بمراسم تنصيب سرية.. حكومة هايتي الجديدة تهرب من عنف العصابات
هربت الحكومة المؤقتة في هايتي من عنف العصابات المسيطر على العاصمة بورت أو برنس، إلى أداء اليمين في مراسم سرية أقيمت في القصر الرئاسي.
وأدى "المجلس الانتقالي"، الذي يتألف من 9 أشخاص، اليمين عقب استقالة رئيس وزراء هايتي أرييل هنري، المقيم في الولايات المتحدة بعد أن منعته انتفاضة العصابات من دخول هايتي، الذي أعلن في رسالة اعتزامه التنحي عن منصبه، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وكتب هنري، جراح الأعصاب الذي تحول إلى سياسي والذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويس عام 2021: "خدمنا الأمة خلال الأوقات العصيبة". وكان هنري أعلن الشهر الماضي اعتزامه الاستقالة.
وأحيطت مراسم أداء اليمين بالسرية، ولم يتم الإعلان عنها علنًا بسبب التهديدات بالعنف.
وعشية الحدث، أشارت التقارير إلى أنه سيقام في قصر يقع على مشارف المدينة.
وشهدت الأيام الأخيرة اشتباكات بين الشرطة ورجال عصابات مسلحين في منطقة وسط المدينة المحيطة بالقصر الرئاسي، ودعا المتحدث باسم العصابات جيمي شيريزر المعروف باسم "الشواء" المجلس الانتقالي القادم إلى "الحذر".
وعلى الرغم من التهديد، واصل المجلس المدعوم من الولايات المتحدة المضي قدماً في أداء اليمين، بعد شهرين تقريباً من بدء تمرد العصابات في فبراير/شباط الماضي.
وعقب بدء الهجمات، تحولت مدينة بورت أو برنس إلى مدينة معزولة عن العالم الخارجي، حيث تم إغلاق مطارها الدولي ومينائها بسبب الاشتباكات المسلحة، كما استولت العصابات المسلحة المعروفة بأعمال الاختطاف والابتزاز على الطرق التي تربطها بالمدن الأخرى.
وقامت حكومات أجنبية بإجلاء مئات المواطنين إلى الولايات المتحدة أو جمهورية الدومينيكان المجاورة، التي تشترك في جزيرة هيسبانيولا مع هايتي.
وستكون مهمة المجلس الانتقالي الأولى اختيار رئيس وزراء جديد قبل تمهيد الطريق لإجراء الانتخابات.
وفي احتفال ثان بمناسبة إنشاء المجلس، أعرب السفير الأمريكي المعين حديثا في هايتي دينيس هانكينز عن أمله في أن تتمكن بلاده من مساعدة هايتي على العودة إلى طريق الاستقرار والديمقراطية والنمو الاقتصادي.
وقال هانكينز "كل يوم هو يوم جديد، وهذا يوم جديد لهايتي، أظهرت الأحزاب التي تمثل بالفعل كافة نطاق المجتمع الهايتي قدرتها على تجاوز مصالحها الشخصية أو الحزبية للعمل سويا لصالح الشعب الهايتي، لذلك فهي خطوة مهمة اليوم.. ونحن هنا لمساعدتهم، لن نكون الحل ولكن نأمل أن نكون جزءا من الجماعة التي تسهم في التوصل إلى حل".
واعترف هانكينز بمسؤولية الولايات المتحدة جزئياً عن المأساة الحالية في هايتي، للعدد الكبير من الأسلحة التي تتدفق إلى أيدي عصابات هايتي من الولايات المتحدة، لكنه أكد أن حكومته تعمل في الوقت الراهن على الحد من تصدير مثل هذه الأسلحة النارية.
هايتي، التي لا تزال تتعافى من الزلزال المدمر الذي ضربها عام 2010 ودمر العاصمة وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ليس يوجد بها مسؤولون منتخبون ولم تعقد انتخابات منذ عام 2016، ويقال إن الجماعات المسلحة تسيطر على 80% على الأقل من العاصمة.