يعتقد البعض أن أي خبر منسوب لوكالة أنباء غربية معروفة ومشهورة هو خبر صحيح ويحظى بالمصداقية المطلقة.
وهذا الاعتقاد السائد لدى البعض هو أمرٌ خاطئ، سيما وأننا في عصر يتم فيه التأكد من فحوى الأخبار بسهولة.
وقد دأبت بعض وسائل الإعلام ذائعة الصيت، في دول مثل أمريكا أو أوروبا على توظيف بعض الأشخاص الذين يتم "شراء ذممهم" المهنية بسهولة، ويتبوأ هؤلاء بعد ذلك مناصب رفيعة أحياناً داخل منظومة العمل الإعلامي، ليشرعوا بعد ذلك في تأليف أخبار ثبت زيفها وبطلانها.
وربما يكتب أحد المغردين في "تويتر" تغريدة قليلة الكلمات، تكون أصح بملايين المرات من خبر يتم نشره وتغطيته لصالح جهات سياسية أو حتى دينية لها أجندات تخدم دولاً بعينها، وتتماهى مع سياسات أحزاب وجماعات هدفها تدليس الأخبار وشيطنة بعض البلدان، واستهداف المواطن العربي كما الرأي العام بخبر أو معلومة غير واقعية، هي صنعةٌ برع فيها الإخوان المسلمون، الذين تم فضحهم في الشرق الأوسط، لا سيما بعد تصنيف العديد من دول الخليج العربي ومصر لهم كجماعة إرهابية.
وإذا كانت حقوق الإنسان مسألة مقدسة، بعيداً عن الشعارات والعبارات الفارغة، فإن مكافحة الإرهاب وخطره، وضرب المليشيات المتطرفة وتدميرها هي أعظم وسيلة للحفاظ على حقوق الإنسان وحقه الأبرز بالعيش الكريم، دون السماح لمنظمات متشددة بقتله أو تشريده.
وما فعلته السعودية - على سبيل المثال - في اليمن، بصفتها الدولة التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية هناك، هو أكثر عمل جادٍ لإعلاء مبادئ حقوق الإنسان، فمنع الحوثي الإرهابي الانقلابي من تنفيذ مشروعه الخبيث في هذا البلد المنكوب، هو جهد جبار تُشكر عليه المملكة وحلفاؤها.
لأن الذين يسعون من دول ومنظمات لإدارة الصراع في اليمن وليس إنهاء فصوله يتآمرون بشكل أو بآخر على المواطن اليمني ومستقبله، ولم نجد كعرب من تحركات المبعوثين الدوليين وجولاتهم، سوى المساواة بين الجلاد والضحية، والمساومة على حياة أشخاص يعانون كل يوم.
ولم يجد اليمن مؤخراً عوناً حقيقياً له أو دولاً تمد لشعبه يد المساعدة دون قيد أو شرط مثل السعودية والإمارات، فهاتان الدولتان بذلتا الغالي والنفيس، من أموالهما وعملهما وحياة جنودهما في سبيل إنجاح عملية تحرير اليمن من سطوة منظمة متطرفة، هدفها إعادة اليمن إلى العصور الحجرية.
والخطاب الإعلامي كما الخطاب السياسي للرياض وأبوظبي، كان ولا يزال خطاباً يمزج بين مفاهيم الاستقرار وعناوين السلام في اليمن، لأن أمن صنعاء من أمن عواصم الخليج العربي الأخرى، بل إن استتباب الأوضاع في اليمن له مفاعيل إيجابية على حركة التجارة الدولية في مضيق باب المندب وبقية المناطق الاستراتيجية.
وفي منطقتنا العربية توجد قنوات إخبارية ناطقة بالعربية، ولكن هواها معادٍ كل العداء للعرب ودول الخليج العربي، وتلك القنوات هي أشبه ما تكون بدكاكين صفراء، ضمت في مكاتبها شذاذ الآفاق والأخلاق، الذين يعيشون على السب والشتم، ويصبحون على بث الشائعات ويمسون على اختيار الأخبار التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ولعل المواطن العربي الخليجي لديه مناعة قوية حيال فيروس الأخبار الكاذبة، فهو مؤمن بحكمة قادته وواثق بقدرة حكوماته على إحداث كل جديد مفيد في حياته، وتقديم الأفضل له من تعليم وخدمات وتطور ونهضة، لكن البعض يشربون أحياناً من كؤوس السم الزعاف الذي يبث في نشرات أخبار محطات فضائية تمارس الإرهاب الإعلامي الذي يدعم كماً وكيفاً ممارسات المليشيات الإرهابية العاملة على الأرض العربية والناشطة في الميدان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة