تفخر دولة الإمارات بأنها، بعد أن رسخت اقتصادها ومستقبلها المزدهر على جميع المستويات، انطلقت للاستثمار في الفضاء.
وأصبحت الإمارات من الدول القليلة في العالم بجانب الدول الكبرى التي سبرت غور الفضاء. وبدأت الدولة التفكير في هذا الاتجاه منذ عقد.
ولم يتوقف قطاع الفضاء الإماراتي عن تعزيز ريادته الإقليمية والعالمية وصناعة جيل من رواد الفضاء والطواقم الإدارية والفنية الإماراتية القادرة على مواصلة النجاح في هذا القطاع وذلك منذ الإعلان عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء 2014.
وفي الأيام القليلة الماضية أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن الدولة استثمرت في قطاع الفضاء 40 مليار درهم، وأن الإنفاق على البحث والتطوير في مشاريع استكشاف الفضاء ارتفع بنسبة 14.8% مقارنة بعام 2023، وسجل القطاع نموا سنويا بنسبة 29%.
كما فازت دولة الإمارات باستضافة أكبر مؤتمر في العالم متخصص في أبحاث علوم الفضاء (COSPAR) عام 2028 والذي سيقام -للمرة الأولى- في العالم العربي، وسيجتمع خلاله أكثر من 3000 باحث وخبير وعالم، لعرض ومناقشة أهم الأبحاث العلمية في مجال الفضاء.
ولدى دولة الإمارات حاليا 5 مشاريع وطنية لاستكشاف القمر والمريخ وحزام الكويكبات. كما تشمل برامج الفضاء الإماراتية المقبلة إطلاق القمر الصناعي MBZ- Sat والمقرر في يناير/كانون الثاني 2025 والمركبة «المستكشف محمد بن راشد» لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أحد أضخم المشاريع الوطنية الإماراتية في مجال الفضاء المقرر إنجازه عام 2028.
وفي عام 2024 رسخت دولة الإمارات مكانتها في مجال الفضاء وعلومه، ففي بداية العام أعلنت عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway» بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي.
وأعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية، إطلاق مشروع الاسطرلاب الفضائي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
وواصل «مسبار الأمل الإماراتي» مهامه الهادفة لتحقيق فهم أعمق لكوكب المريخ. كما بدأ مركز محمد بن راشد للفضاء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء. وفي الأيام القليلة الماضية أعلنت شركتا «سبيس 42» الإماراتية و«آيس آي» العالمية، إنشاء مشروع مشترك لتصنيع الأقمار الصناعية الرادارية (SAR) في الدولة.
كما استضافت الإمارات في الأيام القليلة الماضية، النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء بحضور الآلاف من صانعي القرار والسياسات، وممثلي صناعة الفضاء والأوساط الأكاديمية والجهات الفضائية من القطاعين العام والخاص، لمناقشة التحديات والفرص في هذا القطاع المهم.
وتوج هذا العام بإنشاء المجلس الأعلى للفضاء والمنوط به اعتماد السياسة العامة لتنظيم قطاع الفضاء وتحديد الأولويات الوطنية للدولة في هذا القطاع وتأهيل الكوادر الوطنية في جميع المجالات المتصلة بالفضاء. فهنيئا للدولة ومواطنيها بتلك الإنجازات التي تضمن للإمارات مكانة رائدة في المستقبل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة