لقد اتبعت الإمارات سياسة دبلوماسية نشطة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدولية ودعم الاستقرار الإقليمي في ظل قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث برز في الكثير من المحطات التي قادت الإمارات نحو العالمية وعززت سمعتها في مجال الدبلوماسية.
فمنذ أن أطلق عام 2023 عاماً للاستدامة بدأت دولة الإمارات حالة من الاستنفار في جميع الميادين، فسعت إلى إقامة المبادرات، والفعاليات، والأنشطة المنوعة التي تسلط الضوء على تراثها الغني، وذلك امتداداً لنهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في الحفاظ على البيئة المستدامة.
وأعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات عن تمديد (عام الاستدامة) ليستمر حتى عام 2024، مؤكداً على أهمية التزامها بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع، ودعمه الحثيث لخطط التنمية الاستدامة، والطاقة النظيفة من خلال الاستثمارات الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة.
كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة باعتماد الثامن عشر من شهر يوليو/تموز كل عام (يوم عهد الاتحاد) وذلك احتفاء بالاجتماع التاريخي الذي عقد في هذا اليوم لعام 1971 وهو اليوم الذي وقع فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مع الآباء المؤسسين وثيقة الاتحاد ودستور الإمارات.
وتنفيذاً لتوجيهاته في محاربة ندرة الماء، أطلقت «مبادرة محمد بن زايد للماء» لمواجهة التحدي العالمي العاجل في العالم المتمثل في ندرة الماء، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه ومحاولة تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، واختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.
ودعماً لركيزة العمل الإنساني والخيري والتنموي أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، تخليداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العمل الإنساني والخيري والتنموي، بالتركيز على تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية، وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية. كما أبدت الإمارات اهتمامًا كبيرًا بتعزيز علاقاتها مع العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، الصين، الدول الأوروبية، والدول العربية ووقعت معها اتفاقيات تعاون تدعم بها المصالح المشتركة.
كانت هناك العديد من الجولات التي تهدف إلى تعزيز التعاون في عدد من المجالات مثل الاقتصاد، السياسة، الأمن، الثقافة، التعليم، والطاقة. وسعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من خلال هذه الزيارات للتباحث حول القضايا الإقليمية والدولية وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
إن هذه الجولات تكمن أهميتها كونها مبادرات لرفع مستوى المساعدات الإنسانية، سواء في دول العالم النامي أو الدول المتأثرة بالكوارث حيث تعتبر الإمارات من أكبر المساهمين في المبادرات الإنسانية العالمية.
وقد تعددت جولات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتنوعت بين مختلف إمارات ومناطق الدولة بشكل دوري للتأكد من تنفيذ المشاريع التنموية ومتابعة الأحوال العامة للمواطنين وتعزيز التواصل مع المواطنين مباشرة للاستماع إلى آرائهم واحتياجاتهم، كذلك كانت الزيارات الرسمية للعديد من الدول بهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية مع شركاء الإمارات.
إن جهوده واضحة في جميع المحافل الدولية، إذ يعمل على تعزيز الاستثمارات الإماراتية في الخارج وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارات من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة، كما رأينا نجاح الإمارات في استضافتها العديد من المؤتمرات الدولية التي أظهرت فيها موقفها الحيادي وتعاونها التام والشامل مثل الأمم المتحدة، والقمة العربية، مجموعة العشرين (G20)، وغيرها من المنتديات الدولية المهمة لمناقشة قضايا تتعلق بالتنمية المستدامة، الأمن العالمي، التغير المناخي والسلام الدولي.
اهتمام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالابتكار والعلوم يبدو جلياً من خلال الجولات التي تهدف لتعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا الفضاء والطاقة المتجددة.
كما لعبت الإمارات دورًا محوريًا في تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، من خلال المشاركة في جهود الوساطة وتقديم الدعم للمفاوضات السلمية. والتعامل مع الملفات والقضايا الهامة في المنطقة مثل القضية الفلسطينية، الصراعات في الشرق الأوسط، والجهود لحل الأزمات الإقليمية وطرحها في جميع المؤتمرات والقمم السياسية لمحاولة حلها بكل سبل الحوار والدبلوماسية.
وقد ركزت الإمارات على استثمارات استراتيجية في مجالات التقنية والابتكار، مما يعكس رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنقل الدولة إلى المستقبل وبناء اقتصاد متنوع.
وفي مجال العمل الإنساني اشتهرت الإمارات بمبادراتها الإنسانية، حيث تسعى لتقديم الدعم للدول التي تعاني من الأزمات، مما يعكس القيم الإنسانية والدينية للإمارات.
لقد أولت الإمارات أهمية كبيرة للعمل الإنساني وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أوائل الشخصيات التي بادرت لمساعدة الدول المنكوبة والأخوة والأشقاء، إن عمل الخير في الإمارات يعتبر هوية وثقافة ونهج مستدام، ورسالة أمل لكافة شعوب العالم من وطن يؤمن بالإنسانية وفعل الخير، نذكر أن الإمارات أطلقت حملة الإمارات معك يا لبنان لإغاثة الشعب اللبناني تنفيذاً لأوامره واهتمامه بإطلاق حملة وطنية عاجلة تضامناً مع مبدأ الإنسانية ولمبادئ الأخوة التاريخية في الوقوف مع الشقيق في وقت الشدائد.
وتجسد الحملات الإنسانية والإغاثية لتسخير الإمكانات لدعم الأشقاء اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم من المنكوبين في العالم، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية، لاسيما أن الإمارات لها مواقف مشرفة، حيث كان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مواقف يشهد عليها التاريخ لترسيخ مبدأ وإعادة إعمار لبنان وفلسطين ومصر ودعم أسس استقراره وازدهاره لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات.
إن هذه الحملات التي أطلقتها الإمارات، إنما تعتبر بمثابة رسالة الإمارات الإنسانية إلى العالم وتستهدف مد يد العون والمساعدة والإغاثة لكافة الشعوب المتضررة والمتأثرة بالحروب والحد من المعاناة الإنسانية التي تشهدها الساحة العربية.
لقد شاهدنا حرص الإمارات على الحفاظ على توازن دقيق في سياستها الخارجية، وسعيها المستمر لبناء شراكات مع دول مختلفة في مجال الاستثمار والاقتصاد الرقمي والتكنولوجي.
بفضل هذه الجهود، استطاع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن يضع الإمارات في مصاف الدول المؤثرة على الساحة العالمية، ويعزز مكانتها كعاصمة للسلام والتسامح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة