هل ينجح العثماني في تشكيل الحكومة المغربية؟
باحث مغربي يوضح لبوابة "العين" سيناريوهات تشكيل سعد الدين العثماني للحكومة خلفا لبن كيران
شرع سعد الدين العثماني، رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة المغربية من قبل العاهل المغربي محمد السادس، أمس الثلاثاء، في مشاوراته مع الأحزاب الممثلة في البرلمان.
وقال عبدالسلام المساتي، الباحث السياسي المغربي، في تصريحات لبوابة العين الإخبارية، إن العثماني أكد أنها مجرد مشاورات وليست مفاوضات أي أنه سيشرع اليوم أو غداً في المفاوضات مع الأحزاب التي يرغب حزب العدالة والتنمية إشراكها معه في الحكومة.
وأوضح المساتي، أن الملك محمد السادس أعطى للعثماني مهلة 15 يوماً فقط لتشكيل حكومته، وبهذا يصبح الأمر معقداً وصعباً على العثماني، لإيجاد حل إلا حال تنازل عزيز أخنوش عن مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي، ليجد رئيس الحكومة نفسه أمام سيناريوهين؛ أولهما نجاحه في التشكيل وتمكنه من إقناع أخنوش بإبعاد الاتحاد الاشتراكي الذي أصبح خطاً أحمر بالنسبة للعدالة والتنمية، ما يعني تشكيل حكومة مكونة من أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والتقدم والاشتراكية، أما السيناريو الثاني فيتلخص في فشل العثماني والتوجه نحو تشكيل الملك لحكومة تكنوقراط استعداداً لإعادة الانتخابات بعد عام أو عام ونصف على الأكثر.
وأضاف المساتي أن حزب العدالة والتنمية أصبح يزعج الدولة المغربية والقصر، لذلك فلابد من إيجاد طريقة لإضعافه وإخراجه من الملعب السياسي، على الرغم من أن اختيار الملك للعثماني بديلاً لبنكيران رغبة منه في الحفاظ على المنهجية الديمقراطية وعدم تكرار 2002 حينما عُين إدريس جطو رئيساً للحكومة، حيث إن حزب الاتحاد الاشتراكي كان الفائز آنذاك بالانتخابات، مشيراً إلى أن اختيار الملك للشخصية الثانية بالعدالة والتنمية حافظ على ما جاء في الدستور.
وعن اختيار العثماني لتشكيل الحكومة، أكد الباحث المغربي، أن هذا بمثابة فتح باب التفاوض مع جميع الأحزاب بمجلس النواب بما فيها حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، موضحاً أنها خطوة جريئة في مسار تشكيل الحكومة إلا أنه لا يمكن اعتبارها انقلاباً على ما كان قد قرره بن كيران لنيل العثماني موافقة أغلب مكونات الحزب قبل إقدامه على تلك الخطوة.
وبشأن مسار مشاورات الحكومة، رأى المساتي أن تكليف العثماني يعتبر تحولاً جذرياً، لأن حزب الاستقلال سيعقد مؤتمره الوطني خلال الأيام القليلة القادمة، ما يعني احتمالية تغيير قيادته من حميد شباط لزعيم آخر، وهذا ما يؤدي إلى التحاق هذا الحزب بالتشكيلة الحكومية التي كان قد خرج من حساباتها عقب تصريح شباط حول موريتانيا والأزمة التي أثارها منذ شهور قليلة.
وأشار إلى أن بعض البوادر بدأت تطفو على السطح، والتي تقول إن سعيد الدين العثماني لن يُسير عملية المشاورات بنفس الطريقة التي كان يسيرها بن كيران، فالعثماني أكثر هدوءاً وتوافقاً من بن كيران الذي كان يتخذ بعض قراراته بصفة شخصية.
aXA6IDE4LjIyMC44MS4xNzAg
جزيرة ام اند امز