الهند وباكستان.. الأزمة إلى أين؟

مع قصف الهند مواقع باكستان الأربعاء يبدو أن الخيط الرفيع بين التصعيد وضبط النفس على وشك أن يتلاشى.
بعد وقت قصير من قيامها بشنّ ضربات عسكرية على 9 مواقع في باكستان، أعلنت الهند أن "العدالة قد تحققت" حيث اختارت نيودلهي الانتقام بعد الهجوم الذي وقع في إقليم كشمير المتنازع عليه في أبريل/نيسان الماضي وحملت الهند إسلام آباد مسؤوليته.
وفي الوقت الذي يراقب فيه العالم بقلق الاشتباكات بين الهند وباكستان، قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن السؤال المطروح الآن هو إلى أي مدى سيصل هذا التصعيد، وهل يمكن أن يتحول إلى حرب بين الخصمين النوويين؟
وعلى الرغم من الرسائل العسكرية الصادرة عن نيودلهي، لا تشير اللغة الحذرة إلى صراع مفتوح منفلت، إنما تشير إلى تاريخ من الأعمال الانتقامية والمواجهات المُدبّرة.
وعلى الفور، أكدت الهند أنها "لم تستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية"، وأنها أظهرت بدلا من ذلك "ضبطًا كبيرًا في اختيار الأهداف وأسلوب التنفيذ" كما أبلغت العالم، وإسلام آباد أن ضرباتها كانت "مركزة ومدروسة وغير تصعيدية بطبيعتها".
ورغم مشاعر القلق، يأمل الدبلوماسيون أن يكون التصعيد المماثل الذي وقع قبل 6 سنوات نموذجًا يُحتذى به لكيفية تبديد التوتر الحالي.
ففي أوائل عام 2019، أسفر تفجير بولواما عن مقتل 40 فردًا من القوات شبه العسكرية الهندية وفي ذلك الوقت ردت نيودلهي بغارات جوية على ما وصفته بأنه معسكر تدريب لمسلحين في بالاكوت، وهو الادعاء الذي رفضته إسلام آباد، التي قالت إنه غابة غير مأهولة وفي اليوم التالي، شنّت باكستان غارة انتقامية، وبعد اشتباك جوي، سقط طيار هندي في الأسر.
ورغم التصعيد آنذاك إلا أن الخصمين تمكنا من التراجع عن حافة الهاوية وادّعى كل منهما النصر، وشعر بأنه قادر على إخبار شعبه بأن حقه قد تم الوفاء به.
واليوم شنت الهند غارات جوية وستتجه جميع الأنظار إلى باكستان لترى كيف سيرد جيشها وهو ما يجعل المنطقة تسير مرة أخرى، على حبلٍ مشدود صعب بين التصعيد وضبط النفس.
وبعد الضربات التي شنتها الهند، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن هجوم الهند "عمل حربي"، وقال إن أي رد عسكري سيكون مبررا.