من مرسيدس إلى نوكيا.. انسحاب الشركات من روسيا يتواصل
أعلنت شركة "نوكيا" الانسحاب من السوق الروسية، لتنضم لمجموعة كبيرة من الشركات الأوروبية التي أوقفت نشاطها بسبب الحرب على أوكرانيا.
وأوضحت شركة صناعة معدات الاتصالات والهواتف المحمولة الفنلندية اليوم الثلاثاء، أنها أوقفت خلال الأسابيع الماضية تسليم أي معدات جديدة أو الدخول في عقود جديدة مع العملاء الروس، إلى جانب تجميد أنشطة الأبحاث والتطوير المحدودة التي تمتلكها في روسيا، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان منافستها "إريكسون" أنها ستعلق أعمالها في روسيا لأجل غير مسمى.
وأشارت وكالة "بلومبرج" للأنباء إلى أن روسيا مثلت خلال العام الماضي أقل من 2% من صافي مبيعات نوكيا، وهو ما يعني أن خروج الشركة الفنلندية من السوق الروسية لن يؤثر بشكل ملموس على توقعاتها المالية.
وقالت نوكيا إنه في ضوء "الطلب القوي" الذي نراه على منتجات الشركة في المناطق الأخرى من العالم، فإنها لا تتوقع أن يؤثر قرار الخروج من السوق الروسية على قدرتها على تحقيق أهدافها المالية للعام الحالي.
وسيؤدي القرار المتوقع للخروج من روسيا، إلى رصد مخصصات بقيمة 100 مليون يورو في نتائج الربع الأول من العام الحالي لتغطية الآثار المحتملة للقرار.
وكان سهم نوكيا قد تراجع أمس بنسبة 7ر1% إلى 94ر4 يورو.
في غضون ذلك، تبحث شركة "سيكونومي" الألمانية لبيع الإلكترونيات بالتجزئة عن حلول لاستثماراتها في سلسلة "إم. فيديو"، أكبر سلسلة لبيع الإلكترونيات للمستهلكين في روسيا.
وتمتلك سيكونومي 15% من شركة بيع الإلكترونيات الروسية. وقال رئيس الشركة الألمانية كارستن فيلدبرجر في اجتماع غير عادي في دوسلدورف اليوم الثلاثاء :"ندرس حاليا خيارات مختلفة ،. فالوصول إلى الأسهم وممارسة حقوقنا عليها مقيد بشكل كبير."
أشار فيلدبرجر إلى أن أعمال سيكونومي نفسها لم تتضرر بشكل مباشر بسبب الحرب. وأوضح :"لسنا ممثَلين في أوكرانيا، ولا نقوم بعمليات تشغيلية في روسيا منذ عام 2018"، إلا أنه لفت إلى تداعيات الحرب على الاقتصاد الكلي، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع التضخم.
وقالت مجموعة سوسيتيه جنرال المصرفية الفرنسية، الإثنين، إنها أوقفت أنشطتها في روسيا وبيع حصتها الأكبر في مصرف روسبنك الروسي.
يأتي القرار بعد أسابيع من حث الزعيم الأوكراني الشركات الفرنسية على المغادرة بسبب حرب موسكو لبلاده.
كما أوقفت الذراع المالية لشركة "مرسيدس-بنز" الألمانية لصناعة السيارات الفاخرة أعمالها في روسيا، مؤكدة في المقابل أنها ستواصل خدمة العملاء هناك في إطار العقود الحالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مرسيدس-بنز موبيلتي"، فرانتس راينر، في مدينة شتوتجارت الألمانية: "لدينا التزام تجاه عملائنا"، معربا عن قلقه البالغ من الحرب في أوكرانيا وتداعياتها.
وتشكل معاملات الشركة في روسيا أقل من 1٪ من إجمالي حجم معاملاتها.
وأعلنت "مرسيدس-بنز" الأسبوع الماضي أنها ستوقف تصدير سياراتها إلى روسيا وإنتاجها هناك في الوقت الحالي.
وانسحبت مئات الشركات الأجنبية، من مؤسسات مالية ومطاعم، من روسيا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
لكن انسحاب الشركات الفرنسية التي تُعدّ من أكبر المجموعات الموظِفة في روسيا كان من الأبطأ، ما دفع بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى حضّ هذه الشركات على مغادرة روسيا خلال إلقائه خطابًا أمام البرلمان الفرنسي في 23 مارس/آذار الماضي.
جاء النزوح الغربي بعد الغزو وسلسلة من العقوبات الغربية على روسيا ، بما في ذلك تجميد 300 مليار دولار من احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية في الخارج.
واجهت روسيا منذ ذلك الحين خطر التخلف عن سداد ديونها.
ولا تحقق كل من "نوكيا" و"إريكسون" سوى معدل منخفض من المبيعات في روسيا، حيث تمتلك شركتا "هواوي" و"زد.تي.إي" الصينيتان حصة أكبر.