سباق الجمهوريين.. رواد المال يدفعون سفينة هيلي ضد ترامب
في الانتخابات الأمريكية يلعب المال دورا كبيرا، وكلما اقترب المرشح من دوائر الأعمال، وحصّن حملته بملايين الدولارات، باتت فرصته أكبر.
وفي سباق الحزب الجمهوري القوي لاختيار مرشح للرئاسة، انجذب اللاعبون الأقوياء في عالم الأعمال نحو نيكي هيلي، مدركين أنها "لا تزال مستضعفة"، لكنهم "يعتقدون أن لديها فرصة".
القصة بدأت أواخر الشهر الماضي، تلقت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، مكالمة غير متوقعة من جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس.
وخلال المكالمة، قال ديمون إنه "أعجب بمعرفة السيدة هيلي بتفاصيل السياسة ونهجها المنفتح في التعامل مع القضايا المعقدة التي أثيرت في السباق الرئاسي الجمهوري، وطالبها بالاستمرار على هذا النهج"، وفق شخص مطلع على فحوى المناقشة.
ولم يكن ديمون صاحب الوزن الثقيل الوحيد في مجال الأعمال الذي قال ذلك.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت مجموعة من الرؤساء التنفيذيين ومستثمري صناديق التحوط وصانعي صفقات الشركات من كلا الحزبين، في الانجذاب لهيلي، وفي بعض الحالات، كانوا يحفرون بشكل أعمق في جيوبهم، لمساعدة حملتها.
وأدى صعود هيلي في استطلاعات الرأي وأداؤها القوي في المناظرات إلى زيادة الآمال بين الجمهوريين المتعطشين لإنهاء هيمنة الرئيس السابق دونالد ترامب، في أنهم ربما وجدوا مرشحًا يمكنه القيام بذلك، وفق نيويورك تايمز الأمريكية.
وفي هذا الإطار، قال كينيث جي لانغون، الملياردير المشارك في تأسيس شركة هوم ديبوت، الذي تبرع لحملة هيلي: «لا يزال أمامي طريق طويل قبل أن أتخذ قراري -ربما يتغير شيء ما- لكنني معجب بها للغاية».
معلنا تفكيره في منح المزيد لحملتها، قال لانعون "أعتقد أنها مرشحة قابلة للحياة. أنا بالتأكيد أفضلها عن ترامب”.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن معظم رواد الأعمال الذين ينجذبون لهيلي، يرون فيها بديلا قويا لترامب، وقادرة على إزاحة الأخير، بل إنهم يعتقدون أنها تملك فرصة واضحة للفوز ببطاقة الترشح للرئاسة.
الأكثر من ذلك، يرى هؤلاء أنها (هيلي) في مرتبة أفضل من الرئيس الحالي جو بايدن الذي يعترض رواد الأعمال على جوانب من سياساته الاقتصادية وسنه الكبيرة.
ولكن حتى مع زخم هيلي، فإن وقف مسيرة ترامب القوية نحو ترشيح الحزب الجمهوري، يعد أمرا صعبا في ظل تفوقه الواسع في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي استطلاعات الرأي في الولايات المبكرة.
قال إريك ليفين، جامع التبرعات الجمهوري الذي يقود ممارسات الإفلاس والتقاضي في شركة "إيزمان ليفين ليرهوبت آند كاكويانيس": "كان هناك أشخاص لا يحبون ترامب على الإطلاق، ولكنهم كانوا متشككين للغاية في إمكانية إيقافه".
وتابع: "إنهم يعتقدون الآن أنه يمكن إيقافه"، مشيراً إلى الصعود المطرد لهيلي في استطلاعات الرأي.
وتظهر استطلاعات الرأي أن هيلي اكتسبت قوة جذب ضد حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي احتل المركز الثاني في الاستطلاعات طوال العام.
وفي ولاية أيوا، تعادلت هيلي تقريبًا مع ديسانتيس. وفي نيو هامبشاير، حيث تحتل السفيرة السابقة المركز الثاني، اقتربت نسبة تأييدها من 20% في متوسطات استطلاعات الرأي.
وقالت حملتها إنها حصلت على تبرعات بقيمة مليون دولار في أول 24 ساعة بعد المناظرة الأخيرة التي جرت في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، حيث ميزت نفسها بمواقفها المتشددة بشأن أوكرانيا وغزة.
وبينما لم يتم نشر أرقام جمع الأموال للربع الرابع من العام الجاري بعد، تشير المقابلات التي أجريت مع نحو 20 مسؤولاً تنفيذياً في القطاع المالي والشركات إلى أن المزيد من الشيكات الكبيرة ستصل قريباً إلى حملة هيلي، وفق نيويورك تايمز.
وجرى بالفعل تعزيز صندوق تبرعات هيلي الذي تبلغ قيمته 11.6 مليون دولار من خلال مساهمات من المديرين التنفيذيين الأثرياء في وول ستريت، بمن في ذلك مدير الصندوق ستانلي دروكنميلر ومستثمر الأسهم الخاصة باري ستيرنليخت.
قال ستيرنليخت: "أنا أدعم نيكي لأنني أعتقد أن الأمة بحاجة إلى تجاوز الانقسام وترويج الخوف من أقصى اليسار واليمين"، مضيفا "أنا أيضًا أختار وجهًا جديدًا، شخصًا أصغر سنًا يعكس الأمة بشكل أكثر دقة".
وكان تيموثي دريبر، صاحب رأس المال الاستثماري في كاليفورنيا، من أوائل الداعمين لهيلي، حيث ضخ 1.25 مليون دولار في لجنة العمل السياسي لدعمها.
وقال إنها حظيت في الأسابيع الأخيرة باهتمام الديمقراطيين والجمهوريين، لا سيما العديد من النساء. وأضاف: "أعتقد أنها قادرة على توحيد البلاد".
ويرى داعمو هيلي إن السفيرة السابقة بالأمم المتحدة، إذا استطاعت أن تقترب من ديسانتيس في ولاية أيوا، أول ولاية في جدول تصويت الجمهوريين بالانتخابات التمهيدية، أو استطاعت أن تتخطاه وتنفرد بالمركز الثاني، فإنها ستدخل الولاية الثانية، نيوهامشير بزخم كبير، بل يعتقدون أنها ستكون قادرة على الفوز بهذه الولاية.
ثم تنتقل الانتخابات في 24 فبراير/شباط إلى ولاية كارولينا الجنوبية، موطن هيلي، حيث كانت حاكمة لهذه الولاية قبل أن تخدم في إدارة ترامب.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز