مصر تستهدف زيادة الاستفادة من مياه الأمطار في الزراعة
وضعت مصر خطة موسعة للاستفادة من الأمطار الغزيرة المتوقعة التي تصل إلى حد السيول في مناطق متفرقة في الزراعة.
وضعت الحكومة المصرية خطة موسعة لزيادة حجم الاستفادة من الأمطار الغزيرة المتوقعة التي تصل إلى حد السيول في مناطق متفرقة خلال فصل الشتاء أبرزها سواحل البحر الأحمر وأسوان والوادي الجديد في الزراعة وملء الآبار في المناطق الصحراوية التي تتسم بالجفاف معظم فترات السنة.
وحسب تصريحات منسوبة لمسؤولي المياه في مصر، قٌدرت كمية المياه التي هطلت خلال الأيام الماضية بصحراء الإسكندرية والبحيرة بـ3 ملايين و500 ألف متر مكعب مياه، وهو ما يكفي لزراعة أكثر من 600 فدان، إذا ما تم استغلال تلك المياه بالطريقة المثلى.
ووفقا لبيانات وزارة الري، أعدت الوزارة خطة للحماية موزعة على المناطق الأكثر عرضة لأخطار السيول، حيث تم إنشاء نحو 1070 سدا وحاجز توجيه وقناة تحويل وبحيرة جبلية وصناعية وخزانا أرضيا، بالإضافة إلى تجهيز مخرات للسيول لاستيعاب مياه السيول الواردة من الوديان ونقلها بأمان إلى شبكة الترع والمصارف ونهر النيل.
وقال عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة في وزارة الزراعة، لـ"العين الإخبارية " إنه يتم التنسيق في هذا الصدد مع وزارة الري المنوط بها التعامل مع مياه السيول وتجميعها وتقدير الكميات المتوفرة ومن ثم مخاطبة وزارة الزراعة".
وأضاف الشناوي أنه حتى الآن لم تتحدد المساحات الجديدة التي ستعتمد في زراعتها على مياه السيول، لحين انتهاء الموسم، مؤكدا أن الاستراتيجية الجديدة في التعامل مع مياه السيول ستوفر موردا جديدا للمياه له تأثير كبير على قطاع الزراعة.
ويؤكد سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري طابا نويبع لـ"العين الإخبارية" أن سيناء كانت تخسر سنويا 200 مليون متر مكعب من المياه الناتجة من السيول، وهي النسبة التي تزيد عن أي مياه يمكن تحصيلها من خلال شق الترع أو مشروعات جديدة بتكلفة باهظة.
وقال سليمان إن الكميات المهدرة من مياه السيول سنويا في شبه جزيرة سيناء تكفي لزراعة 100 مليون فدان سنويا، وهو الأمر الذي فطنت إليه الحكومة المصرية، وبدأ في التخطيط للاستفادة من تلك المياه التي تتساقط من الجبال إلى الأودية والبحار بكميات كبيرة.
ومن جانبه يشير النائب عصام الفقي، أمين لجنة الموازنة بالبرلمان، إلى أن أزمة المياه في مصر التي يتوقعها متخصصون خلال العقود المقبلة قد تتلاشى تماما مع خطط الدولة للاستفادة من السيول.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن خطة استغلال مياه الأمطار تهدف إلى زيادة الموارد المائية بنسبة 95% تقريبا، وزيادة الرقعة الزراعية بنسبة 88%، كذلك ما يمكن المحافظة عليه بتفادي الخسائر السنوية الناجمة عن السيول والتي تبلغ في قدارها ملايين الدولارات.
وتصل حصيلة المياه الناتجة عن الأمطار سنويا بمصر إلى 51 مليار متر مكعب، بينما كانت الكمية المستغلة منها 1.3 مليار متر مكعب فقط، وتصل المساحة الكلية المزروعة في مصر 8 ملايين فدان، فيما بلغت تقديرات المساحة التي يمكن زراعتها اعتمادا على مياه السيول والأمطار 6 ملايين فدان سنويا.