اكتشاف غير متوقع في الفضاء.. السر لدى «لوسي»

خلال تحليقها التاريخي حول الكويكب "دينكينيش" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كشفت مركبة "لوسي" الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن اكتشاف رائد.

والاكتشاف هو أن القمر المعروف باسم "سيلام"، الذي يدور حول كويكب "دينكينيش"، أو ما يعرف باسم "دينكي"، ما هو إلا قمران مندمجان معاً.

• «ريوجو».. كويكب يحتفظ بمعلومات «لا تُقدّر بثمن»

ويتحدى هذا الاكتشاف غير المتوقع، المفصل في بحث نُشر في مجلة "نيتشر"، النظريات الحالية حول تكوين الكويكبات والأجرام السماوية.

وسلط فريق "لوسي"، بما في ذلك أستاذة علم الفلك والجيولوجيا بجامعة ميريلاند، جيسيكا صن شاين، الضوء على مدى تعقيد هذه الأجسام الصغيرة.

وتقول جيسيكا صن شاين: "هناك تعقيد أكثر بكثير في هذه الأجسام الصغيرة مما كنا نعتقد في البداية، لقد أتاحت لنا الملاحظات الإضافية من المركبة الفضائية تحليل ميزات مثل سرعة دوران دينكينيش ونمط مدار القمر سيلام بشكل أفضل، ولدينا الآن فهم أوضح لتكوينها".

وكشفت الصور المأخوذة من المركبة الفضائية "لوسي" عن حوض على "دينكينيش"، مما يشير إلى أن ربع الكويكب انكسر، وتشكلت سلسلة من التلال ثنائية الاتصال المعروفة الآن باسم "سلام".

وافترض الفريق أن دوران "دينكي" السريع، المعزز بانعكاس ضوء الشمس غير المتساوي، تسبب في قذف الحطام الصخري، الذي تجمع بعضه ليشكل "سلام"، بينما تساقطت شظايا أخرى على "دينكي".

وأوضح العالم الرئيسي هال ليفيسون من معهد أبحاث الجنوب الغربي في بولدر بولاية كولورادو: "أن فهم كيفية تشكل الكواكب مثل الأرض يتطلب دراسة كيفية تصرف الأجسام عندما تصطدم، وسواء كانت تتفكك أو تلتصق ببعضها البعض يعتمد على قوتها وبنيتها الداخلية".

وتفتح النتائج الباب أمام دراسات مقارنة مع أجرام سماوية مماثلة.

وأعربت صن شاين عن سعادتها بمقارنة نظام "ديديموس" الثنائي بنظام "دينكينيش"، مشيرة إلى أوجه التشابه بينهما على الرغم من اختلاف المواقع في النظام الشمسي.

و"دينكينيش" وقمره "سيلام" هما الأولان من بين 11 كويكبا ستستكشفها "لوسي" خلال مهمتها التي تستغرق 12 عاماً.

وبعد مساعدة الجاذبية بالقرب من الأرض في ديسمبر/كانون الأول 2024، ستواصل لوسي طريقها إلى حزام الكويكبات الرئيسي لمراقبة الكويكب "دونالدجوهانسون" في أبريل/نيسان 2025، قبل الانتقال إلى كويكبات طروادة في عام 2027.

وتقول صن شاين: "هدفنا النهائي هو فهم تكوين الأجرام السماوية، إذ إن دراسة هذه الكويكبات الصغيرة تساعدنا على رؤية كيفية تصرف المواد وتفاعلها، مما يضع الأساس لفهم كيفية تشكل الكواكب".