50 عاماً، بسبب البقاء في المنزل على مدار الـ24 ساعة، متمنياً أن ينتهي الأمر في أسرع وقت ممكن.
الكرواتي إيفان راكيتيتش لاعب وسط برشلونة الإسباني، عبّر عن ضيقه من الوضع الحالي، متميناً أن يعود فقط لاحتساء كوب القهوة مع زملائه في الفريق، أو إلقاء السلام على العاملين في المدينة الرياضية.
وعلى غرار هؤلاء النجوم، عدد الكثير من الرياضيين الأزمات التي يعانون منها في الوقت الحالي بسبب الابتعاد عن ممارسة الرياضة، مثل البلجيكي إيدين هازارد نجم ريال مدريد، ومواطنه روميلو لوكاكو مهاجم إنتر ميلان.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز