بعض الأحداث المهمة تحتاج إلى وقت لاستيعابها، وتبصُّر أبعادها، وتصوُر تداعياتها، لكن في الوقت نفسه، الأحداث الكبرى السعيدة، قد لا تتيح لك هذه الرفاهية.
أحداث تجد نفسك غير قادر على عكس بهجتك بها، وتفاعلك معها، وأتصور أن هذا هو حال الموسيقيين الإماراتيين، بعد الإعلان عن تأسيس الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
في توقيت واحد تقريباً هو العاشرة من صباح الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول 2024، وقد تعمدت كتابة العبارة بهذه الصيغة، توثيقاً للحدث الفني والثقافي التاريخي، بدأت المواقع الإخبارية الإماراتية، في تداول نبأ تأسيس هذا الصرح المهم، الذي طال انتظاره، فوُلد عملاقاً بقامة رفيعة، من خلال الإعلان عن تأسيسه برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وإسناد رئاسة مجلس إدارتها لنورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، فيما يضم مجلس إدارتها نخبة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والفنية.
يميل المؤرخون إلى استعادة المناسبات الفارقة وشديدة الأهمية لإلقاء الضوء حولها، وتحليلها وفق أحدث المعطيات والمتغيرات، كلما حال عليها الحول، ويصل الأثر الإيجابي لبعضها إلى أن يصبح ذكراه بمثابة عيد يفرح بقدومه المحتفلون والمهنئون معاً.
أعتقد أن هذا التاريخ الذي نحن بصدده الآن، مرشح بقوة لأن يصبح الأهم على الصعيد الثقافي والفني بدولة الإمارات، ليدخل بأريحية واستحقاق قائمة «حدث في مثل هذا اليوم»، محلياً، بل ربما عالمياً أيضاً، حيث ستهتم الأوركسترا، إلى جانب الاحتفاء بالتراث الموسيقي والموروث الفني الإماراتي، بالأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم، والموسيقيين على تنوع خلفياتهم الفنية.
هذه الخطوة التي تعكس اهتمام الدولة بالفنون على تنوعها، تبشر بكل تأكيد بمبادرات ثقافية وفنية أخرى، ترسخ موقع الإمارات الرائد في احتضان المؤسسات الكبرى الداعمة للثقافة والفنون والصناعات الإبداعية، لتكون منارة ملهمة للفنانين والمثقفين والمبدعين، في ظل ريادتها الحضارية الشاملة.
هنيئاً للموسيقيين والملحنين الإماراتيين بهذا الصرح الموسيقي الأهم بالدولة، تهنئة لا تستثني الموسيقيين، وعشاق الموسيقى أينما كانوا، فالتجارب الإماراتية الملهمة في جميع المجالات دائماً ما تكون نموذجاً عالمياً فريداً واستثنائياً، ونوراً ينفذ إلى شتى الآفاق ولحناً لا تخطؤه الآذان في كل الأوقات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة