حقنة جديدة قد تنهي معاناة سيلان الأنف المزمن
تفتح حقنة علاجية جديدة آفاقا واعدة أمام عشرات الآلاف من المرضى الذين يعانون من سيلان أنف مزمن وفقدان حاستي الشم والتذوق.
وتنتمي هذه الحقنة إلى فئة الأدوية البيولوجية، التي تستهدف آليات محددة في الجهاز المناعي، وتعمل على تهدئة الالتهاب المزمن في الأنف والجيوب الأنفية، بدلا من الاكتفاء بعلاج الأعراض كما هو الحال في العلاجات التقليدية.

وخلال الفترة الأخيرة، حصل دواءان جديدان هما "ديبيموكيماب" و"تيزيبيلوماب" على موافقة هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية، ما أتاح استخدامهما على نطاق خاص، في خطوة تمهد لتوسيع خيارات العلاج أمام المرضى الأكثر تضررا. كما يخضع دواء دوبيلوماب حاليا للتقييم تمهيدا لاعتماده ضمن خدمات هيئة الصحة الوطنية.
ويعاني المصابون بما يُعرف بـالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بالزوائد الأنفية من سيلان أنف مستمر قد يمتد لأشهر أو سنوات، نتيجة استجابة مناعية طويلة الأمد تؤدي إلى التهاب شديد ونمو زوائد لحمية داخل الأنف، قد تسد مجاري التنفس وتؤدي إلى فقدان الشم والتذوق واضطرابات النوم.
وأظهرت الدراسات السريرية أن هذه الحقن الجديدة تسهم في تقليص الزوائد الأنفية، وتحسين التنفس، واستعادة حاسة الشم لدى عدد كبير من المرضى، إلى جانب تقليل الحاجة إلى أقراص الكورتيزون والجراحات المتكررة التي غالبا ما تعود أعراض المرض بعدها.

وتُعطى هذه العلاجات عن طريق الحقن، بعضها مرة كل ستة أشهر، ما يجعلها خيارا عمليا طويل المفعول مقارنة بالعلاجات اليومية. ويرى متخصصون أن هذه المقاربة قد تُحدث تحولا في التعامل مع المرض، خاصة لدى المرضى الذين لم يستفيدوا من العلاجات التقليدية.
ويؤكد أطباء أن سيلان الأنف المزمن ليس مجرد عرض مزعج، بل حالة صحية قد تكون مُنهِكة نفسيا وجسديا، داعين إلى التعامل معها بجدية، لا سيما مع توافر خيارات علاجية جديدة قد تنهي سنوات من المعاناة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز