عقدت في مصر، الخميس، القمة الـ11 لمجموعة الثماني الإسلامية أو منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي تضم بعضويتها، مصر وتركيا وإيران ونيجيريا وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا، للمرة الأولى حضورياً منذ 7 سنوات.
وشهدت القمة تسليم بنغلاديش الرئاسة الدورية إلى مصر حتى نهاية عام 2025. كما شهدت القمة جلسة خاصة بالأوضاع في غزة ولبنان، حضرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وقد كانت القمة مناسبة لاستقبال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمصر في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني لها منذ عام 2013، لتضيف طريقاً جديداً لعلاقات مصرية – إيرانية أكثر انفتاحاً وإيجابية بعد عقود متوالية من العلاقات المعقدة بين البلدين في أعقاب «ثورة 1979».
وقد تأسست هذه المجموعة في عام 1997، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتمتد من مناطق من جنوب شرق آسيا إلى أفريقيا.
ويبلغ مجموع سكان دولها نحو 1.2 مليار نسمة يشكلون 60% من مجمل السكان المسلمين وكذلك قرابة 14% من مجمل سكان العالم.
وتبلغ مساحة دول المجموعة 7.6 مليون كيلومتر مربع تشكل 5% من مجمل مساحة العالم.
وتهدف المجموعة إلى تحسين أوضاع الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وخلق فرص جديدة في العلاقات التجارية، إضافة إلى تعزيز مشاركة الدول النامية في صنع القرار على الصعيد الدولي، وتحقيق مستويات معيشة أفضل لشعوبها.
وتعد هذه القمة مناسبة لإعادة قراءة السياسة الخارجية المصرية خلال السنوات العشر الماضية، من خلال جهد توثيقي بحثي قامت به الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، وخصوصاً ما يتعلق منها بما اعتادت الدراسات السياسية تسميته "الدبلوماسية الرئاسية"، وهي التحركات واللقاءات والأنشطة التي يمارسها بنفسه رأس الدولة مع ممثلي الدول والمؤسسات الدولية سواء ثنائياً أو جماعياً، وفي حالتنا هذه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وعلى صعيد المنظمات الأممية والإقليمية والدولية، فقد أدت تلك الدبلوماسية، بالإضافة للحدث الأخير وهو تسليم رئاسة مجموعة الدول الثماني النامية لمصر، فقد تم انتخابها لعضوية مجلس الأمن الدولي (2016 - 2017)، ولرئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي ثم لرئاسة الاتحاد الأفريقي (2019)، ثم رئاسة تجمع الكوميسا (2021 - 2023)، ثم ترأس مجموعة النيباد (2023 -2025)، فضلاً عن انضمامها لمجموعة البريكس ومشاركة الرئيس السيسي في قمتها الأخيرة بروسيا، وغير هذا من المهام الدولية رفيعة المستوى.
وخلال هذه السنوات العشر، تعددت أشكال ووسائل تلك الدبلوماسية الرئاسية، سواء عبر زيارات الرئيس الخارجية، أو اتصالاته الهاتفية بقادة ومسؤولي الدول الأخرى والمؤسسات الأممية والدولية، أو مداخلاته وكلماته في عدد كبير من القمم والمنتديات الجماعية التي شارك فيها رئيس الجمهورية خلال تلك الفترة وتولى رئاسة عدد منها، سواء بصورة مباشرة أو عبر آلية الفيديو كونفرانس التي تزايد معدل استخدامها دولياً مع انتشار جائحة كورونا مطلع عام 2020، أو لقاءاته مع قادة وممثلي عدد كبير من دول العالم خلال استقبالهم في مصر.
وتوضح الأرقام والمؤشرات الإحصائية العامة للدبلوماسية الرئاسية المصرية خلال الفترة من يونيو/حزيران 2014 وحتى أبريل/نيسان 2024، عديداً من الدلالات ذات الأهمية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية.
فقد بلغ إجمالي التحركات والأنشطة ذات الصلة بالخارج التي قام بها الرئيس المصري خلال هذه السنوات العشر حوالي 2752 نشاطاً رئاسياً، ما بين زيارات خارجية ومقابلات مع زعماء وقادة ومسؤولين أجانب بالداخل، وقمم جماعية دولية وقمم ثنائية وقمم افتراضية واتصالات هاتفية، وغيرها.
ويعني هذا أن المتوسط السنوي لهذه الأنشطة هو نحو 275 نشاطاً، أي أن "الدبلوماسية الرئاسية" المصرية قد مورست لنحو 75% من أيام كل عام بمتوسط نشاط واحد يومياً، وهو ما يؤكد مدى الأهمية التي توليها قيادة الدولة المصرية للسياسة الخارجية ومختلف أنواع علاقات مصر مع دول العالم ومؤسساته الأممية والدولية.
diaarashwan@gmail.com
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة