مأساة نيجيري كان عبدا في ليبيا.. يعاني التشرد والجوع مع الحرية
فيكتور واحد من عدة مئات من النيجيريين الذين أعيدوا إلى أوطانهم من ليبيا بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة، لكن ظروفه باتت أكثر مأساوية
فيكتور (21 عاما) مثله مثل أقرانه في نيجيريا يرتدي ملابس غير رسمية عبارة عن قميص (تيشيرت) وسروال رياضي مريح ويعتمد قصة شعر عصرية، لكن ما يميزه عن الآخرين أنه عبد سابق.
التقت شبكة "سي إن إن" الأمريكية فيكتور لأول مرة في أكتوبر الماضي، بعد أيام من إنقاذه من أيدي المهربين في ليبيا والظروف الأكثر ترويعاً هناك. كان فيكتور راقداً على أرضية مركز احتجاز مزرية منهكاً ومحبطاً وفي أمس الحاجة إلى العودة للمنزل.
في يناير كان فيكتور واحداً من عدة مئات من النيجيريين الذين أعيدوا إلى أوطانهم من ليبيا بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة، والآن وبعد عودته إلى منزله في ولاية إيدو يفكر في محاولاته البائسة للوصول إلى أوروبا، قائلًا إن كل شيء بدأ برغبة في حياة أفضل لوالدته وأشقائه الأصغر.
وأضاف بينما يقاوم دموعه: "أفعل كل شيء من أجلهم".
مركز اتجار في نيجيريا
تعتبر قصة فيكتور شائعة في هذا الجزء من العالم، حيث إن ولاية إيدو عبارة عن مركز اتجار، وإحدى أكبر نقاط المغادرة في أفريقيا؛ فكل عام يتم تهريب آلاف المهاجرين بطريقة غير شرعية عن طريقها، هؤلاء المهاجرون هم لاجئون هاربون من الصراع أو مهاجرون لأسباب اقتصادية بحثاً عن فرص أفضل، ومعظمهم باعوا كل شيء يملكونه من أجل الإنفاق على الرحلة.
بعد مشاهدة فيكتور لصور شاركها أصدقاؤه عبر وسائل التواصل الاجتماعي توضح نجاحهم في الوصول إلى أوروبا، قرر هو أيضاً دفع المال لمهربين ليأخذوه عبر المسار نفسه إلى إيطاليا.
وفي يوليو عام 2016 استقل فيكتور وعشرات النيجيريين الآخرين حافلة عامة متجهة إلى كانو، الواقعة في شمال نيجيريا، ومن هناك استقلوا حافلة أخرى إلى أغاديز في النيجر، قبل السفر بسيارة إلى سبها الواقعة بجنوب غرب ليبيا. فيكتور أنفق مدخرات حياته على هذه الرحلة.
8 أشهر مروعة
كان فيكتور مبتهجاً حال وصوله ليبيا؛ فقد أصبحت وجهته المرغوبة أخيراً قريبة منه. لكن تفاؤله اختفى عندما أخبر المهربون المجموعة أن ثمن الرحلة بعد ليبيا لم يدفع، فأصبح المهربون هم المحتجزين، مطالبين كل مهاجر بدفع 1000 دولار أخرى.
وبالنظر إلى عدم قدرة أحد على دفع المال تم اقتيادهم تحت تهديد السلاح باتجاه الحافلات المتوقفة لنقلهم إلى مزرعة قريبة وبيعهم كعبيد. وقال فيكتور إنهم هناك قاموا بأعمال شاقة وتعرضوا للضرب، وأجبروا على الاتصال بعائلاتهم لطلب فدية ربما تؤمن لهم الحرية.
مرت 8 أشهر منذ نقل فيكتور للحجز، لكن تمكنت والدته من اقتراض مال كاف لإطلاق سراحه.
بعد تخلصه من المهربين واحتجازه بمركز لاحتجاز المهاجرين في ليبيا، كان من المفترض أن تكون العودة إلى المنزل بمثابة لم شمل سعيد، لكن علم فيكتور بشأن عدم تمكن أهله من دفع الإيجار بسبب الفدية وطردهم.
عبء
فطر قلب فيكتور عندما علم بالأمر، والآن ليس لديه مكان ليعيش فيه بعد اختياره الابتعاد عن عائلته رغبة منه في ألا يكون عبئاً عليهم أكثر من ذلك.
فيكتور الذي كان مراهقاً حتى وقت قريب سيعيش متأثراً بالمأساة التي اختبرها على أيدي رجال عاملوه وكأنه حيوان، وعندما يعيد قص حكايته ينتهي به الأمر بالانهيار، حيث إن عواقب قراره تتركه وعلى كتفيه حمل ثقيل.