رئيسة وزراء نيوزيلندا.. نجم ساطع أطفأه عنف العصابات وارتفاع الأسعار
من نجم ساطع خارجيًا إلى مسؤول حكومي مأزوم داخليًا، هكذا بدت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، والتي تعاني تراجع التأييد الشعبي.
ففي الوقت الذي تعتبر فيه رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، بالخارج نجما ساطعا، فإن المسؤولة الحكومية بدأت تفقد بريقها داخل وطنها؛ بعد أن تراجعت مستويات تأييد حزبها في استطلاعات الرأي، مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر لها العام المقبل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن أرديرن ما زالت نجمة ليبرالية رائدة؛ فالمسؤولة الحكومية ألقت خلال زيارة أجرتها مؤخرًا إلى الولايات المتحدة، خطابا في جامعة هارفارد، وأطلقت النكات مع الكوميديان الأمريكي ستيفن كولبرت، والتقطت صورًا مع الرئيس جو بايدن بالمكتب البيضاوي.
نجم "خافت"
وأشارت إلى أن الأضواء كانت تلاحق رئيسة وزراء نيوزيلندا أينما حلت، بعد عدة نجاحات لها في تمرير القيود على الأسلحة والتعامل مع جائحة فيروس كورونا.
إلا أن نجمها داخل وطنها بدأ يخفت؛ بفعل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والإيجارات، مما أرهق النيوزيلنديين، بالإضافة إلى انفجار عنف العصابات، والذي تسبب في صدمة لسكان الضواحي الذين لم يعتادوا القلق بشأن سلامتهم.
تلك الأزمات تسببت في شكوك عميقة داخل البلاد، من إمكانية نجاح أرديرن في تحقيق التغيير الذي وعدت به بشأن المشاكل العامة الذي تعاني منها بلادها، خاصة مع ارتفاع أسعار الإسكان إلى مستويات عالية جدا، وزيادة انبعاثات الكربون، وارتفاع معدلات الفقر بين الأطفال، بحسب بحسب "نيويورك تايمز".
وأظهرت استطلاعات الرأي حصول حزب العمال اليساري المعتدل الذي تنتمي إليه أرديرن على أدنى مستويات دعم خلال خمسة أعوام، بينما تقترب الانتخابات القادمة في 2023.
إحباط محلي
وإلى ذلك، قال الكاتب الليبرالي والمحاضر بجامعة أوتاجو في دنيدن، مورغان جودفيري، إن تلك التطورات تعكس "غيابا" عن المسائل التي تهم الناخبين، مشيرًا إلى أن النيوزيلنديين الذين يرون هذا يوميا يشعرون بالإحباط من عدم وجود تغيير.
وأضاف الكاتب الليبرالي: "لكن إذا نظرت من الخارج، فأنت لا ترى الافتقار إلى السياسة، بل ترى الشخصية. وهذا هو حيث يظهر عدم التطابق".
وتمكنت أرديرن من بناء مكانة دولية كقائدة نسوية تقدمية وعطوفة، والتي برزت أكثر عندما اجتاحت موجة من الشعبوية اليمينية الولايات المتحدة ودول أخرى، ما مكنها من الحصول على قوة غير مسبوقة لقائد دولة صغيرة.
وخلال فترة ولايتها الأولى، تمكنت من الفوز بإشادة واسعة النطاق مع قيادتها لبلدها في أعقاب مذبحة كرايستشيرش التي وقعت في العام 2019 وجائحة كورونا.
حرب موحدة
فبعد أيام من حادث إطلاق النار بالمسجد، أعلنت عن حظر شامل للأسلحة العسكرية، فيما تحركت سريعًا بعد وصول جائحة فيروس كورونا إلى بلادها، من خلال عمليات الإغلاق والضوابط على الحدود، مع الحفاظ على الحياة الطبيعية إلى حد كبير.
وساعد نجاحها خلال فترة الجائحة، حزبها على الفوز بأغلبية برلمانية مطلقة خلال الانتخابات الماضية، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، للمرة الأولى التي يفوز فيها أي حزب بأغلبية منذ تحولت البلاد إلى النظام الانتخابي الحالي في 1993.
إلا أنه مع رفع معظم القيود المرتبطة بالفيروس، خسرت حكومة أرديرن حربها الموحدة ضد الجائحة، وفقدت معه الدعم الحزبي، لتظل قضايا التضخم المرتفع، وزيادة عنف السلاح، والتقدم الضئيل، والتي أربكت نيوزيلندا لعقود، عالقة، فيما يشكك محللون سياسيون في قدرة أرديرن على تحقيق إنجازات بأي من المشاكل طويلة الأمد لمساعدتها في تحسين وضعها.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز