الاقتصاد الرقمي في الإمارات.. رؤية استشرافية لمستقبل مستدام

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز الأسواق الإقليمية في مجال التجارة الإلكترونية، حيث تضم منصات رائدة مثل "نون" و"أمازون الإمارات".

كما أنها شهدت تنامياً ملحوظاً في استخدام منصات الدفع الرقمي مثل PayPal وApple Pay. وتحتل الإمارات موقعاً متقدماً عالمياً على مؤشر البنية التحتية الرقمية، مما يعزز من أهمية الاقتصاد الرقمي ودوره المتنامي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

مفهوم الاقتصاد الرقمي

الاقتصاد الرقمي يُعرّف بأنه نظام اقتصادي يعتمد على التقنيات الرقمية والإنترنت لإنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات.

يُعرف أيضاً بأنه "اقتصاد الإنترنت" أو "اقتصاد الويب"، ويمثل أداة أساسية للوصول إلى الأسواق العالمية وزيادة فرص التجارة والاندماج في الاقتصاد العالمي.

تشمل أمثلة الاقتصاد الرقمي شركات رائدة مثل "جوجل" و"أمازون" و"آبل" في الولايات المتحدة، ومنصة "علي بابا" في الصين.

مميزات الاقتصاد الرقمي

يتميز الاقتصاد الرقمي بدوره الحيوي في بناء مجتمعات ذكية تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين العمليات التجارية.

كما يشمل قطاعات متعددة مثل التجارة الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء.

دور الإمارات في الاقتصاد الرقمي

تبنت دولة الإمارات الاقتصاد الرقمي كأحد المحاور الرئيسية لرؤيتها في تعزيز التنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. وأطلقت الدولة استراتيجيات طموحة مثل استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي 2023.

وقد ارتفعت مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 8% في عام 2019 إلى 9.7% في عام 2024، مع توقعات ببلوغها 20% بحلول عام 2031.

عوامل نجاح الاقتصاد الرقمي في الإمارات

1.    البنية التحتية المتقدمة: تمتلك الدولة واحدة من أسرع شبكات الإنترنت في العالم وتغطية شاملة لشبكات الجيل الخامس (5G).

2.    وزارة الذكاء الاصطناعي: الإمارات هي أول دولة تؤسس وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي في عام 2017.

3.    تقنيات متقدمة: تبنت الدولة تقنيات مثل البلوك تشين، إنترنت الأشياء، ومنصات الحكومة الذكية.

4.    تشريعات متطورة: وضعت الدولة قوانين مثل حماية البيانات الشخصية والأمن السيبراني.

5.    استثمارات في التكنولوجيا: صندوق مبادلة يدعم الشركات المحلية والعالمية في مجالات التكنولوجيا.

6.    هيئات تنظيمية فعالة: مثل هيئة تنظيم الاتصالات، هيئة أبوظبي الرقمية، ودبي الذكية.

7.    بيئة داعمة للشركات الناشئة: مبادرات مثل صندوق محمد بن راشد للابتكار والمناطق الحرة مثل مدينة دبي للإنترنت.

8.    مناطق حرة متخصصة: مثل مدينة مصدر في أبوظبي ومدينة دبي للإنترنت.

9.    سوق رئيسي للتجارة الإلكترونية: الإمارات تُعد مركزاً إقليمياً للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط.

10.   فعاليات تقنية عالمية: مثل معرض جيتكس للتقنية الذي يعزز مكانة الدولة كوجهة تقنية عالمية.

تحديات الاقتصاد الرقمي في الإمارات

1. الفجوة المهارية: الحاجة إلى تدريب وتأهيل المزيد من الكفاءات المحلية في المجالات الرقمية.

2. الأمان السيبراني: تصاعد التحديات الأمنية مع التوسع الرقمي.

3. المنافسة العالمية: ضرورة الحفاظ على الريادة وسط التطورات التكنولوجية السريعة والمنافسة الشرسة.

رؤية مستقبلية

تواصل الإمارات، بقيادة حكيمة، مسيرتها نحو التحول الرقمي من خلال استراتيجيات طموحة واستثمارات ضخمة في التكنولوجيا والبنية التحتية. ولتحقيق أهدافها، يتعين تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الأبحاث والدراسات في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

حفظ الله الإمارات، وطن الخير والعطاء، وزادها رفعة وتقدماً في مسيرتها نحو المستقبل الرقمي المزدهر.