أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة لاعبا أساسيا في كثير من الملفات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي ساحل القرن الأفريقي، وتحسب لها القوى العظمى ألف حساب وتنسق معها لإحلال السلام وتمكين قوى الخير وهزيمة قوى الشر.
الإمارات يتهمها خصومها أنها دولة تأسست حديثاً وهذا الاتهام لا تنكره الإمارات ولكن جغرافية دولة الإمارات وشعبها هو جزء من إرث العرب الضارب في قدم التاريخ وأمراء ومشايخ الإمارات التي اتحدت في 1971 هي مشايخ قديمة تعود إلى أكثر من 200 عام وقبائل الإمارات هي قبائل أصيلة وعريقة من قبائل جزيرة العرب وبالتالي جميع الدول العربية رُسّمت حدودها بواسطة الاستعمار الأجنبي وبالأخص الأوروبي بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية التي أهملت الأقاليم العربية ونهبت خيراتها وجعلت من العرب شعوبا متخلفة وجاهلة لا نهضة ولا مدنية ولا تعليم ولا أي أثر إيجابي يذكر غير المذابح والخوازيق!.
من الطبيعي أن تصبح الدول العربية حديثة التأسيس في معظمها وليس فقط اتحاد دولة الإمارات ولكن من حسن دولة الإمارات أنها توحّدت وليس تأسست لأن كل إمارة من ضمن اتحادها تأسست كما ذكرنا سابقاً قبل الاتحاد بقرون من السنين وهذه الأسباب تبطل أي ادعاء بحداثة دولة الإمارات وإنما هي حداثة اتحاد الإمارات وهذا نعترف به بكل فخر واعتزاز.
تأسست دولة الإمارات بوعي وحكمة كدولة حديثة تتطلع أن تصبح دولة مؤثرة دولة تعمل مع قوى الخير لنشر السلام والعدل والعلم ليعم الخير على شعبها وعلى الشعوب العربية.
من خلال ما تقدم لا عجب أن تحتل دولة الإمارات صدارة المؤشرات الحيوية وأن تكون خلال نصف قرن ثاني أقوى اقتصاد عربي وأن تصبح في التصنيف الرابع في العالم سياحياً وأن يصبح طيرانها الأقوى والأفضل عالمياً وأن تدير أكثر من سبعين من موانئ العالم وأن تدخل عالم الفضاء بإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ وأن تصبح أول دولة عربية تستخدم الطاقة النووية السلمية وأن تبني أعلى برج في العالم وأكبر سوق في العالم وأن يصبح شعبها من أسعد شعوب العرب وأن يصبح جيشها من أكثر الجيوش المحترفة في المنطقة العربية وأن تصبح قوتها الجوية القوة الضاربة الأولى في الوطن العربي والكثير من الإحصائيات والمؤشرات التي تدعم ريادة هذه الدولة الحديثة التي يتهمها أعداؤها بأنها حديثة وصغيرة ولكن في عالم اليوم ليس للحجم أو تعداد السكان قدر بقدر تأثير هذه الدول إيجاباً وخيراً للبشرية، فما فائدة الجغرافيا الواسعة والتعداد الكبير والتاريخ القديم إذا كانت دولة مؤذية وغير مؤثرة وغير منتجة ولا تقدم للبشرية أي خير؟
الإمارات كدولة تقوم على قوتين قوة ناعمة تنشر الخير والثقافة والعلم وقوة صلبة تضرب بإتقان قوى الشر والظلم وأعداء الإنسانية.
باختصار شديد دولة الإمارات تأسست على الخير والعدل والسلام وستظل على هذا النهج الرشيد والنموذج العربي الناصع المضيء وستمضي من إنجاز إلى إنجاز آخر حتى يسود نموذجها الصحيح باقي دول العرب بعد ما اقتنع في نموذجها شباب العرب حسب آخر استطلاعات الرأي وعلى ضوء ذلك نحن كعرب متفائلون جداً لقادم المستقبل حين يلفظ العرب قوى الشر والجهل والظلام وتصبح القيادة في يد قوى الخير والسلام والعلم كأمثال نموذج الإمارات الحديثة.
الإمارات يا عرب هي اتحاد عربي أُسس على الخير ليكون لأمة العرب نموذجها الناصع ولسانهم القارع وسندها الرادع.
ولا يسعني في هذا المقال إلا أن أترحم على الحبيب بورقيبة الزعيم التونسي الذي سبق زمانه والذي جعل من تونس لليوم رقما يزاحم في المؤشرات الحيوية بالرغم من تبدل الأنظمة بعده والتي أوقفت تقدم تونس، ولولا إرثه الصالح لأصبحت تونس اليوم دولة عالة وهامشية، سيبقى ذكره ونهجه وفكره باقيا وكذلك أنور السادات رحمة الله عليه الذي قدم سلام الشجعان مع الإسرائيليين وقدم للفلسطينيين حلا رفضوه وسيندمون عليه طويلاً، وهو أيضاً نهج الشيخ زايد بن سلطان طيّب الله ثراه الذي نشر الخير والسلام إلى كل العالم وما زالت الشعوب العربية تذكره وتترحم عليه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة