حكومة فرنسا تحوم حول «فخ الميزانية».. هل تسقط بـ«القاضية»؟

يخطط رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، لتقديم العناصر الرئيسية لميزانية عام 2026، غدا الثلاثاء، ما يهدد حكومته.
وتتضمن الميزانية المقترحة تخفيضات في الإنفاق وزيادات ضريبية لا تحظى بشعبية كبيرة لدرجة أنها قد تؤدي إلى نهاية حكومة الأقلية التي يقودها.
ويحاول بايرو خفض الميزانية بما لا يقل عن 40 مليار يورو لخفض الدين العام في البلاد الذي يبلغ 3.3 تريليون يورو، وكبح جماح عجز الميزانية الذي خالف القواعد الأوروبية في السنوات الأخيرة.
وقال بايرو في مقابلة تلفزيونية في وقت الذروة يوم الخميس: ”لن نسمح بتراكم العجز، ولأول مرة منذ فترة طويلة جدًا... ستقول الحكومة ما هي القيود وما هي الجهود المطلوبة وما هي القرارات التي يجب اتخاذها لإخراجنا من هذا الفخ القاتل“.
سير على الجمر
ومن المتوقع أن تحقق الميزانية التي سيقدمها بايرو هذا الهدف في الغالب من خلال تخفيضات في الإنفاق. وعلى الرغم من أن المقترحات الدقيقة لم يتم مشاركتها علنًا، فإنه من شبه المؤكد أنها ستثير حفيظة المشرعين المعارضين من مختلف الأطياف السياسية، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وكان بايرو قادرًا على تمرير نسخة أولى من الميزانية في وقت سابق من هذا العام تضمنت 53 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق والزيادات الضريبية، ولكن فقط بعد أن وعد بإطلاق محادثات إصلاح التقاعد التي استرضت مؤقتًا الحزب الاشتراكي من يسار الوسط.
لكن المفاوضات حول إصلاح قانون التقاعد انهارت الشهر الماضي، مما أدى إلى حدوث خلاف كبير بين بايرو والاشتراكيين. ولم يعد بوسع رئيس الوزراء الآن الاعتماد على يسار الوسط إذا تعرض لتصويت بحسب الثقة.
وعلى الرغم من أن التجمع الوطني "أقصى اليمين" قد أحجم عن الانضمام إلى الجهود الأخيرة للإطاحة بالحكومة، فإنه أوضح استعداده للقيام بذلك عندما يقدم بايرو ميزانيته الكاملة.
وقال وزير فرنسي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: ”ستكون هذه الميزانية لحظة الحقيقة“، قبل أن يضيف أن "إيجاد 40 مليار يورو من المدخرات أمر صعب بالطبع. فالأمر أشبه بتسلق جبال الهيمالايا من الوجه الشمالي في الشتاء وارتداء السراويل القصيرة. ولكن هذا الجهد لا غنى عنه."
موقف صعب
وبايرو عالق في موقف لا يحسد عليه بين المشرعين الذين يعارضون بشدة تخفيضات الميزانية التي لا تحظى بشعبية والمستثمرين الذين يريدون أن يروا فرنسا تستعيد عافيتها المالية. ومن المقرر أن تدفع باريس 67 مليار يورو في صورة فوائد الديون هذا العام؛ وهو أكثر مما ستنفقه على الدفاع.
ولكن من دون أغلبية في الجمعية الوطنية، من المرجح أن يضطر بايرو إلى تمرير خططه للإنفاق باستخدام باب خلفي دستوري يسمح له بتمرير التشريعات دون تصويت، ولكنه في المقابل يمنح المشرعين سلطة تقديم اقتراحات بحجب الثقة ضد حكومته.
وأطاح المشرعون بسلف بايرو، ميشيل بارنييه، العام الماضي، عندما حاول استخدام هذه الأداة لتمرير ميزانية خاصة به.
وقال حزب ”فرنسا الأبية“ اليساري المتشدد، الذي حاول مرارًا وتكرارًا إسقاط حكومة بايرو، إنه سيحاول مرة أخرى القيام بذلك إذا طرح ما أسماه الحزب "سياسة التقشف".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE1IA== جزيرة ام اند امز