صحيفة: صحراء النيجر تتحول لجبهة ضد الهجرة والإرهاب
عاصمة النيجر تشهد بناء سفارات وقواعد عسكرية ضمن مشروع غربي لمكافحة الهجرة والإرهاب.
تشهد دولة النيجر حالياً قيام قواعد عسكرية أجنبية ومباني سفارات جديدة وسط سعي دول الغرب لتحويلها إلى جبهة استراتيجية لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية في إفريقيا.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنه " بينما تتحول النيجر، التي تعاني من الفقر وتقع في الحزام الجنوبي للصحراء الإفريقية، سريعا إلى أحد أكثر المراكز الاستراتيجية في العالم، ينقل المهربون في الظلال المهاجرين والأسلحة والمخدرات عبر المنطقة التي ينعدم فيها القانون".
وأضافت أن" نيامي أصبحت مقرا لمشروع غربي بتكلفة تصل إلى مليارات الدولارات بهدف وقف مسار تدفق المهاجرين من غرب إفريقيا إلى البحر المتوسط ثم السواحل الأوروبية، وكذلك مكافحة انتشار الإرهاب في منطقة الساحل، وهي منطقة قاحلة جنوب الصحراء."
ويقول المؤيدين إن الاستراتيجية تحصن النيجر ضد التهديدات الأمنية، إلا أن المعارضين يرون أنها ستجعل من البلاد هدفا للإرهابيين.
ويرى السكان المحليون أن المناطق المركزية في نيامي باتت حاليا تحت إدارة المؤسسات الدبلوماسية الغربية المحصنة، والتي توصف أحيانا بـ"المنطقة الخضراء" أو "عش الجواسيس".
وباتت النيجر أكثر دولة تتلقى دعما ماليا من الاتحاد الأوروبي ضمن السعي للحد من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى بلادهم؛ حيث تعمل قوات جيوش دول الغرب من 9 قواعد عسكرية على الأقل في النيجر.
وفي الوقت نفسه، أوشكت الولايات المتحدة على الانتهاء من بناء قاعدة جوية كبيرة في منطقة أجاديز، بينما بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحليق طائرات مسلحة بدون طيار من مدرج طائرات على أطراف بلدة ديركو.
وأكدت الصحيفة أنه" رغم إشادة دول الغرب باستراتيجية تحويل النيجر إلى حصن إقليمي لمكافحة الهجرة والإرهاب، إلا أنها تأتي بمخاطر كبيرة؛ حيث يخشى السكان المحليون أن تجرف تلك الاستراتيجية بلادهم إلى قلب الصراع الإقليمي."
وبحسب الصحيفة فإن المحليون والمنظمات غير الحكومية ونشطاء المعارضة يتهمون حكومة النيجر باستخدام الدعم الدولي لتحييد المعارضين واختلاس ملايين من الدولارات القادمة كدعم، وهي اتهامات تنفيها الحكومة".
ويتهامس الدبلوماسيون والمعارضة والمحليون حول الخوف المتزايد للرئيس إدريس يوسف وكبار مسؤوليه من اندلاع انقلاب عسكري، وهو أمر شائع في النيجر عبر تاريخها.
تسبب تدخل الاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة في تجريم العديد من عمليات نقل البضائع والناس من غرب إفريقيا إلى الصحراء القائمة منذ قرون والتي يعتمد عليها اقتصاد النيجر، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ونتيجة لذلك، اتجهت بعض قبائل الطوارق من نقل البضائع، الذي امتهنوه منذ قرون، إلى تهريب الأسلحة والمقاتلين والأموال إلى الجماعات الإرهابية الغنية، بينما يكافح المهاجرون الذين يموت العديد منهم خلال محاولاتهم الفاشلة للمرور للعثور على مسار جديد إلى البحر المتوسط.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز