عملية تركية مرتقبة ضد الأكراد بسوريا.. واشنطن حائرة بين حليفين
كشفت مجلة أمريكية النقاب عن سعي إدارة الرئيس جو بايدن إلى تحقيق التوازن الصحيح في التعامل مع تركيا.
وأشارت مجلة "نيوزويك" في تحليل يسلط الضوء على العلاقات الأمريكية التركية، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى إلى تحقيق التوازن الصحيح في التعامل مع تركيا، لأنها تهدد بشن هجوم بري ضد شركاء الولايات المتحدة في سوريا، بينما تلعب في الوقت نفسه دورًا دبلوماسيًا رئيسيًا في خضم الحرب الروسية بأوكرانيا.
وبعد أربع هجمات برية عبر الحدود في سوريا على مدى السنوات الخمس الماضية، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا وتكرارًا هذا العام بشن هجوم خامس ردًا على ما يراه وجودا مستمرا لحزب العمال الكردستاني المحظور في شمال شرق سوريا.
وزادت التحذيرات في وقت سابق من هذا الشهر بعد هجوم انتحاري ألقي باللوم فيه على حزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة العشرات في شارع الاستقلال الشهير بإسطنبول، ونفى حزب العمال وقوات سوريا الديمقراطية صلتهما بالتفجير، الذي وقع في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وينظر المسؤولون الأتراك إلى عدد من الجماعات التي يقودها الأكراد، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب التابعة لها، على أنها أذرع مسلحة لحزب العمال الكردستاني.
وذهب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إلى حد رفض تعازي الولايات المتحدة في تفجير إسطنبول بحجة أن واشنطن كانت متواطئة في الفعل بسبب دعمها للفصائل الكردية عبر الحدود.
وتقول قيادة قوات سوريا الديمقراطية إنها تواجه وضعاً مريعاً، وقال نوروز أحمد، من القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، أمام مائدة مستديرة افتراضية "هذه المرة، نعتقد أنهم جادون للغاية في شن هذه العملية البرية".
وردا على سؤال للمجلة الأمريكية، عما إذا كان قلقا بشأن التزامات واشنطن الدائمة تجاه قوات سوريا الديمقراطية، قال إنه حتى الآن، "تشير جميع المواقف التي تم الإعلان عنها بشكل علني وسري من الولايات المتحدة إلى قوات سوريا.
وأضاف أحمد، أن التوقيت مناسب لأنقرة بشكل خاص، ليس فقط بسبب انتخابات العام المقبل، والتي سيتنافس فيها أردوغان على تمديد رئاسته، ولكن أيضًا لأن "الكثير من الدول مشغولة جدًا بما يحدث في أوكرانيا"، حيث اندلعت الحرب واستحوذت على قدر كبير من اهتمام السياسة الخارجية من كل من موسكو وواشنطن.
وتابع: أنه حتى الآن، "تشير جميع المواقف التي تم الإعلان عنها بشكل علني وسري من الولايات المتحدة إلى قوات سوريا الديمقراطية إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بكل ما هو مشترك في مصالح قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة "، لكنه أضاف "سنرى ما يخبئه المستقبل".
مطلب تركي من أمريكا
وفي الوقت نفسه، طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الولايات المتحدة الخميس بإبداء التفهم إزاء عملية عسكرية جديدة قد تطلقها بلاده في سوريا، بعدما عبّرت واشنطن عن "معارضتها القوية" لمثل هذه الخطوة.
ونقلت "رويترز" عن أكار في تصريحات "طلبَت الولايات المتحدة منا إعادة التقييم. وأوضحنا لهم مواقفنا وشواغلنا وطلبنا منهم الوفاء بتعهداتهم. وأكدنا أنه ينبغي عليهم فهمنا".
وأضاف أن تركيا طلبت أيضا من الدول الحليفة التي لها وجود عسكري في سوريا عدم السماح للمليشيات المحلية برفع أعلامها واستخدام زيها العسكري، وقال "نذكّرهم بضرورة إبعاد الإرهابيين عنهم، ويتعين عليهم في النهاية قطع علاقاتهم مع المنظمات الإرهابية".
وأبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الأربعاء، نظيره التركي "بمعارضته القوية" لأي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، وعبر عن قلقه إزاء تصاعد الوضع في البلاد.