جامعة نيويورك أبوظبي: الابيضاض يهدّد الشعاب المرجانية في الخليج العربي
مياه الخليج العربي الضحلة يمكن أن تصل إلى درجات حرارة تعتبر قاتلةً للشعاب المرجانية، على امتداد فترات الصيف.
توصّل باحثون في جامعة نيويورك أبوظبي إلى أنّ الشعاب المرجانية في الخليج العربي تصبح أكثر عرضةً للابيضاض، حين تكون الرياح الصيفية الخفيفة غير كافية لتبريد سطح المياه.
واستخدم الباحثون في الدراسة التي نُشِرت بمجلة "فرونتيرز إن مارين ساينس"، أجهزةً حديثةً لتسجيل بيانات درجة الحرارة.
وتعدّ الشعاب المرجانية في مياه الخليج العربي الأكثر تحملاً للحرارة في العالم، لكنها ليست منيعة أمام شدّة ارتفاع الحرّ، المرتبطة بظاهرة الاحتباس، والتي تُلحِق الضرر بالشعاب المرجانية في أماكن أخرى من أرجاء المعمورة.
وبغياب هذا النوع من الرياح المعروفة بـ"رياح الشمال"، يمكن لمياه الخليج الضحلة أن تصل إلى درجات حرارة تعتبر قاتلة للشعاب المرجانية على امتداد فترات الصيف، وفق جون بيرت، الأستاذ المساعد في البيولوجيا لدى جامعة نيويورك أبوظبي، وفرانشيسكو باباريلا، الأستاذ المساعد في الرياضيات بالجامعة ذاتها.
ومع استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، من المتوقع نظرياً أن تظل الشعاب المرجانية في الخليج عرضةً لخطورة الابيضاض إذا طال تأثير التغيرات المناخية، رياح المحيط الهندي الموسمية، التي تمهّد لرياح الشمال.
وتشحب الشعاب المرجانية في هذه المنطقة أو تتحول إلى اللون الأبيض عندما تعكّرها الحرارة أو التلوث، ما يسفر عن طردها لطحلب بحري يعيش داخل أنسجتها ويسمى "زوزانتلا"، حيث يعمل على تزويد الشعاب بلونها.
وجمع كل من بيرت وباباريلا البيانات من 3 مستعمرات مرجانية كبرى موجودة في مياه أبوظبي جنوب الخليج، وهي جزيرة السعديات ورأس غناضة والضبعية.
وتتميّز هذه المواقع بالعمق ذاته والبعد عن الشاطئ، كما تعتبر من أكثر التجمعات المرجانية غزارةً في القسم الجنوبي من الخليج العربي.
ويستمر تزايد تواتر وحدّة ظاهرة ابيضاض المرجان في العالم والخليج العربي مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحار.
وقال جون بيرت: "أصبحت حوادث ابيضاض المرجان تظهر بتواتر متزايد في الخليج العربي خلال العقود الأخيرة، وكان صيف 2017 أكثر المواسم سوءاً".
وكشف بيرت وفريقه بالتعاون مع هيئة البيئة في أبوظبي، عن خسارة ما يفوق ثلاثة أرباع الشعاب المرجانية في جنوب الخليج العربي بين صيف 2017 وربيع 2018، لأسباب متعلقة بالابيضاض وتفشي الأمراض اللاحقة لذلك.
وأضاف بيرت: "نواصل، عبر تعاوننا مع هيئة البيئة في أبوظبي، مراقبة هذه الشعاب بحثاً عن علامات تدل على التعافي طويل الأمد".
من جانبه أفاد فرانشيسكو باباريلا: "يعتمد نجاح جهود حماية البيئة بشكل أساسي على فهم كيفية عملها، وتُشكّل الخبرة التي تقدّمها جامعة نيويورك أبوظبي في مجال النمذجة الرياضية البيئية ركيزة مهمة لتخطيط وإدارة وتقييم الإجراءات الوقائية".
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز