بعد "إعادة التوازن".. آفاق جديدة لتحالف رينو ونيسان
وافق مجلسا مجموعة رينو الفرنسية وشريكتها اليابانية نيسان على إدخال إصلاح كبير في تحالفهما بعد أشهر من المفاوضات.
وأكدت الشركتان في بيان أنهما "أعادتا موازنة" علاقتهما بعد أن خفضت رينو حصّتها في نيسان من 43,4% إلى 15%، لتصبح نفس حجم حصة نيسان نفسها في شريكاتها الفرنسية.
ويشمل الاتفاق سيطرة نيسان على حصة تصل إلى 15% في مشروع مركبة "أمبير" الكهربائية الجديدة التابعة لرينو.
كما أعلنت الشركتان مشاريع مشتركة في أمريكا اللاتينية والهند وأوروبا.
صفحة جديدة
وأكدت الشركتان أنهما "فتحتا صفحة جديدة في الشراكة" من خلال الاتفاق.
وأقرّ مجلس إدارة رينو الاتفاق أمس الأحد بينما وقّعته اليوم الإثنين، أي بعد أسبوع على الإعلان عنه.
ويأتي الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات الصعبة وتأخيرات متكررة فيما سعت الشركتان لإعادة هيكلة التحالف بينهما بعد سنوات من التوتر.
وانضمت إليهما ميتسوبيشي موتورز عام 2016 عندما استحوذت نيسان على حصة نسبتها 34% في منافستها اليابانية التي كانت تواجه صعوبات مالية.
لكن تزعزع استقرار الاتحاد بتوقيف رئيس نيسان كارلوس غصن الذي أشار إلى أن التهم الموجهة إليه هدفت لمنعه من توطيد العلاقة بين شركتي تصنيع السيارات اليابانية والفرنسية.
وكانت الشركتان قد اتفقتا على إطار عمل أساسي لإعادة التوازن في علاقتهما، والذي يتضمن خفض رينو حصتها المسيطرة في نيسان من 43 إلى 15% وحصول نيسان على حصة في سيارة كهربائية جديدة من رينو، بهدف "تقوية روابط التحالف وتعظيم خلق القيمة لجميع أصحاب المصلحة."
وستنقل "رينو" 28.4 % من حصتها إلى صندوق ائتماني فرنسي، حيث سيتم تحييد حقوق التصويت في معظم القرارات، وستحتفظ بحقوق توزيعات الأرباح وعائدات بيع الأسهم، مع الحفاظ على قيمة حيازتها، ويقوم الوصي ببيع الأسهم؛ إذا كان ذلك معقولًا تجاريًا للشركة، لكن لا يوجد إطار زمني محدد.
ويمثل الإصلاح الشامل بداية حقبة جديدة، أشار إليها البعض باسم "التحالف 2.0".
وللمرة الأولى منذ إنشاء التحالف عام 1999، ستكون المجموعتان على قدم المساواة، إذ ستملك كل واحدة 15% من رأس مال الأخرى إضافة إلى العدد نفسه من حقوق التصويت.
ينظر الطرفان إلى إعادة التوازن هذه كأداة لتطبيع العلاقات بينهما وجعلها أكثر فعالية، بعد أن مرّت بتوترات شديدة في السنوات الأخيرة خصوصًا مع سقوط الرئيس السابق للتحالف كارلوس غصن الذي أوقف أواخر العام 2018 في اليابان بعد اتهامه باختلاس أموال وفراره لاحقًا إلى لبنان.
في طوكيو، لم يكن من السهل تقبّل طريقة إدارة غصن الاستبدادية للشركة وتدخل الدولة الفرنسية في شؤون رينو منذ بضع سنوات، خصوصًا مع مشروعها السابق لدمج المجموعتين.
ورأى المستشار في قطاع السيارات لدى "كارنوراما جابان" تاكيشي مياو لوكالة فرانس برس مؤخرًا أن "التوصل إلى مساهمات متقاطعة بنسبة 15-15% مع شروط متساوية، سيكون أمرًا مهمًا جدًا ومفيدًا للثقة بين المجموعتين" وقد يدفع نيسان إلى اتخاذ المزيد من المبادرات في التحالف.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز