مسلمو نيوزيلندا.. جزء من نسيج اجتماعي فعال لا ينفصم
المسلمون الموجودون في نيوزيلندا منخرطون داخل النسيج المجتمعي للبلاد ولهم مكانة عالية في مجال الأعمال بالبلاد.
شهدت نيوزيلندا، الجمعة، عملية إرهابية هي الأسوأ في تاريخها الحديث بعد قيام يميني متطرف باقتحام مسجد عقب صلاة الجمعة وإطلاق النيران على المصلين، ما أدى إلى سقوط أكثر من 50 قتيلاً وعدد مماثل من المصابين تقريباً.
لم تشهد نيوزيلندا حوادث بتلك البشاعة على الرغم من التعددية الدينية الموجودة داخلها وانتشار دور العبادة المختلفة بها، إلا أنه كان هناك بعض الحوادث الفردية التي لم تتجاوز الاعتداء اللفظي.
نسيج أصيل
المسلمون الموجودون في نيوزيلندا منخرطون داخل النسيج المجتمعي للبلاد ولهم مكانة عالية في مجال الأعمال بالبلاد ويسهمون في سد عجز العمالة لبعض الحرف.
ومعظم المسلمين هناك من الطبقات الكادحة والقليل منهم من الفنيين المدربين ومنهم بعض الأعيان؛ حيث عرف المسلمون نيوزيلندا منذ 80 عاماً، وقت أن كانت مستعمرة تحت التاج البريطاني.
وحسب تقديرات غير رسمية فإن مسلمي نيوزيلندا يبلغ عددهم 46,194 نسمة ما يعادل 1.04% من مجموع سكان البلاد.
ويعتبر الإسلام في نيوزيلندا من أكثر الديانات نمواً، حيث ازداد عدد السكان المسلمين 6 أضعاف بين عامي 1991 و2006.
وحسب تصنيف وزارة التنمية الاجتماعية النيوزيلندية فإن نحو 77% من المسلمين الموجودين بها مولودون في الخارج وأغلبهم من الهند، حيث تبلغ نسبة الهنود من بين المسلمين نحو 29%، أما نسبة مسلمي الشرق الأوسط فتبلغ نحو 21%، وهم من العرب.
وصول الإسلام إليها
تاريخيا.. وصل الإسلام إلى نيوزيلندا عام 1390 حيث هاجر مسلمون من جنوب شرق آسيا إليها وانخرطوا في نسيج المجتمع وكان لتأثيرهم دافع لعدد من السكان الأصليين لاعتناق الإسلام.
وأنشئ أول مسجد في نيوزيلندا عام 1970 في مدينة أوكلاند، كما يوجد نحو 11 مسجداً، ويؤم أحد هذه المساجد أحد مبتعثي الأزهر الشريف في مدينة "بالمستنورث".
ولعل أكثر المدن النيوزيلندية التي يوجد فيها مسلمون أوكلاند والعاصمة ولنغتون وكرايستشيرش، التي شهدت الحادث الإرهابي الغادر.
يمين متطرف وحكومة واعية
الحياة الحالية للمسلمين في نيوزيلندا قبل الحادث الإرهابي الذي أدانه العالم شرقاً وغرباً كانت مستقرة بشكل كبيرة، وقلما تعرض أحدهم لحادث عنصري أو متطرف.
وبوعي سياسي عالٍ كانت الحكومة النيوزيلندية دوماً حاسمة في مسألة تعرض أي مسلم من قبل عناصر اليمين المتطرف والمناهضين للهجرة لمضايقات، إذ كانت تتخذ إجراءات شديدة ضد المتجاوزين تصل إلى السجن أو الغرامة.
ولعل ما يبرز وعي حكومة نيوزيلندا في الإدانة والاستنكار الصريح والسريع الذي قامت به رئيسة وزراء نيوزيلندا وجاسيندا أرديرن للهجوم الإرهابي، وكانت من أوائل من وصفوا الهجوم على المسجدين الذي أسقط 49 مسلماً بأنه "عمل إرهابي".
الأهمية التي يمثلها مسلمو نيوزيلندا داخل المجتمع تجعلهم جزءاً من نسيجه يصعب أن ينتثر ويدفع الحكومة هناك للحفاظ عليه بعد أن أصبحوا إحدى ركائز الاقتصاد.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز