جامعة نيويورك أبوظبي ترصد تكسّر الأنهار الجليدية في جرينلاند
الجبل الجليدي المنفصل من نهر هيليم في جرينلاند يمكن أن يشغل المساحة التي تمتد من جنوب حي مانهاتن في مدينة نيويورك وحتى وسط المدينة.
قام فريق بحثي يضم علماء من جامعة نيويورك أبوظبي وجامعة نيويورك بتصوير مقطع فيديو رصد ظاهرة انفصال جبل جليدي بطول 4 أميال عن أحد الأنهار الجليدية في شمال جرينلاند، وذلك بهدف تسليط الضوء على إحدى الظواهر الرئيسية المسببة لارتفاع مستويات منسوب مياه البحار حول العالم.
ويمكن للجبل الجليدي المنفصل من نهر هيليم الجليدي في جرينلاند أن يشغل المساحة التي تمتد من جنوب حي مانهاتن في مدينة نيويورك وحتى وسط المدينة.
ويتوفر رسم توضيحي لأبعاد الجبل الجليدي هنا.
وتعليقاً على ذلك، قال ديفيد هولاند، الأستاذ بجامعة نيويورك أبوظبي وأستاذ الرياضيات في "معهد كورانت للعلوم الرياضية" بجامعة نيويورك، والذي تولى قيادة فريق البحث: "يعد ارتفاع منسوب مياه البحار حول العالم إحدى الظواهر المثبتة علمياً وذات الأهمية البالغة. فمن خلال معرفة كيفية حدوثه، يمكننا أن نشهد عن كثب مدى التأثير المهم الذي يتركه على عالمنا".
ويتاح مقطع الفيديو الذي يوضح ارتفاع منسوب البحار نتيجة لانفصال كتلة الجليد المذكورة وذوبانها في المحيط هنا.
ويمكن لهذه الظاهرة، التي تُعرف أيضاً باسم الانفصال الجليدي (أي انكسار كتل ضخمة من الأنهار الجليدية)، أن تنطوي على فائدة معرفية بالغة الأهمية بالنسبة للعلماء وصنّاع القرار على حد سواء.
بدورها، قالت دينيس هولاند، منسّقة الخدمات اللوجستية في "مركز التغيرات في مستوى سطح البحر" التابع لجامعة نيويورك أبوظبي و"مختبر ديناميكيات السوائل البيئية" بجامعة نيويورك، والتي قامت بتصوير ظاهرة الانفصال الجليدي: "تنطوي معرفة كيفية وأنماط حدوث ظاهرة الانفصال الجليدي على أهمية بالغة بالنسبة إلى عمليات المحاكاة لكونها تحدد مدى ارتفاع منسوب مياه البحار حول العالم. وكلّما زاد فهمنا لآلية حدوث هذه الظاهرة أصبح بإمكاننا تصميم عمليات محاكاة أكثر دقة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعدنا على توقّع وتحديد مسار التغير المناخي".
وبدأت عملية تصوير ظاهرة الانفصال الجليدي يوم 22 يونيو الماضي الساعة 11:30 ليلاً، واستمرت لمدة 30 دقيقة تقريباً (وتم اختصار مقطع فيديو الانفصال الجليدي إلى حوالي 90 ثانية).
ويُظهر المقطع عملية انفصال الجبل الجليدي مسطّح الشكل، وتحركه بعيداً عن النهر الجليدي.
وأثناء حدوث ذلك، فإن عدداً من الكتل الجليدية طولانية الشكل - والتي تُعرف أيضاً باسم "أبراج الجليد" - تنفصل وتسقط في الماء. وبعدها تتحرك زاوية الكاميرا لتصوّر تحرك الجبل الجليدي في المضيق، والذي ينكسر إلى قسمين، ما يؤدي إلى انشطار القسم الأول إلى جزأين وانقلابهما في المياه.
وتوضح دينيس هولاند فائدة هذا المقطع بالقول: "لا شك أن نطاق أنماط التشكّل المختلفة لهذه الكتل الجليدية سيساعدنا على إعداد نماذج حاسوبية أفضل لمحاكاة وتكوين نماذج أفضل عن ظاهرة الانفصال الجليدي".
وتشير إحدى التقديرات التي صدرت في عام 2017 إلى أن ذوبان كامل الغطاء الجليدي في المنطقة الغربية من القطب الجنوبي سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار 10 أقدام، وهو ارتفاع يكفي لغمر المناطق الساحلية حول العالم - بما في ذلك مدينة نيويورك- بالمياه.
وتسبب نهر ثويتس الجليدي حتى الآن، الذي أنتج كتلة مياه تعادل حجم بريطانيا العظمى أو ولاية فلوريدا تقريباً، بحوالي 4% من ارتفاع مستوى سطح البحر عالمياً، وهو ضعف الحجم الذي تم تسجيله في أواسط تسعينيات القرن الماضي.
ويعكف فريق الباحثين حالياً على دراسة العوامل والقوى المسببة لارتفاع منسوب مياه البحر، وهي الظواهر الحديثة التي أثارت اهتمام العلماء خلال العقود الماضية لكونها تشير إلى واحدة من أبرز المشكلات العالمية الناجمة عن التغير المناخي، وذلك بموجب منحة من "مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية" لإجراء البحث الذي يتمحور حول نهر ثويتس الجليدي.
ويتم إجراء هذا البحث من قبل "مركز التغيرات الحيوية في مستوى سطح البحر" التابع لجامعة نيويورك أبوظبي و"مختبر ديناميكيات السوائل البيئية" بجامعة نيويورك، تحت إشراف البروفيسور ديفيد هولاند.