170 ملم من بيونغ يانغ.. روسيا توسّع ترسانتها بعيار غير مألوف

أشارت تقديرات الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى أن القوات الروسية تلقت أكثر من 12 مليون قذيفة مدفعية من عيار 152 ملم من كوريا الشمالية.
وبحسب تقرير لمجلة مليتري ووتش، فإن "الجيش الروسي يعتقد |نه تسلم بنهاية عام 2024 ما يصل إلى تسعة ملايين قذيفة من عيارات 122 ملم و152 ملم من جاره الشرقي، إلى جانب كميات متزايدة من المدافع والذخائر من عيار جديد كليًا لم يكن يُستخدم سابقًا في الخدمة، وهو عيار 170 ملم، الذي يوفّر مدى أطول بكثير".
وأوضح التقرير أن اعتماد الجيش الروسي على الإمدادات الكورية الشمالية آخذ في التزايد، حيث تعتمد العديد من وحدات المدفعية الروسية الآن بشكل شبه كامل على الذخائر التي توفرها كوريا الشمالية.
وتشير بعض التقديرات إلى أن ست وحدات مدفعية روسية على الأقل تحصل حاليًا على ما بين 50 و100% من ذخيرتها من كوريا الشمالية.
ويتزامن تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الكورية الجنوبية مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بيونغ يانغ، والتي أشاد خلالها بـ"جنود الجيش الشعبي الكوري الأبطال"، الذين وصفهم بأنهم "قاتلوا من أجل تحرير منطقة كورسك بدمائهم وحتى بأرواحهم"، في إشارة إلى مشاركة جنود كوريين شماليين في صد هجوم أوكراني على تلك المنطقة الروسية.
كما يأتي هذا التقرير بعد تقرير سابق لوكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية في يونيو/ حزيران، ذكر أن المزيد من وحدات الجيش الشعبي الكوري ستُنشر لدعم المجهود الحربي الروسي.
وقد أثار ذلك تكهنات حول احتمالات بمشاركة وحدات كورية شمالية لاحقًا في هجمات روسية باتجاه الغرب في مناطق مثل دونيتسك وسومي، بعد استقرار الوضع في كورسك.
ويُبرز الاعتماد الروسي المتزايد على دعم كوريا الشمالية الفارق الكبير بين استثمارات الدولتين في قواتهما البرية منذ نهاية الحرب الباردة، إذ واصلت كوريا الشمالية الاستثمار بشكل مكثف في أصول تقليدية رئيسية مثل المدرعات والمدفعية، في حين أهملت روسيا هذه الجوانب خلال فترة سعيها نحو "تطبيع العلاقات مع الغرب" والاندماج في أوروبا.
سلط الضوء على هذا التباين، الخبير البارز في الشؤون الأمنية الكورية الشمالية، إيه بي أبرامز، في كتابه الأخير "البقاء في عصر القطب الواحد: 35 عاماً من صمود كوريا الشمالية في وجه الولايات المتحدة"، حيث قال:
"في عام 1989، وهو العام الأخير من الحرب الباردة، كان الجيش السوفياتي يمتلك نحو اثني عشر ضعف عدد قطع المدفعية التي تمتلكها كوريا الشمالية، و350% من عدد المدافع ذاتية الحركة، و284% من راجمات الصواريخ.
أما في عام 2021، فقد امتلكت كوريا الشمالية، وفق تقديرات محافظة، أكثر من أربع أضعاف قطع المدفعية المتحركة وذاتية الحركة، وأكثر من ستة أضعاف عدد الراجمات التي يملكها الجيش الروسي.
ويعكس ذلك مدى تقلص القوات الروسية الأمامية ومخزونها، إلى جانب انكماش قطاعها الدفاعي، وتراجع جاهزيتها العسكرية، مما أسفر عن توازن قوى مختلف تمامًا بين الدولتين، وهو ما عاد بالنفع على بيونغ يانغ مع اعتماد جارتها عليها بشكل كبير"، بحسب الخبير البارز في الشؤون الكورية.
كما تنوّعت المشتريات الدفاعية الروسية من كوريا الشمالية بشكل متزايد، لتشمل صواريخ موجهة مضادة للدبابات مزوّدة بقدرات "أطلق وانسَ" غير متوفرة في النسخ الروسية، بالإضافة إلى صواريخ باليستية تكتيكية ذات مدى وقدرة تفجيرية تتجاوز ما تنتجه روسيا نفسها.
ولا يزال الغموض يحيط بمستقبل هذه المشتريات، إذ تتزايد التكهّنات حول إمكانية توسيع نطاقها لتشمل أنواعًا أخرى من الأسلحة، بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية.
وبينما لا تزال تفاصيل التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ طي الكتمان في بعض جوانبه، إلا أن الواضح أن كوريا الشمالية باتت لاعبًا أساسيًا في تأمين الذخائر والمدفعية الثقيلة التي يعتمد عليها الجيش الروسي في ساحة المعركة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTczIA== جزيرة ام اند امز